الرئيسية / المقالات / كردستان البلد الطيب

كردستان البلد الطيب

بسم الله الرحمن الرحيم

كردستان البلد الطيب

 

لا تزال الصراعات قائمة بين المسلمين ، فتبدأ سياسية وتنتهي بالدماء ، وكل مرة يتم علاج أحدها ، فسرعان ما ينتج صراع آخر في منطقة أخرى ، ونحن بدورنا كمصلحين نسعى إلى رأب الصدع ، وترميم ما هدم ، ونسعى إلى وحدة الصف ، ثم إننا نحذِّر أشد ما نحذر ، من أن يوظف الشرع لخدمة مثل هذه القضايا ، في الحين نفسه ، يوظفه الطرف الآخر لخدمة قضيته ، فيصير الدين متأرجحاً بين الطرفين ، ما يُنتج طرفي نزاع يشتد حيناً بعد حين ، ولا شك أن الدين يكون مع طرف ما ، وقد يكون مع الطرفين حسب مجرد الفهم ، لكن المشكلة تكمن في عدم البحث عن نقطة التقاء لتسوية الصراع بين الطرفين ، نعم؛ بعض الأطراف تحمل من الأفكار غير الدينية ، أو غير الوطنية ، لتمرير هدف أو مشروع معين ، مع أن كل المبادئ الدينية والوطنية ، تنص على احترام القيم والثوابت التي تؤدي إلى الاجتماع ونبذ التفرق ، وتنص على إبقاء الحقوق لأصحابها دون أن يستأثر بها طرف دون آخر.

من قريب اضطربت أحوال مصر ، وتفاقمت ، مع أن الحلول سهلة قريبة ، وهي تكمن في إرضاء الجميع ، والأمر متسع لذلك ، فلا ينبغي تفويت وحدة الكلمة لأجل أمر يمكن تفاديه أو تأجيله على الأقل لحين مصلحة.

كذلك الأمر في العراق وكردستان ، بلد واحد ، وأمة واحدة ، دخلت معاول الشر بينهم ، لتهدم صرحاً عظيماً ، من أجل فرض الهيمنة ، ولإضعاف بلدان مجاورة أخرى ، معاول شر ، تثير نعرات نحن في الغنى عنها ؛ عربي وكردي ، فالإسلام يجمعنا ، فلا يحق لنا أن نقبل تمرير وتنفيذ مشاريع خاصة ببعض الأقوام ، يترتب عليها تدمير وحدتنا ، وغربلتنا بحجة اختراق بعض القوانين ، فشعب كردستان رافد أمين ومتين لأمتنا العربية والإسلامية ، يجب أن تبقى حدوده مطلقاً نظيفة آمنة ، ولا يصح إثارة عداوة معه ، توغر الصدور عليه ، وتمزق وحدته ، وتخدش أمانه ، لا من الشرق ولا من الغرب ، ولذا ، فعلى نظام العراق التراجع والمسارعة إلى رأب الصدع ، والرضا بالشريك ، وبغير ذلك لا يصلح الأمر ، وكذلك تصعيد الأمور فيه ضرر للطرفين ، أسأل الله عزوجل أن يحفظ أمة العرب والإسلام ، وأن يحفظ بلادهم بأمن وأمان ، وأن يحفظ شعبنا الكردي من كل ضراء تصيبه ، والله أعلم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

سمير مراد

22/1/1434

6/12/2012

من يوم الخميس

شاهد أيضاً

اغتيال الأردن “وأن نصرة الدين عربية سنية أصيلة”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *