الرئيسية / المقالات / ولد الزنا شر الثلاثة

ولد الزنا شر الثلاثة

” ولد الزنا شر الثلاثة” حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قيل: شرهم في الأعمال، وقيل شرهم في الأخلاق، قلت: والصحيح عندي أنه شرهم في النسب، حيث لا يعرف نسبه، هذا قلته لأحد إخواني ممن كان يحادثني في موضوع سوريا، وإمكانية سقوط النظام أو استبداله بغير بشار، وقد كان من رأيي أن عملية الثورة السورية غير جائزة شرعاً، لعدم الشوكة والقوة الحقيقية التي تواجه نظام الأسد، واستبدال القوة العسكرية بالبشر، فيقدمون قرباناً للبعث ليقتلهم، ثم تخور قوى البعث، فهذا مما لا يجوز بحال، ولو بقي نظام الأسد سنوات طوالاً أخرى.

المهم، حينها ــ أي حين قال لي الأخ بإمكان سقوط النظام ــ قلت: وإن سقط، فأن حال من يخلفه كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” ولد الزنا شر الثلاثة”، فقال ما تقصد: قلت: أن من سيخلف النظام السابق، سيكون شراً منه، إذ القسمة ثلاثة، الثورة المحرمة، والنظام الجائر الظالم، سينتج: شر منهما، وهكذا الزنا: اجتماع حرام، فكان الإنتاج أسوأ ما يكون نسباً، فنسبة الثورة إلى حرام، ونسبة النظام إلى حرام، فسيكون النتاج أقبح نسبة من كليهما، يتضح هذا حين نعلم أن عامة قواد الثورة السياسيين بعثيون، ومنهم من أضاف قبحاً آخر، وهوأحتضان إيران له، ــ ما يخيفنا من كون النظام الخالف نظاماً علوياً يغزو حيشة الكعبةــ ، فأنى لمثل هذه الثورة أن تنتج من ينجينا.

وأما من مات ومن انتُهك عرضها، ومن……….. ومن…… ومن……….؟! فهؤلاء قرابين السياسة والساسة في آن واحد، وهل بشار أولى بذبحهم؟! فما داموا حكم عليهم بالذبح، فليذبحوا وليكونوا ضحية لإقامة نظام لا ندري ما نَسَبُه، وأنا لم أكن يوماً مع الثورة في مصر، وقد تحدثت عن هذا، ولم أفرح ولم أتفاءل بتسلم مرسي السلطة، وقلت: أخشى أن يدير ظهره للإخوان كما فعل عبد الناصر الخاسر من قبل، ولذا لا يوثق بحركة الإخوان مطلقاً لعدم الوعي الديني والسياسي والعسكري.

فأذا كان الحس الديني في مصر ظاهراً، ولم نعطه ثقة، أفنعطي الثورة السورية التي يخلو فيها الحس الديمقراطي فضلاً عن الديني؟! معاذ الله أن نقع في ذلك،

وإلى الله وحده المشتكى، ( ولو أن أهل القرى آمنوا واتقواْ لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض) ، ولكن الناس يستعجلون……….. يستعجلون………… يستعجلوووووووووووون!!!!!!!!!!!!!

وويل لمن صدَّر نفسه مفتياً وهو لايدري من أين ولا كيف تأتي السياسة، وسيندم هؤلاء ولو بعد حين، خصوصاً من أظهر نفسه أنه مفتي الأمة الأوحد، فترك الأمة تهيج وتموج، واعتزل في بيته، لأنها في زعمه: لم يسبق لها مثال، سبحان الله إن كنت لا تستطسع توصيف الحكم الشرعي ولم توفق لذلك، تأتينا بهذا الزعم؟ خير لك الكف عن هذا أنت وأمثالك، فأنتم لستم من أهل الفتوى.

وقضية سوريا، من حركها ولا يزال يحركها عامتهم ليسوا من أهل الفتوى، ومن كان فهم فللأسف لم يصمد تحت ضغط الشارع، وتحت ضغط الخريف العربي، فصاح بالثورة التي ما قامت إلا على دماء الأبرياء وفروج العفيفات، لماذا؟ لتُسقط نظام البعث وتُحل محله نظام البعث المتطور العصري كتونس تماماً، ماتت الشيوعية الهوجاء العمياء، لتقوم شيوعية براقة تمثل على الإسلام والديمقراطية، وحساب الكل على رب العباد، وإنا لله وإنا إليه راجعون، من أمة تقبل أن تساق إلى الموت، وهي تراه النجاة الأبدية….!!!!

 

والله أعلم وصلى الله على سيدنا محمد

 

الثلاثاء 19/ رمضان/ 1433

7/ 8/ 2012-08-08 سمير مراد

مدير مركز الإمام الشافعي العِلمي.

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله وبعد:

فقد جائني كتاب كريم، إنه من بعض إخواننا السوريين، الذين أظن فيهم التدين والغيرة على الدين والله حسيبه، تقصّى فيه ما احتواه مقالي الذي هو بعنوان ” ولد الزنا شر الثلاثة “، وقد قرأت ملاحظاته، وأشكره على أدبه فيها، وأنا لي عليها ملاحظات أو تحفظات كما سماها أخونا وحبيبنا حفظه الله

تعالى، فأقول والله الموفق والهادي إلى طريق السداد.

*الملاحظة الأولى قوله: ” ولكني أعترض على تشبيه الحالة بالعراق” فأقول:

وجه الشبه عندي، أن جهوداً كبيرة ستضيع لصالح جماعة أو جماعات، لا نرتضي منها عقيدتها أو سياستها، وعندها ستصيبنا الحسرة وسننقلب على هؤلاء بثورة جديدة وهكذا، ذلك أن عامة قادة الثورة السياسيين شيوعيين بعثيون، وبعضهم نزل في أحضان إيران مثل برهان غليون.

وقد قال بعض رجال المعارضة من الداخل يوماً: إن رجال المعارضة عامتهم شمولييون، قلت: والشموليون تعني الشيوعيون، لكن الناس لا يعرفون هذه المصطلحات.

كما أنني أشبه النظام المتوقع – إن لم يكن علوياً – فقد يكون بعثياً شيوعياً مخضرماً كنظام تونس الجديد.

*الملاحظة الثانية: قوله ” المشكلة أنه لا يوجد ضمانات مؤكدة” قلت: بالتأكيد، لكن من البداية كان الخطأ – كما سأبين بعد – وأقول: وأيضاً لا يوجد ضمانات مؤكدة عكس ما قلنا، بل العكس فأنا لا أزال أرى أن الأمر يتردى كثيراً، لأن حسبة النتائج عندي غيرها عند حضرة الأخ وأمثاله من الغيورين.

*الملاحظة الثالثة: قوله: ” وهذا المستجد لم يكن متوقعاً،..، خاصة قبل الثورة”.

قلت: هذا دليل على قلة خبرة المتحدث وأمثاله من الطيبين في الأمرين، الشرعي والكوني الواقعي، ومع إساءة الظن بغيره، فهذا من سوء نواياهم في إرادة الترؤس ولو على حساب البشر، والقضية قائمة على عدة نقاط:

*سئلت قبل الثورة بقرابة عشرة أيام بطريق إيميل موقعي الرسمي عن الثورة فقلت: لا يجوز، لا لأن الرئيس ولي أمر – وإن كان البعض لا يزال يراه كذلك- فهو علوي شيوعي ليس له ولاية على المؤمنين، لكن لا توجد شوكة ولا أهل مشورة تقابله، وهو كأبيه شرّاب سفّاك للدماء، وسوريا محميّة روسية يهودية إيرانية في آن واحد وهم لن يفرطوا فيها قط.

فقالوا: مظاهرة سلمية، قلت: السلمية عند هذا النظام إجرامية، فكيف بثورة عارمة للشعب؟!

ولذا رأينا كيف قاوم النظام ثورة المساكين، لكن أعود فأقول: من قام بالثورة ليس معه مستمسك شرعي ولا واقعي كوني، فهذا طرف الخلل الذي ذكرت معناه في المقال: لأن هذا الفعل منهم حرام شرعاً.

*الملاحظة الرابعة: قوله: ” لكن فكرة إيقاف الثورة، ….، أن يقرر – قلت: أي الشعب – ما إذا أراد إكمال الطريق للنهاية وقال: التوصل لتسوية هو عائد لرغبة وقرار الشعب السوري. فأقول:

1-القرارات التي تتعلق بالأمة ، خصوصاً ما يتعلق بالحكم الشرعي الاستنباطي، والقرار في الثورة وعدمها، لأهل العلم. من فقهاء الشرع، وفقهاء السياسة والعسكريين، ولا علاقة للشعب بها، لأن الشعب مظنة التصرف الخطأ.

2-سمعت بعد فترة من فتياي في سوريا، حديثا للشيخ ابن عثيميين رحمه الله تعالى في مسألة مفروضة، أن من المسلمين من لو واجهوا نظاماً أو دولة معها سلاح كامل، والمقاومون ليس معهم إلا شيء بسيط، فطرح الشيخ سؤالاً على الحضور: إيش تعدون هذا، فأجاب الشيخ نفسه: هذا جنون. ا.هـ ، قلت: وهذا من الإلقاء بالنفس إلى التهلكة،فأن كان الناس يجهلون ذلك، فهذا من التجارة في دمائهم وأعراضهم، وأموالهم، وأديانهم، وغير ذلك.

3-الشعب الذي هو الضحية، هو المقرر؟! هذا عبث، لأن الشعوب لو تركت لنفسها ما سلكت هذا المسلك، لأنها أحرص على نفسها من خوض طريق لا تحسنه، والنتيجة، كان الشعب هو الضحية وكبش الفداء، وأصحاب الثورة الذين سيترأسون؛ في النعيم الكبير، فكفى تجارة بالشعوب بحجة إزالة النظام الظالم.

