لقد شهد العالم في الآونة الأخيرة اصطفافاتٍ لمعسكرات كبرى، غربية وشرقية، وإنّ من ضرورة الوقت أن ينهض معسكر عربي وإسلامي، يستند إلى قوة الإيمان ووحدة الصف، حمايةً للدين والأوطان.
إنّ المجتمع يقوم على ركنين: الراعي بمؤسساته وطبقاته، والرعية بطبقاتها ومؤسساتها. ولقيام معسكر عربي إسلامي قوي، لابد من ثلاث ركائز رئيسية:
1. توحيد الكلمة وتماسك المجتمع.
2. توحيد الأمة في مكوّن عسكري رادع.
3. الارتكاز على فنّ السياسة الرشيدة.
ويُضاف إلى ذلك دعم السلطة الفلسطينية، ولا سيما على المستوى السياسي.
المطلوب من الحكام ومؤسساتهم:
تحقيق العدل بين الناس، ومنع الجنايات، وصيانة الأمن المالي بمنع الربا والرشوة وأكل أموال الناس بالباطل.
تخفيف الضرائب يحرر اقتصاد الأمة ويزيد من إنتاجها، ورفض الكراهية المجتمعية يوطد الوحدة، وحب التعايش يرسخ دعائم الاستقرار السياسي والاجتماعي.
تأمين رفاهية مالية معقولة، خصوصاً للتجار، كي لا يهاجر رأس المال إلى بيئة أخرى.
تفعيل وزارة الأوقاف والمؤسسات الدينية بتوظيف الكفاءات في المنابر، وفق خطط مدروسة تعزز وعي الأمة.
تشجيع الزراعة الفردية عبر وزارة الزراعة، لتأمين قدر من الاكتفاء الذاتي في أوقات الأزمات.
في الضرورات الخمس:
1. الدين: تحصين المجتمعات من الإلحاد والإباحية والبدع الكبرى، عبر المناهج الإلزامية والتنشئة الإيمانية، والاستعداد الحقيقي للجهاد في سبيل الله.
2. النفس: منع سفك الدماء الفردية والجماعية، وسنّ قوانين رادعة تحمي الأرواح.
3. المال: دعوة التجار وأصحاب رؤوس الأموال إلى الترشيد، وإعطاء الفقراء حقهم من الزكاة والصدقات، وتخفيف كلفة العلاج عبر مظلة تأمين صحي موسّعة، واستعادة الأطباء والكوادر الطبية لرسالتهم الإنسانية.
4. العقل: حمايته من السموم الفكرية والإلحاد والإباحية، وتأسيس مؤسسات تعزز الفكر الراشد، مع رعاية المبدعين والمجتهدين.
5. النسل: صيانة الأسرة النووية والممتدة والمجتمع ككل، بدعم المرأة في عبادتها ورسالتها، وتمكين الشباب ليكونوا عماد النصرة، وحماية قيم الأسرة بما يرسخ اللحمة بين الحاكم والمحكوم، والغني والفقير، والطبيب والمريض، والزوج والزوجة.
الخاتمة:
إنّ قيام معسكر عربي وإسلامي على هذه الأسس يحقق اللحمة المجتمعية، ويمنح الأمة قوة حقيقية ترهب عدوها، وتستجلب معية الله ونصره.