إخبار الفضلاء برفع الحرج عن وقتي المغرب والعشاء (في ألمانيا وبعض الأرجاء)

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى وبعد:
فقد عرض علي من قبل بعض الإخوة المقيمين في بعض بلاد الغرب، كألمانيا وغيرها من أمثالها، مشكلة يواجهونها في وقت صلاتين أو أكثر، وهي صلاة المغرب مع العشاء، وصلاة الفجر، وحقيقة الإشكال واقع في صلاة العشاء بكثرة في تلك الدول، وفي صلاة الفجر بقلة، بحيث يتأخر مغيب الشمس، مما يؤدي إلى أن يكون أول وقت العشاء قريبا من منتصف الليل أو أكثر من ذلك، بحيث تقع مشقة كبيرة في أداء صلاة العشاء، التي يقرب وقتها من صلاة الفجر، مقارنة مع طلوع الفجر، وكذلك صلاة الفجر في بعض الدول الذي يصاحبه انقضاء وقته فوراً، بحيث لا يستطيع المسلم إيقاع الصلاة في الفجر وقبل طلوع الشمس، وهذا أمر جعل المسلمين على شقين في معالجة الأمر:
1- الجمع بين المغرب والعشاء، أو إيقاع كل صلاة في وقتها وتحمل المشقة.
2- صلاة الفجر قضاء، أو تركها لعدم حصول وقتها.
وبكل هذا قال الفقهاء قديماً وحديثاً.
وأقول:
أما بخصوص صلاتي المغرب والعشاء، فأفتي بتخريج المسألة -بخصوص وقت المغرب- على مذهب الشافعي الجديد، وذلك بأن وقت العشاء يدخل فور إيقاع صلاة المغرب وأدائها دون انتظار مغيب الشفق الأحمر، وهذا في حق المنفرد والجماعة ولا فرق، حتى إذا وقعت في وقتها صليت العشاء فورا، ولا يكون ذلك جمعاً بين الصلاتين، بل تكون كل صلاة في وقتها.
قلت: وهذا أفضل، لأن الجمع إخراج للصلاة الثانية عن وقتها تقديماً، فأن قيل: الجمهور على خلاف ذلك وأن هذا القول -حتى عند بعض الشافعية- متروك أو مضعف أو مرجوح، فأقول: القول المرجوح يعمل به في حالات:
1- أن يقابل قولاً شاذاً.
2- أن يكون القول المقابل شاقاً وحرجاً.
3- ألا يكون هناك قول أصالة، ويراد به هنا القول الضعيف إذ لا مقابل له.
وكما قلت عملاً بهذا: فتكون الصلاة في وقتها _ أعني العشاء، وإن كان هذا مبنياً على خلاف الراجح، لكنه أقوى من القول بالجمع لأمرين:
1- أن الجمع مرفوض عند الكثيرين.
2- أن الجمع إخراج للصلاة عن وقتها.
وعليه فرأيي أن تتبنى المراكز مذهب الشافعي الجديد في وقت المغرب، لتكون صلاة العشاء في وقتها، وبذلك ترتفع المشقة، ونحقق المطلوب من كون كل صلاة في وقتها بغير جمع.
وأما صلاة الفجر فعندي أنها تصلى في أي وقت من الصباح -أعني من أوله- وذلك اعتماداً على أمرين:
1- المطالبة بها لا تسقط إلا بأبراء الذمة، ولا يقال لم يعد لها وقت فتسقط، فهذا إسقاط لها بغير وجه حق.
2- اعتماداً على حديث أيام الدجال: “اقدروا لها…” أي الصلاة، فنعتمد التقدير لوقت الصلاة، بقسمة للوقت يعلمها المقيمون هناك، فنقدر وقتاً للصلاة نوقعها فيه، وكذلك السحور يقدر له وقت ولو كان النهار طالعاً، لأنه وقتهما.
لعلنا بهذا نكون قد أوجدنا حلا لأمر طالما شغل المسلمين، والله تعالى الموفق..
هذا والله تعالى أعلم.
سمير مراد
15/2/1446
من يوم الإثنين 19/8/2024