4-وحجة أن النظام سيكون أشد إذا توقفت الثورة أقول:

هذا من الخلط الكبير، حيث إن الزمن قد تغير، حتى بات الحكام جميعاً يدركون أن غضبة الشعوب باتت وشيكة في كل بلد، ولها من يحرضها، ولها من يدعمها، ثم إن كثيراً من الدول المؤيدة، تنتظر فرصة سانحة لخدمة الشعب السوري، وهي الآن لا تجد، فلا مجال لها إلا بالتوقف، فعندها ستدخل قوات حفظ سلام وغيرها، مما قد يكون أنجح في إزالة النظام أو اختراقه حقيقة.

*الملاحظة الخامسة قوله: ” لماذا أيضاً القول بكلام كأنه نهائي بأن الدعم العربي أصبح ميؤوساً منه” قلت: قد رأينا في كل الثورات السابقة، كيف هيمنت المساعدات الغربية وطغت منذ بدايتها، على عكس سوريا تماماً، لوجود القوى الثورية العالمية والصهيونية واللوبي الصهيوني الأمريكي وإيران وفنزويلا وغيرها، كل هذا يؤدي إلى إخماد كل مساعدة غربية، والآن مضى قريب السنتين وأمريكا لا تزال لا تثق بالمعارضة، لعدة أسباب فلذا لا تمكن المساعدة، إضافة إلى رفض الجميع التدخل العسكري، لأنه سيؤدي إلى حرب إقليمية أو أكثر، فهل هناك غير الحلول السلمية التي لابد من تنازلات فيها للوصول إلى بغيتنا؟! للأسف أصحاب المشكلة باتوا لا يدركون حجم المشكلة، أو لا يريدون أن يدركوا!

أقول: ثم التوقف هو التطبيق الشرعي لأن الثورة حرام، ولا يمكن لتطبيق الشرع أن ينتج غير الخير، أفلا تعقلون.

*الملاحظة السادسة حول وصول الإخوان والعلاقة بأيران وغير ذلك، فأقول:

لاشك أن نظاماً إخوانياً – مع أنني ضد هذا تماماً أن يحصل – أهون بكثير من نظام شيوعي أو علوي أو بعثي مخضرم، ومن قال غير ذلك فليتهم نفسه، ونقطة العلاقة بأيران، لا تخفف من خطر العلويين المكفرين عند الرافضة، أقول: هذه خزعبلات من قائلها، ذلك أن المصيبة هي العلاقة بالتلمود والتوراة والبروتوكولات، التي يستقي منها كل من الرافضة والعلويين والاسماعيليين وأمثالهم.

*الملاحظة السابعة: قوله حول قيام الشرعية السورية على القتل وغيره الخ كلامه فأقول:

من المعلوم أن الضغط من الدول العالمية المؤيدة، ومن الدول المعتدلة سيؤدي بالنظام السوري إلى ممارسة دينية أو ديمقراطية ولو ظاهراً، ما سوف يؤدي إلى فسحة يخرج من خلالها الشعب إلى مخرج سليم، أما بقاء القتل وسفك الدماء وهتك الأعراض، فلا، وللأسف صرنا إنما نستمع لنشرة الأخبار لنرى: كم بلغ عدد القتلى اليوم؟ فأي دين يقبل هذا، وحرمة الدم المسلم عند الله عظيمة.

*الملاحظة الثامنة قوله: ” بعد ثورة الثمانينات الفاشلة، ….، كما يتوقع بعض الباحثين حصول تصفية وتهجير كبير لأهل السنة” أقول:

مجرد سؤال: لماذا فشلت؟ مع أنها كانت في قوة ومنعة وتخطيط أضعاف اليوم!!!

وأما التصفية والتهجير، فلا أدري هل إخواننا هؤلاء المتحدثون يعيشون معنا؟ ألا يرون القتل والمجازر والتهجير وكل صور التصفية، وكلها على أهل السنة فقط، أم أن ما يحصل ليس بشيء فنريد أكثر، كما قالها واحد: يخرجون ولو ذهب ثلث الشعب السوري، كبرت كلمة، وكما قيل: ” الذي تحت العصي ليس كمن يعدها”، فليس ولده من قتل، ولا ابنته من انتهك عرضها، ولا عائلته من شردت، ولا بيته هو الذي هدم، بل أحدهم لم يصفع صفعة – نسأل الله السلامة – فكيف يحكمون، لا أدري.

*الملاحظة الأخيرة قوله: ” الأحاديث النبوية التي تمدح الشام” قلت:

الشام كالشرق والغرب، نسبي، وليس حظ سوريا أكبر من حظ فلسطين أو الأردن، بل يمكنني القول: إن أحاديث فضائل الشام في هذا الزمان عامتها ينطبق على الأردن، أو أكثر ما ينطبق على الأردن، لما فيه من الخير والبركة والأمن والأمان والدين والدعوة والرفاهية، يعرف هذا كل من عاش في غير الأردن من البلدان حتى بعض بلدان الخليج.

وأخيراً: أشكر لأخي وحبيبي على هذه النصيحة الأدبية، وأدعو له بالثبات والسداد، ولتعلم يا أخي الحبيب أن كل عاطفتنا مع الشعب السوري، ” ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات” والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

سمير مراد

6/10/1433

22/9/2012

شاهد أيضاً

حكم قراءة القرآن أو مسه للحائض والنفساء؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *