الرئيسية / المقالات / لبيك يا حسين

لبيك يا حسين

بسم الله الرحمن الرحيم

لبيك يا حسين

رافضية عراقية ….. أم إيرانية ؟!

 

الحمد لله الذي يسير خلقه كما يشاء، ويؤتي ملكه من يشاء، وصلى الله على سيد الأنبياء، ورضي عن الصحابة الكرام الأوفياء وبعد:

حين نتذكر الأعوام الأولى من العقد الأول من الألفية الجديدة 2001 وما بعدها، وحين سقط النظام السابق في العراق، تصارع الناس فيمن يتولى أمر هذه الدولة وهذا البلد الكبير العريق، فتعالت الأصوات، فهذا يدعم ويطالب بالحكم، وهذا يحرم ذلك، والأول يرصد من يعنف أو يؤثم من يتأخر، والثاني يرصد من يمنع ويقتل من يتقدم، فالشيعة الرافضة – بدعم من إيران – دعت إلى التقدم واستلام زمام الحكم، وبعض السنة تقدموا بدعم ضعيف كتقدمهم من بعض الدول المجاورة، وقامت الجماعات المتطرفة السنيّة، بتحذير الناس من الدخول أو حتى الانتخاب، ومن فعل فله الويل أو القتل.

الرافضة يحرمون الامتناع، ومن امتنع عن الدخول أو الانتخاب فله جهنم، والعكس كان عند الجماعات المتطرفة من السنة.

وبدأت الفتاوى التي لا تعي مصلحة الإسلام والمسلمين، من هنا وهناك، وللأسف أكثرها كانت ممن ليسوا أهلاً لذلك، فنشرت مجلة الفرقان في حينها صفحات عدة في أحد أعدادها تحريم دخول البرلمانات…..! بقلم طالب العلم فلان الفلاني، وليس أهلاً للفتوى أصلاً، خصوصاً في هذه القضايا الكلية، التي تحتاج إلى خبرة واقعية مع العلم الشرعي، وخبرة بمقاصد الشريعة تخصيصاً.

وقد سجلت يومها شريطاً عنونته: اللباب في حكم الانتخاب، بينت فيه جواز ذلك الذي قد يصل أحياناً إلى الوجوب.

مضت الأيام بتقهقر أهل السنة، واستلام الرافضة زمام الأمور، فعندها بدأ العويل، الشيعة أخذوا العراق، الشيعة يريدون إذلالنا، الشيعة ….. الشيعة ……..، ولكن: ولات حين مناص، وهكذا المسلمون – إلا من رحم الله – يفوِّتون على أنفسهم الفرص الكثيرة، حتى إذا قامت طعنوا على الآخر، في حين أنهم هم الذين ينبغي أن يطعنوا على أنفسهم، لأنهم بحاجة إلى إعادة برمجة عصبية كاملة.

وتمضي الأيام، ويرتكب الرافضة بزعامة المالكي – أهلكه الله تعالى وأهلك خامنئي وحسن الرافضي والحوثي – جرائم لا تحصى ولا تعد في حق السنة على جميع الميادين والأصعدة: من سياسية وعسكرية واقتصادية واجتماعية ……. الخ.

يزول المالكي ويتسلم بعده رافضي أكثر حنكة منه فهو يعطي من طرف اللسان حلاوة للسنة، في حين أن حقيقة ولائه لإيران، وتمضي الأيام ……… .

فتخرج علينا جماعة داعش المتطرفة غلاة الخوارج، فتكثر القتل والتشريد في أهل السنة خصوصاً، بحجة أنهم مرتدون، وأنهم أولى بالقتال من غيرهم، وتتقاعص الحكومة الرسمية المركزية عن إمدادهم – أعني سنة العراق من أهل الأنبار وغيرها – بالسلاح اللازم لصد عدوان داعش الإيرانية، وتضعف أمريكا وتنحاز ظاهراً لإيران، مع كونها تطالب بتسليح السنة في العراق وتدريبهم، لكن بتلكؤ شديد أدى إلى أن أصبح الميدان فسيحاً أمام الشيعة  الرافضة، بحجة قتال المتطرفين، فقام هؤلاء الرافضة بمواجهة داعش في معركة تحت اسم: لبيك يا حسين، والهدف الأساس هو ليس مواجهة التطرف، فأن هذه الميليشيات متطرفة أيضاً، لكن المقصود هو قتل السنة، لأن داعش ينتسبون إلى السنة، فهم بهذا يصيدون عصفورين بحجر واحد، إثبات قوتهم وشوكتهم، ثم قتل من يعتبرونهم كفاراً كذلك، وهم السنة النواصب كما يسمونهم.

المصيبة: كم وكم تحدثت وحذرت من أمور كثيرة، كما نبهت وحذرت من الحوثيين قبل أكثر من عام كامل، وفي اليمن نفسها حين كان عندنا ندوة هناك، وقبل قرابة خمسة أشهر من حرب الحوثيين حذرت في مقال وقلت في آخره: الحرب قادمة؛ ولكن لقد أسمعت لو ناديت حياً….!!!

ولا يزال الأمر يتفاقم، ما دام يسود الناس الجهلة والحمقى، ولو عضّ هؤلاء المتشدقون على ألسنتهم، وتركوا الأمر لأهله من أصحاب العلم والخبرة، لنجوا ونجوا جميعاً، لكن تصدير هؤلاء أنفسهم للأمة، على أنهم أوصياء عليها – وليسوا كذلك بل هم يحتاجون للوصي الراعي – أدى فعلهم هذا إلى توالي النكبات، ولا نزال نقاسي من ويلات بعض جماعة الإخوان المسلمين وبعض السلفيين والتحريريين والمتطرفين جميعاً، لأنهم نصبوا أنفسهم ولاة على الأمة بدعوى الأمر والنهي والجهاد، حتى أوقعوها في حرج وضنك الله أعلم متى وكيف المخرج منه.

أسأل الله عزوجل أن يحقن دماء الأمة، وأن يردها إلى صوابها، وأن يجنبها الفتن ما ظهر منها وما بطن.

والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

كتبه/ د. سمير مراد

من يوم الأربعاء

9/8/1436

27/5/2015

شاهد أيضاً

حكم الصور (الفوتوغرافية) وتعليقها على الجدران

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *