الرئيسية / الكتب / شرح نظم العمريطي في النحو

شرح نظم العمريطي في النحو

 المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على سيد المرسلين , أما بعد , فهذا شرح المقدمة في النحو , جعلته سهلاً ميسراً ليكون مذللاً بين يدي الطلبة , وليكون مِرقاةً لما بعده من هذا العلم .

 

هذا وقد حذفت بعض أبياتٍ من هذا النظم لنظري أنها لا تناسب المرحلة الأولى في هذا العلم , والله أعلم .

 

سائلاً ربي عز وجل أن ينفعني به قبل غيري , وأن يجعله خالصاً لوجهه.

 

كتبه : سمير مراد

 
تحميل الكتاب

شرح نظم العمريطي في النحو

 

قالَ الناظمُ رحِمه الله تعالى :

لِلْعِلْمِ خَيْرَ خَلْقِهِ وَ لِلْتُّقَى (الحمد لله) الّذِي قَدْ وَفَّقَا
فَمِنْ عَظيمِ شَأْنِهِ لَمْ تَحْوِهِ حَتَّى نَحَتْ قُلُوبُهُمْ (لِنَحْوِهِ)
فَأَعْرَبَتْ فِي الحَانِ بِالأَلْحانِ فَأُشْرِبَتْ مَعْنَى ضَمِيرِ الشَّانِ
عَلَى النَّبِيِّ أَفْصَحِ الْخَلاَئِقِ ثُُمَّ الصَّلاَةُ مَعَ سَلاَمٍ لاَئِقِ
مَنْ أَتْقَنُوا الْقُرْءَانَ بِالإعْرَابِ (مُحَمَّدٍ) وَالآلِ وَالأَصْحابِ

الشرح:

* قلت:الحمد لله:أل للاستغراق على الصحيح,فإن الله عزوجل له جميع المحامد ,إذ لا يحمد على سراء ولا ضراء غيره ,فيشكر على نعمته , ويحمد على بلائه .

لله:اللام هنا للاستحقاق ,فإنه لا يستحق جميع المحامد غير الله تعالى.

وفقا: التوفيق عزيزٌ ونادر في الناس ,ولا يناله سوى من علا كعبُه في إخلاص النية لله تعالى ,ولذا لم يذكرالتوفيق في القرآن إلا في ثلاثة مواضع:

  • الأول قوله تعالى:{وَمَا تَوْفِـيقِي إِلاَّ بِاللهِ}(هود, 8)
  • الثاني قوله تعالى:{إِن يُرِيدَا إِصلاحاً يُوَفِّقِ اللهُ بَيْنَهُمَا}(النساء,35)
  • الثالث قوله تعالى:{إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً}(النساء,65)

* للعلم خير خلقه …:العلم علمان:

  • الأول:علم يرفع صاحبه عند الله تعالى في الدنيا والآخرة ,وهو كل علم كان المقصود به نصرة الإسلام والمسلمين.
  • الثاني:يرفع صاحبه في الدنيا دون الآخرة ,وهو ما كان لغير نصرة الإسلام والمسلمين والأول لا يناله إلا خيرخلق الله تعالى , على تفاوت فيه بقدر توفيق الله تعالى,وعلو همة صاحبه ,قال تعالى:{يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} (المجادلة,11)وقال عليه الصلاة والسلام:((من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين)).

* حتى نحت…:أي توجهت القلوب إلى باريها محبةً وإخباتاً و إنابةً , لكن لعظمة الله تعالى فإن القلوب تعجزعن القيام بحقهِ سواء بالمحبة أو غيرها .

* فأُشربت معنى ضمير الشان…:ضميرالشأن هو الضميرالمعروف في اللغة العائد على ما بعده لعظم شأنه ,وهو هنا في(أنه)- أي الهاء منها – وهو العائد على كلمة التوحيد ,الذي في قوله تعالى:{فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ }(محمد,19).

ومنه:هو,مثل:(هوالله)أو(لا إله إلا هو) ويزعم الصوفية أنه من أسماء الله تعالى,بل هو الاسم الأعظم ,وليس كذلك بل هذا القول باطل.

* فأعربت…:أي:استقامت القلوب على ذلك وأظهرت عبوديتها لله تعالى,وأوضحت عند ذلك بألسنتها.

والحان:هو حانوت الخمار.

والألحان:هو مقام محبة الرب سبحانه.

ثم الصلاة…:أي أُنشئ الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم , الذي هو أفصح من تكلم بلسان قط.

محمد والآل…:الآل:هم من تحرم عليهم الصدقة:وهم بنو هاشم وبنو المطلب دون غيرهم لأنهم ناصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال رحمه الله تعالى :

جُلُّ الْوَرَى عَلَى الْكَلاَمِ المَخْتَصَرْ (وَبَعْدُ) فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَمَّا اقْتَصَرْ
مِنَ الْوَرَى حِفْظُ اللِّسَانِ الْعَرَبي وَكَانَ مَطْلُوباً أَشَدَّ الطَّّلَبِ
وَالسُّنَّةِ الدَّقِيقَةِ المَعَانِي كَيْ يَفْهَمُوا مَعَانِيَ الْقُرْءَانِ
إذِ الْكَلاَمُ دونَهُ لَنْ يُفْهَمَا وَالنَّحْوُ أَوْلَى أَوَّلاً أَنْ يُعْلَمَا
كرَّاسَةً لَطِيفَة ًشَهِيرَهْ وَكَانَ خَيْرُ كُتْبِهِ الصَّغِيْرَهْ
أَلَّفَهَا الْحَبْرُ (ابْنُ ءَاجُرُّومِ) في عُرْبِهَا وَعُجْمِهَا والرُّومِ
مَعْ ما تَرَاهُ مِنْ لَطِيفِ حَجْمِهَا وَانْتَفَعََتْ أَجِلَّةٌ بِعِلْمِهَا
بِالأَصْلِ في تَقْريبهِ لِلمُبْتَدِى نَظَمْتُهَا نَظْماً بَدِيعاً مُقْتَدِي
وَزِدْتُهُ فَوَائِداً بِهَا الغِنَى وَقَدْ حَذَفْتُ مِنْهُ ما عَنْهُ غِنَى
فَجَاءَ مِثْلَ الشَّرْحِ لِلْكِتَابِ مُتَمِّماً لِغَالِبِ الأَبْوَابِ
يَفْهَمُ قَوْلِي لاِعْتِقَادٍ واثِقِ سُئِلْتُ فِيهِ مِنْ صَدِيقٍ صَادِقِ
وَكُلُّ مَنْ لَمْ يَعْتَقِدْ لَمْ يَنْتَفِعْ إذِ الْفَتَى حَسْبَ اعْتِقَادِهِ رُفِعْ
مِنَ الرِّيَا مُضَاعِفاً أُجُورَنَا فَنَسْأَلُ المَنَّانَ أَنْ يُجِيرَنَا
مَنِ اعْتَنَى بِحِفْظِهِ وَفَهْمِهِ وَأَنْ يَكُونَ نَافِعاً بِعِلْمِهِ

الشرح:

* وبعد فاعلم…إلى آخر الأبيات:

كلمة بعدُ كلمة يؤتى بها للانتقال من موضوع إلى آخر ,وهي لا بد وأن تسبقها(أما)أو(و) ,ولا يجوزاجتماعهما ,فلا يقال:وأمابعد ,و(أما)و(الواو) فتشيرإلى المضاف المحذوف ,فكأنك تقول بعد القول كذا ,أو الموضوع كذا…الخ .

يقول:وبعدَ ما ذكرته لك فعليك أن تعلم أن كثيراً من الناس المتأخرين قد ضعفت هممهم ,فصاروا يعتمدون على المختصرات في العلوم عامة , ولما كان ضبط اللسان مهماً لطالب العلم لمعرفة معاني كتاب الله تعالى , ومعاني سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ,احتاج طالب العلم لكي يضبط ذلك إلى معرفة اللسان ,ومن أهم ما يقوّم اللسان علم النحو,إذ به يؤمن تحريف الكلام عما قصد منه من المعنى.

وإن أفضل ما وضع من المختصرات من أهل العلم عامة ما وضعه ابن آجرّوم ,ملخصاً علم النحو في المقدمات الأساسية التي لا ينبغي لأهل العلم الخلو عنها.

ثم جاء العمريطي فنظمها مع متممتها ,ليسهل حفظها على الراغب في ذلك ,وهو يقول:إنه سُئلَ ممن يعز عليه أن يضعها ,فقام بوضعها.

وأسأل الله تعالى القبول من الجميع .

قال رحمه الله تعالى :

بَابُ الْكَلاَمِ
وَالْكِلْمَةُ اللَّفْظُ المُفِيدُ المُفْرَدُ كَلاَمُهُمْ لَفْظُ مُفِيدٌ مُسْنَدُ
وَهَذِهِ ثَلاَثَةٌ هِيَ الْكَلِمْ لاِسْمٍ وَفِعْلٍ ثُمَّ حَرْفٍ تَنْقَسِمْ
كَقُمْ وَقَدْ وَإِنَّ زَيْداً ارْتَقَى وَالْقَوْلُ لَفْظٌ قَدْ أفَادَ مُطْلَقاً

الشرح :

* كلامهم لفظ…الخ:

أي كلام النحاة ,والإضافة هنا جاءت تحمل معنى الوصف الذي يخرج اللفظ عن موضوعه الأول ,فيصير المقصود:كلام النحاة هو…. .

فَألْ هنا محذوفة ,أغنى عنها المضاف ,إذ الأصل:الكلام.

واللفظ:هو صوت معتمد على مخرجه ,يشتمل على بعض الحروف الهجائية حقيقة كاشتمال زيد ,أو حكماً كالمضمر المستتر في فعل الأمر للواحد نحو:قم أي:أنت.

واللفظ في اللغة الرمي والطرح.

المفيد:ضبط الإفادة يكون بسكوت السامع ,بحيث يكون قد استوفى غرضه من السماع التام.

* فائدة:ضبطنا الكلام بصوت ذي مخرج رداً على الأشاعرة الذين يزعمون أن الكلام في الوضع يطلق على ما في النفس ,وهذا لم تعرفه العرب قط ,وكل هذا من أجل زعم أن الله تعالى لا يتكلم ,وكلامهم باطل والله أعلم.

قلت:والكلام العربي إما أن يتألف على الأقل من اسمين نحو:زيدٌ قائمٌ ,أو من فعل واسم نحو:قام زيد ٌ,سواء قلنا ظاهرين كما مثلنا ,أو أحدهما ظاهر والآخر مضمر كقولنا:نعم في الجواب أو فعل الأمر نحو:قم.

وإنما لم يتكون من فعلين ,ولا من حرفين ,ولا من حرف واسم ,ولا من حرف وفعل ,لأن الكلام لا يتحقق بدون الإسناد ,وهو نسبة الحكم إلى اسم إيجاباً مثل:قام زيد ٌ,أو سلباً مثل:لم يقم زيد أو ما زيد قائماً.

والإسناد يقتضي:مسنداً ومسنداً إليه لكونه – أي الإسناد – نسبةً بينهما , وهما لا يكونان إلا اسمين أو اسماً وفعلاً.

ولا يعترض بالمنادى لأن أصله:أنادي زيداً أو عمراً.

* لفظ مفيد مفرد مثل:زيد ,عامر ,فخرج المهمل مثل:ديز مقلوب زيد.

تعريفات:الكِلْمة أوالكَلِمة:

* فائدة:الكلِمة في اللغة وعند العرب تطلق على الكلام المفيد سواء كثر أو قلَّ ,مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم:((أصدق كلمة قالتها العرب كلمة لبيد:ألا كل شئ ما خلا الله باطل)) ,ومثل قول الله تعالى:{كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا}(المؤمنون،99) والكلمة التي قالها هي: ((رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت )).

الكَلِم:هو ما أفاد أو لم يفد من الكلام شريطة أن يزيد على ثلاث كلمات , مثل:{إذا جاء نصر الله والفتح….فسبح….}(النصر) ,ومثل قوله تعالى: {مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا}( الأنعام,160).

ومثل:من قال سوءاً فهو.

القول:يشمل كل ما أفاد من اللفظ المفرد ,وهي الكلمة والكلام والكَلِم حالة الإفادة.

قال الناظم :

وحَرْفِ خَفْضٍ وَبِلاَمٍ وَأَلِفْ فَالاِسْمُ بِالتَّنْوِينِ والْخَفْضِ عُرِفْ
وَتَاءِ تَأْنِيثٍ مَعَ التَّسْكِينِ وَالْفِعْلُ مَعْرُوفٌ بِقَدْ وَالسِّينِ
وَالنُّونِ وَالْيَا فِي افْعَلَنَّ وافْعَلِي وَتَا فَعَلْتَ مُطْلَقاً كَجِئْتَ لِي
إلاَّ انْتِفَا قَبُولِهِ الْعَلاَمَهْ وَالْحَرْفُ لَمْ يَصْلُحْ لَهُ عَلاَمَهْ
 الشرح :

لما كان الكلام بالاستقراء التام ينقسم إلى ثلاثة أقسام وهي:الاسم ,الفعل, الحرف ,بدأ الناظم بذكرالعلامات الدالة والمعرّفة كل واحد منها ليظهر التمييزبينها,وبدأ بالاسم لأنه الأصل في الاشتقاق.

علامات الأسماء

1- التنوين:وهو نون ساكنة تتبع آخر الاسم لفظاً وتفارقه خطاً ,وهو أربعة أقسام:

  • تنوين التمكين:ويسمى تنوين الصرف ,وهو اللاحق للأسماء المعربة المنصرفة ,مثل:جاءَ محمدٌ ,سالمٌ ,خليل ٌ…الخ.

ولا يسقط التنوين إلا في إحدى حالتين:

  • الأولى دخول أل الزائدة مثل جاءَ الخليلُ.
  • الثانية الإضافة مثل:جاءَ محمدُ بن عبدالله .
  • تنوين التنكير:وهو اللاحق لبعض الأسماء المبنية للفرق بينها لكونها نكرة وبين معرفتها ,مثل:مررت بسيبويهِ وسيبويهٍ آخر.                                                      ومثل:صهِ وصهٍ للفرق بين المبهم والمعين.
  • تنوين العوض:وهو اللاحق لآخر الاسم المضاف عوضاً عن المضاف إليه.

وهو عوض عن:

  • حرف ,مثل:جَوارٍ وغَواشٍ وقاضٍ ,فالمحذوف حرف الياء.
  • كلمة ,مثل كلٌ يموت ,وبعضٌ يسافر,فالمحذوف اسم هو:               مخلوق ,العمال.
  • جملة ,مثل:{وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ}(الواقعة,83) أي:حين إذ بلغت الروح الحلقوم.ومثل:{يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا}(الزلزلة,4) أي:يوم إذ زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها تحدث أخبارها.
  • تنوين المقابلة:وهو اللاحق لجمع المؤنث السالم في مقابلة نون جمع المذكرالسالم ,مثل:مسلمات ٌ ,قانتاتٌ…

2- العلامة الثانية للأسماء:دخول”أل”عليها سواء كانت مُعرِّفة كالداخلة على النكرة مثل:الرجل ,الغلام ,أم كانت زائدة مثل الداخلة على المعرفة العَلم مثل:العباس ,الفضل.أم موصولة مثل:الضارب والمضروب.

3- الخفض:وهو شامل للمخفوض بالإضافة مثل:بيتُ زجاج ٍ ,والتبعية مثل:بيت زجاج ٍشفاف ٍ وغيرها.

4- حروف الخفض:مثل:مررت بسعد ٍ,وركبت على الفرسِ وهكذا.

5- من أنفع علامات الاسم الإسناد إليه ,مثل:محمدٌ كريمٌ:حيث أسندنا الكرم إلى محمد ,فمحمد اسم ,ومثل:قام سليمٌ:حيث أسندنا القيام إلى سليم, فسليم اسم.

علامات الأفعال

وهي كثيرة منها:

1- دخول” قد”عليه:وهي علامة مشتركة بين الماضي والمضارع ولها معان ٍ منها:

  • فتفيد مع الماضي:
    • التقريب ,مثل:قد قامت الصلاة ,أي:اقترب قيامها.
    • التحقيق ,مثل:{وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا}(المائدة,113).
  • ومع المضارع:
    • التحقيق:{ قَدْ يَعْلَمُ اللهُ الْمُعَوِقِينَ مِنكُمْ}(الأحزاب,18).
    • التقليل:قد يكرم البخيل ,أي:ما أقل ما يكرم البخيل.
    • التكثير:قد يكرم الكريم.

2- السين وسوف:وهي مختصة بالفعل المضارع ,وهما حرفا تنفيس للزمن المستقبل والسين أقرب من سوف ,مثل:{سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ}(المسد,3),و{وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى}(الضحى,5)).

3-تاء التأنيث الساكنة:وهي خاصة بالماضي مثل:مشتْ فاطمة الهوينى.

4-تاء الضمير مثل:فعلتَ ,فعلتُ ,فعلتِ ,وهي للماضي فقط .

5- نون النسوة:يفعلنَ ,يُرضعنَ ,افعلنَ ,أرضعنَ ,وهي تدخل على المضارع والأمر.

6- ياء المخاطبة:وهي مختصة بفعل الأمر مثل:افعلي ,صلّي.

7-نون التوكيد:وتدخل على المضارع والأمر مثل:لَتضربنَّ ,لَتضرِبنْ , افعلنَّ ,افعلنْ.

* فائدة:الفعل ثلاثة أنواع عند البصريين:ماضٍ,مضارع ,أمر.

ونوعان عند الكوفيين:ماضٍ ومضارع فقط ,لأن الأمر عندهم من المضارع.

* فائدة ثانية:ومن أنفع علامات المضارع قبوله”لم”النافية,مثل:{وَلَم يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدُ }(الإخلاص,4).

علامات الحرف

وهي المعروفة بحروف المعاني:

هو ما لا توجد معه علامة من علامات الأسماء ,ولا علامة من علامات الأفعال,وهو ثلاثة أنواع:

  • مختص بالأسماء مثل:حروف الجر.
  • مختص بالأفعال مثل:”لم”الجازمة للمضارع.
  • مشترك بينهما مثل:هل ,فتقول :هل سعيد نائم ,وهل ينام سعيد.

 

بَابُ الإعْرَابِ
تَقْدِيراً اْو لَفْظاً لِعَامِلٍ عُلِمْ إَعْرَابُهُمْ تَغْييرُ آخِرِ الْكَلِمْ
رَفْعٌ وَنَصْبٌ وَكَذَا جَزْمٌ وَجرْ أَقْسَامُهُ أَرْبَعَةٌ فَلْتُعْتَبَرْ
وَكُلُّهَا فِي الْفِعْلِ وَالْخَفْضُ امْتَنَعْ وَالكُلُّ غَيْرَ الجَزمِ فِي الأَسمَا يَقَعْ
قَرَّبَهَا مِنَ الحُرُوْفِ مُعْرَبَهْ وَسَائِرُ الأَسْمَاءِ حَيْثُ لاَ شَبَهْ
مُضَارِعٍ مِنْ كُلِّ نُونٍ قَدْ خَلاَ وَغَيْرُ ذِي الأَسْمَاء مَبْنِيٌّ خَلاَ

الشرح :

يذكر الناظم رحمه الله تعالى إعراب النحاة:والإعراب لغة هو البيان والظهور والإفصاح.

وعند النحاة: هو تغيير آخر الكلمة تغييراً تقديرياً أو لفظياً, بسبب العامل الذي يدخل عليه, فيؤثر فيه تغيير الإعراب.

ومعنى التغيير التقديري:هو أن يكون آخر الكلمة المعربة من الحروف التي لا تظهر عليها الحركة لسبب ما ,فمثلاً قولنا:

  • جاء الفتى:الفتى:فاعل وعلامة رفعه الضمة التي لم تظهر,ومنع من ظهورها تعذر لفظها- نقدر الضمة على الألف دون لفظها وكتابتها-,ومثل الضمة هنا الفتحة والكسرة:رأيتُ الفتى,مررتُ بالفتى.
  • يدعو المسلم ربه:يدعو:فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الواو منع من ظهورها الثقل في اللفظ.

* فائدة :الفتحة تظهر في حالتين:

  • الأولى مثل:رأيت القاضيَ. فظهرت لأنها خفيفة في النطق واللفظ .
  • الثانية مثل:لن يدعوَ المسلم بظلم ,أنْ تهجوَ الأعداء خير لك.فتظهر الفتحة على الواو لأنها خفيفة في النطق واللفظ.
  • أخبرت غلامي أن التوحيد منجاةٌ ,سلمت على غلامي تعليماً له.

غلامي(الأولى):مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتحة مقدرة منع من ظهورها انشغال المحل(حرف الميم) بحركته المناسبة ,وهي الكسرة لأنها تناسب لفظ الياء ,غلامي(الثانية):اسم مجرور وعلامة جره الكسرة التي منع من ظهورها انشغال المحل بحركته المناسبة.

ثم يبين الناظم أن:

الإعراب أربعة أنواع:رفع وهو إما بحركة أو بحرف ,ونصب وهو إما بحركة أو بحرف وجزم وهو بحركة أو بحرف ,وجر وهو أيضاً بحركة أو بحرف.

ثم بينَ أن الأسماء لها ثلاثة أنواع من هذه الأربعة ,وهي:الرفع والنصب والجر,والجر خاص بها لأن الأفعال لا تجر .

وأن الأفعال لها ثلاثة أنواع من هذه الأربعة , وهي:الرفع والنصب والجزم ,والجزم خاص بها لأن الأسماء لا تجزم.

أمثلة على ذلك:

الأسماء:

إعرابها بالحركات:

الرفع :

  • جاء محمدٌ : محمدٌ : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة .
  • قال اللهُ إني منزلها عليكم : اللهُ : الاسم الكريم فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة .
  • نزل المطرُ فروى الأرض : المطرُ : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة .

النصب :

  • أرسل الله محمداً بشيراً ونذيراً : محمداً : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة .
  • سقيت الزرعَ صباحاً : الزرعَ : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
  • رأيت اللهَ أكبرَ كل شئ : اللهَ : الاسم الكريم مفعول به أول منصوب وعلامة نصبه الفتحة .

الجر :

  • حلمت بالاجتهادِ : الاجتهادِ : اسم مجرور وعلامة جره الكسرة.
  • إذا أردت العلم فضعه على عينٍ لا تغفو:عينٍ:اسم مجرور وعلامةجره الكسرة .
  • كل باسم ِ الله : باسم ِ : اسم مجرور وعلامة جره الكسرة .

الأسماء :

إعرابها بالحروف:

الرفع:

  • جاء الرجلان : الرجلان : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى .
  • المسلمون رحماء : المسلمون : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم .
  • إن يكن منكم عشرون صابرون:عشرون:فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم, وكان هنا تامة.
  • أبوك رجلٌ حكيم : أبوك : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه من الأسماء الخمسة.

النصب :

  • رأيت مسلِمَيْن يصليان : مسلميْن : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه مثنى .
  • أعلمتُ المسلمين الصبر حسناً : المسلمين : مفعول به أول منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم .
  • اشتريت خمسين كتاباً نافعاً : خمسين : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم .
  • رأيتُ أخاك يصلي : أخاك : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الألف لأنه من الأسماء الخمسة .

الجر :

  • قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم : للمؤمنين : اسم مجرور وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم .
  • اطلعت على كتابين حسنين : كتابين : اسم مجرور وعلامة جره الياء لأنه مثنى .
  • مررت بستين امرأة محجبة : بستين : اسم مجرور وعلامة جره الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم .
  • ضربت على فيك : فيك : اسم مجرور وعلامة جره الياء لأنه من الأسماء الخمسة .

الأفعال:

* فائدة:لا يعرب من الأفعال إلا المضارع ولذا ستكون كل الأمثلة عليه.

إعرابه بالحركات :

الرفع :

  • يعلمُ اللهُ أنني أحب العلم : يعلمُ : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة .
  • المؤمن يقاتلُ الأعداء : يقاتلُ : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة .

النصب :

  • لن تعلمَ حتى تتعبَ في الطلب : تعلمَ – تتعبَ : فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة .
  • وأن تصبرَ خيرٌ لك : تصبرَ : فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة .

الجزم :

  • لم يكملْ إيمان من فعل الكبيرة : يكملْ : فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه السكون .
  • إنْ تدرسْ تنجحْ : تدرسْ – تنجحْ : فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه السكون .

الأفعال :

إعرابها بالحروف :

الرفع :

  • المسلمون يصلون : يصلون : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة .
  • الفتاتان تتحجبان مخافة الله : تتحجبان : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة .
  • الرجلان يزكيان أموالهما : يزكيان : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة .

النصب :

  • الرجال لن يسرقوا : يسرقوا : فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه حذف النون من آخره لأنه من الأفعال الخمسة .
  • جاءا كي يصليا : يصليا : فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه حذف حرف النون من آخره لأنه من الأفعال الخمسة .
  • المسلمتان لن تخونا : تخونا : فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه حذف حرف النون من آخره لأنه من الأفعال الخمسة .

الجزم :

  • الرجلان لم يصليا اليوم : يصليا : فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف حرف النون من آخره لأنه من الأفعال الخمسة .
  • المسلمون لم يأخذوا بكامل أسباب النصر : يأخذوا : فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف حرف النون من آخره لأنه من الأفعال الخمسة .
  • من لم يسعَ بالجد فلن يصل إلى المجد : يسعَ : فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره .
  • إن نعفُ عن طائفة نعذب طائفة : نعفُ : فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره .

والأسماء كلها معربة : أي أن حركتها تتغير بسبب تغيُّر العوامل الداخلة عليها لفظية أو معنوية.

أمثلة :

  • سميرٌ نشيط : سميرٌ : مرفوع بسبب الابتداء, وهو عامل معنوي.
  • سلمتُ على سميرٍ : سميرٍ : مجرور بسبب حرف الجر, وهو عامل لفظي.
  • أحببتُ سميراً : سميراً : منصوب بسبب أنه مفعول به.

لكنها تبنى : والبناء أن يظل الاسم بحركة واحدة لا تتغير ولو تغير موقعه أو العامل المؤثر فيه, وقبل الأمثلة لا بد من ذكر السبب الرئيسي في البناء, وهو : أن يكون الاسم فيه شبه من الحرف بوجه من الوجوه .

فمن وجوه الشبه :

  • الشبه الوضعي : أي صورة الكتابة , فإن كان الاسم يشبه من حيث عدد حروفه الحرف فإنه يبنى عند ذلك مثل : ” نا ” الضمير , و ” ت ” الضمير .                   أمثلة :
    • جئنا خليلاً : ” نا ” ضمير ( اسم ) مبني على السكون في محل رفع فاعل .
    • رآنا خليل : ” نا ” ضمير ( اسم ) مبني على السكون في محل نصب مفعول به .
    • مرّ بنا خليل : ” نا ” ضمير ( اسم ) مبني على السكون في محل جر اسم مجرور .
    • مررتُ بالبقالة : ” تُ ” ضمير ( اسم ) مبني على الضم في محل رفع فاعل .
    • مررتَ بالبقالة : ” تَ ” ضمير( اسم ) مبني على الفتح في محل رفع فاعل .
    • مررتِ بالبقالة : “تِ ” ضمير ( اسم ) مبني على الكسر في محل رفع فاعل .
  • الشبه المعنوي : وهو كون الاسم بمعنى حرف وإن لم يكن على صورته وشكله , مثل : ( متى ) , متى تسافر : متى: اسم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. وبنيت ( متى ) وأمثالها , لأنها بمعنى الاستفهام كالهمزة التي للاستفهام , فكأنك تقول : أتسافر ؟ فكانت مثلها في البناء .

الفعل المضارع معرب أصلاً لكنه يبنى في حالتين هما :

  • أن تتصل به نون التوكيد سواء كانت مثقلة (مشددة) أومخففة (ساكنة) فيبنى عندها على الفتح , مثل :
  • لأسقيَنَّ العدو سُماً : لأسقيَنَّ : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة .
  • لنسفعاً بالناصية : لنسفعاً : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة .
  • لينبذنَّ في الحُطمة : لينبذنَّ : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة .
  • لأخدمَنْ ديني : لأخدمَنْ : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة .
  • اتصاله بنون النسوة : فيبنى عندها على السكون , مثل :
  • والوالدات يرضعْنَ أولادهن : يرضعْنَ : فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة .
  • المؤمنات يأمرْنَ بالمعروف : يأمرْنَ : فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة .

 

بَابُ عَلاَمَاتِ الإعْرابِ
كَذَاكَ نُوْنٌ ثَابِتٌ لاَ مُنْحَذِفْ لِلرَّفْعِ مِنْهَا ضّمَّةٌ وَاوٌ اْلِفْ
وَجَمْعِ تَكْسِيرٍ كَجَاءَ الأَعْبُدِ فَالضَّمُّ فِي اسْمٍ مُفْرَدٍ كَأَحْمَدِ
وَكُلِّ فِعْلٍ مُعْرَبٍ كيَاتِي وَجَمْعِ تَأْنِيثٍ كَمُسْلِمَاتِ
كَالصَّالِحُونَ هُمْ أُولُو المَكَارِمِ وَالْوَاوُ فِي جَمْعِ الذُّكُورِ السَّالِمِ
وَهْيَ الَّتِي تَأْتِي عَلَى الْوِلاءِ كَمَا أَتَتْ فِي الخَمْسَةِ الأَسْمَاءِ
كُلٌّ مُضَافاً مُفْرَداً مُكَبَّرَا أَبٌ أَخٌ حَمٌ وَفُوكَ ذُو جَرَى

علامات الإعراب : إما أن تكون حركات , وإما أن تكون حروفاً , فالحركات علامات أصلية , والحروف فرعية نائبة عن الحركات .

فأولها الضمة : وهي علامة الرفع الأصلية , ثم ينوب عنها : الواو , الألف , ثبوت النون.

* متى تكون الضمة علامة للرفع , وفي أي المواضع :

  • الاسم المفرد : مثل أحمد , مثال:
    • جاءَ أحمدُ : أحمدُ : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره .
    • سليمٌ ولدٌ مهذبٌ : سليمٌ : مبتدأ مرفوع و علامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره .
    • كان خالدٌ بطلاً : خالدٌ : اسم كان مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره .
  • في جمع التكسير : وجمع التكسير : هو كل جمع لا يظل مفرده على صورة واحدة عند الجمع بل يتكسر .

صور جمع التكسير :

  • ما تكسر المفرد فيه بزيادة,مثل:جمل/جمال,حمل/حملان.
  • ما تكسر المفرد فيه بنقص ،مثل:تُخمة/تُخم ,نهمة/ نهم.
  • ما تكسر المفرد فيه بتبديل الشكل ( أي الحركات ) مثل : نَمر/ نُمر , أَسَد / أُسْد .
  • ما تكسر فيه المفرد بزيادة من جهة ونقص من جهة أخرى مع تبديل الشكل ,مثل:غُلام/غلمان ,سَهم/أسهم .
  • ما تكسر فيه المفرد بزيادة فقط مع تبديل الشكل , مثل : رجل / رجال , قبر / قبور .
  • ما كان تكسيره فقط في معناه ,مثل:” فُلْك” للمفرد ,و”فُلْك” للجمع , والفرق بينهما السياق أو الجملة , فتقول : هذا فُلْك ماخر وهذه فُلْك مواخر.

أمثلة:

  • جاء الأولادُ مسرعين: الأولادُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
  • الأُسْدُ مخيفة: الأُسْدُ: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
  • في جمع المؤنث السالم والملحق به : وجمع المؤنث السالم : هو ما زيدَ على مفرده ألف وتاء مزيدتين , مثل : مؤمنات , مسلمات , بنات , أخوات . والملحق به : هو كل جمع كانت صورته على صورة المؤنث السالم مع عدم سلامة مفرده عند التجريد من الألف والتاء , مثل : أولات .

أمثلة :

  • جاءت بناتُ المسلمين : بناتُ : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة لأنه جمع مؤنث سالم .
  • قرأت أولاتُ العلم : أولاتُ : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم .
  • عرفاتٌ جبل نحبه : عرفاتٌُ : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم.
  • بنيت حماماتٌ عامة : حماماتٌ : نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم .

* فائدة : نرى هنا أن كلمة ” عرفات ” مفرد , لهذا قيدنا الملحق بالمؤنث السالم بقولنا : على صورة جمع المؤنث السالم ليشمل الجميع .

  • في الفعل المضارع المعرب , أي : الذي لم يلحق بآخره ما يـبنيه وهما : نون التوكيد المباشرة و نون النسوة, ولم يكن من الأفعال الخمسة.

أمثلة :

  • يقاتلُ المسلمون في سبيل الله : يقاتلُ : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة .
  • ترضعُ النساء أولادهن : ترضعُ : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة .

بعد أن انتهى من بيان علامة الرفع الأصلية بين علامات الرفع الفرعية, وأولها الواو وهي علامة للرفع في موضعين , الأول : جمع المذكر السالم والملحق به , الثاني : الأسماء الخمسة .

جمع المذكر السالم والملحق به

جمع المذكر السالم : هو كل جمع سلم مفرده من التكسير بعد حذف الزيادة,والزيادة هي الواو والنون في آخره .

الملحق بجمع المذكر السالم : هو ما كان على صورة جمع المذكر السالم.

أمثلة :

  • حضر المسلمونَ صلاة الجنازة : المسلمونَ : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه جمع مذكر سالم .
  • قاتل المؤمنونَ أعداء الله تعالى : المؤمنونَ : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه جمع مذكر سالم .
  • أولو المكارم أنقياء : أولو: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه ملحق بجمع المذكر السالم .
  • الخلق عالمونَ كُثُر : عالمونَ : خبر مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه ملحق بجمع المذكر السالم .
  • كتب الفقه عشرونَ كتاباً : عشرونَ : خبر مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه ملحق بجمع المذكر السالم .

الأسماء الخمسة

الأسماء الخمسة : وهي : أبوك , أخوك , حموك , فوك , وذو مالٍ .

شروط إعراب هذه الأسماء بالحروف دون الحركات:

§       أن تكون مفردة , أي : باللفظ المفرد لا بالجمع , فمثلاً :

  • آباء : تعرب بالحركات وليس بالحروف لأنها جمع .
  • أفواه : تعرب بالحركات وليس بالحروف لأنها جمع .

وهكذا في الباقي .

  • أن تكون مضافة : فإن قطعت عن الإضافة أعربت بالحركات لا بالحروف , فمثلاً:
  • أبٌ : يعرب بالحركات لا بالحروف لأنها غير مضافة .
  • أخٌ : يعرب بالحركات لا بالحروف لأنها غير مضافة .
  • أن تكون مكبرة : فإذا صغرت أعربت بالحركات لا بالحروف , فمثلا ً:
  • أُبي : تصغير أب : تعرب بالحركات لا بالحروف .
  • أُ خي : تصغير أخ : تعرب بالحركات لا بالحروف . وهكذا .

* فائدة:ما سبق من الشروط عام في كل الأسماء الخمسة , لكن هناك شروط خاصة بالبعض, فمثلا ً: يشترط في ” فوك ” وهو الفم خلوه من الميم, وإلا أعرب بالحركات وليس بالحروف , فمثلا ً: هذا فمك : فالشروط عموماً من التكبير والإفراد والإضافة موجودة , لكن لا تعرب

بالحروف وإنما بالحركات لوجود الميم فيها فتقول :

فمك : خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة .

كما يشترط في ” ذو” إضافته إلى اسم ظاهر مثل “ذو مال”,”ذو عيال” وهكذا ,فلا يضاف إلى مثل “ذوعالِم” مع صحة إضافته إلى مثل “ذوعلم”, وهكذا .

كما أن هناك شرطاً عاماً للجميع وهو : أن لا تكون الإضافة إلى ياء المتكلم , لأنه عندها يعرب بالحركات لا بالحروف , مثل : هذا أخي : أخي : خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة التي منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة – وهي الكسرة التي تناسب الياء – وهو مضاف والياء في محل جر مضاف إليه .

أمثلة على كل ذلك :

  • هذا أبوك يمشي : أبوك : خبر مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسماء الخمسة .
  • قال أبوهم إني لأجد ريح يوسف : أبوهم : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسماء الخمسة .
  • حموك إنسان طيب : حموك : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسماء الخمسة .
  • إن ابن عمك حموك : حموك : خبر إن مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسماء الخمسة .
  • كان فوك ممتلئاً طعاماً : فوك : اسم كان مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسماء الخمسة .
  • انتفخ فوك من الغضب : فوك : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسماء الخمسة .
  • أنت ذو مال وفير : ذو : خبر مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسماء الخمسة .
  • كان ذو علم حاضراً : ذو : اسم كان مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسماء الخمسة .
  • أخوك يبارز الأعداء : أخوك : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسماء الخمسة .
  • قُتِلَ أخوك شهيداً : أخوك : نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسماء الخمسة .

قال رحمه الله تعالى :

وَفِي مُثَنَّى نَحْوُ زَيْدَانِ الأَلِفْ   وَالنُّونُ فِي المُضَارعِ الَّذِي عُرِفْ
بـِيَـفْعَلاَنِ تَـفْعَلاَنِ أَنْتُـمَا     وَيَـفْعَلُـونَ تَفْعَـلُـونَ مَعْهُمَـا
وتفْـعَـلِينَ تَرْحَمِينَ حَالِـي     وَاشْتَهَـرَتْ بِالْخَمْسَـةِ الأَفْـعَالِ

المثنى: هو كل اسم دل على اثنين مزيد بألف ونون في آخره يصح حذفها, والملحق به ما كان على صورة المثنى.

قلت : ومما يرفع بالحروف نيابة عن الضمة: المثنى والملحق به, وتكون علامة رفعه الألف .

مثل :

  • جاء العمران ِ : العمران ِ : فاعل مرفوع بالألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى .
  • القمران ِينيران : القمران ِ: مبتدأ مرفوع بالألف نيابة عن الضمة لأنه ملحق بالمثنى .

وكذلك الفعل المضارع المعروف بالأفعال أو الأمثال الخمسة , فإنه يرفع بثبوت النون وأوزانه هي:يفعلان , تفعلان , يفعلون , تفعلون , تفعلين.

مثل :

  • أنتما تركضان ِ بسرعة : تركضان ِ : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون عوضاً عن الضمة لأنه من الأفعال الخمسة .
  • الرجلان يركضان بسرعة : يركضان : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون عوضاً عن الضمة لأنه من الأفعال الخمسة .
  • المسلمون يصلون : يصلون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون عوضاً عن الضمة لأنه من الأفعال الخمسة .
  • أنتم تقرأون القرآن : تقرأون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون عوضاً عن الضمة لأنه من الأفعال الخمسة.
  • أنت ترضعينَ ولدك : ترضعينَ : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون عوضاً عن الضمة لأنه من الأفعال الخمسة .
  • أُعجبتُ بكِ وأنتِ تشاورينَ أبويك : تشاورين : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون عوضاً عن الضمة لأنه من الأفعال الخمسة .

الكلام على البناء

* البناء : هو لزوم الكلمة حركة واحدة لا تتغير ولو تغير موقع إعرابها   ( أي بتغيرالعامل ) , بل تظل على وجه واحد وحركة واحدة ثابتة .

 

مواضع البناء وأنواعه :

  • كل الحروف مبنية , ولا محل لها من الإعراب, أي أنها لا تكون فاعلاً ولا غيره .

مثل :

  • هل حضر زيدٌ : هل : حرف استفهام مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
  • ما جاء زيد : ما : حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
  • يا علي : يا : حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
  • إنَّ زيداً قائمٌ : إنَّ : حرف توكيد ونصب مبني على الفتح لا محل له من الإعراب0 .
  • كتبت بالقلم : الباء : حرف جر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب .
  • سبق أن ذكرنا أن الفعل المضارع معرب , ولكن الفعل الماضي والأمر مبنيان، وكذلك المضارع يبنى في بعض الحالات , والأمثلة انظرها مستوفاة(ص14) .

بناء الماضي

  • بناؤه على الفتح , مثل :
    • أكلَ الولد : أكلَ : فعل ماض ٍ مبني على الفتح .
    • صامَ المسلمون رمضان : صامَ : فعل ماض ٍ مبني على الفتح .
    • الطالبان فهمَا: فهمَا: فعل ماض ٍ مبني على الفتح .
    • الرجلان صليَا : صليَا : فعل ماض ٍ مبني على الفتح.
    • تزوجَت البكر:تزوجَت:فعل ماض ٍ مبني على الفتح.
    • أقبلـَت سعاد:أقبلـَت:فعل ماض ٍ مبني على الفتح .
  • بناؤه على السكون : ويبنى على السكون في حالات :
  • اتصاله بضمائر الرفع المتحركة , مثل :
    • فهمْتُ الدرس : فهمْتُ : فعل ماض ٍ مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع (الفاعل ) .
    • عجبْتَ من صيامي ؟ : عجبْتَ : فعل ماض ٍ مبني على السكون لاتصاله بضمير الفاعل .
  • جاهدْتما الأعداء : جاهدْتما : فعل ماض ٍ مبني على السكون لاتصاله بضمير المثنى المخاطب.
  • فهمْتما الدرس : فهمْتما : فعل ماض ٍ مبني على السكون لاتصاله بضمير المثنى المخاطب.
  • فهمْتنَّ الدرس : فهمْتنَّ : فعل ماض ٍ مبني على السكون لاتصاله بضمير المؤنثة المخاطبة .
  • ومثلها فهمنا و فهمتم .
  • بناؤه على الضم : وذلك حين اتصاله بواو الجماعة , مثل :
  • الطلاب فهمُوا درسهم : فهمُوا : فعل ماض ٍ مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة .
  • المسلمون دعَوْا إلى الخير : دعَوْا : فعل ماضٍ مبني على الضم الذي على الواو المحذوف لاتصاله بواو الجماعة, وأصله ( دعوُوْا ) .

بناء الأمر

ويبنى على ما يجزم به الفعل المضارع :

  • فيبنى على السكون , مثل :
  • قمْ للصلاةِ : قمْ : فعل أمر مبني على السكون .
  • صِلْ رحمك : صِلْ : فعل أمر مبني على السكون .

وكذلك إذا اتصلت به نون النسوة , مثل :

  • افعلْنَ خيراً : افعلْنَ : فعل أمر مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة .
  • ويبنى على حذف حرف العلة , مثل :
  • ارعَ غنمك : ارعَ : فعل أمر مبني على حذف حرف العلة من آخره .
  • فِ بوعدك : فِ : فعل أمر مبني على حذف حرف العلة من آخره.
  • ادنُ من الصالحين: ادنُ: فعل أمر مبني على حذف حرف العلة من آخره.
  • ويبنى على حذف النون مع الأفعال الخمسة , مثل :
  • قولا قولاً حسناً : قولا : فعل أمر مبني على حذف النون من آخره.
  • ساهموا في عمل الخير : ساهموا : فعل أمر مبني على حذف النون من آخره .
  • ويبنى على الفتح إذا اتصلت به نون التوكيد , مثل :
  • اشربَنَّ اللبن : اشربَنَّ : فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد .
  • اسعيَنْ في المعروف : اسعيَنْ : فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد .

 

بَابُ عَلاَمَاتِ النَّصْبِ
كَسْرٌ وَيَاءٌ ثُمَّ نُونٌ تَنْحَذِفْ لِلنَّصْبِ خَمْسٌ وَهْيَ فَتْحَةٌ أَلِفْ
إِلاَّ كَهِنْدَاتٍ فَفَتْحُهُ مُنِعْ فَانْصِبْ بِفَتْحٍ مَا بِضَمٍّ قَدْ رُفِعْ
وَانْصِبْ بِكَسْرٍ جَمْعَ تَأْنِيثٍ عُرِفْ وَاجْعَلْ لِنَصْبِ الخَمْسَةِ الأسْمَا أَلِفْ
وَجَمْعِ تَذْكِيرٍ مُصَحَّحٍ بِيَا وَالنَّصْبُ فِي الأِِسْمِ الَّذِي قَدْ ثُنِّيَا
فَحَذْفُ نُونِ الرَّفْعِ مُطْلَقاً يَجِبْ وَالْخَمْسَةُ الأفْعَالُ حَيْثُ تَنْتَصِبْ

سبق وأن ذكرنا أن للإعراب علامات أصلية , وعلامات فرعية , ومن العلامات الأصلية:

الفتحة:وهي علامة تدل على النصب ككونه مفعولاً به , أو خبر كان , أو اسم إن , أو فعلاً منصوباً بحرف نصب , وهكذا .

ثم إن هذه الحركة لكونها لا تكفي وحدها علامة للنصب بسبب سعة لغة العرب , كان لها فروع يَنُبنَ عنها , فقد تنوب الألف و قد تنوب الكسرة وهكذا بحذف النون من الفعل .

مواطن الفتحة :

والفتحة تكون علامة للنصب , في كل ما كانت الضمة علامة فيه للرفع, مثل المفرد وجمع التكسير , والفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره ضمير رفع أو نون نسوة أو نون توكيد .

مثل :

  • إن الرجلَ مسلم ٌ : الرجلَ : اسم إن منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة لأنه اسم مفرد .
  • كان الناس أوفياءَ : أوفياءَ : خبر كان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة لأنه جمع تكسير .
  • لن يقبلَ الضيم : يقبلَ : فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة لأنه فعل مضارع سالم الآخر, أي سالم من أسباب تغير حركة الإعراب إلى البناء.

وأما العلامات الفرعية النائبة عن الفتحة :

  • فأولها الكسرة : وتكون علامة للنصب في جمع المؤنث السالم , وهو ما زيد عليه الألف والتاء , مثل : مسلم – مسلمات .

أمثلة :

  • رأيت الهنداتِ : الهنداتِ : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة عوضاً عن الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم .
  • علمّتُ الفاطماتِ كيف يصبرن : الفاطماتِ : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة عوضاً عن الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم .
  • كانت النساء ساجداتٍ : ساجداتٍ : خبر كان منصوب وعلامة نصبه الكسرة عوضاً عن الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم .
  • ثانيها الألف : وتكون علامة للنصب في الأسماء الخمسة .
  •  أمثلة :
    • إن أباها وأخاها لطيبان : أباها – أخاها :اسم إن منصوب وعلامة نصبه الألف عوضاً عن الفتحة لأنه من الأسماء الخمسة, و “أخاها” معطوف عليه.
    • أعلمت الرجل حماه حسناً : حماه : مفعول به ثان ٍ منصوب بالألف عوضاً عن الفتحة لأنه من الأسماء الخمسة .
    • كنت أخاه : أخاه : خبر كان منصوب وعلامة نصبه الألف لأنه من الأسماء الخمسة .

 

ثالثهاالياء:وتكون علامة للنصب في المثنى وجمع المذكر السالم.

أمثلة :

  • حسبت الرجلين امرأتين : الرجلين : مفعول به أول منصوب وعلامة نصبه الياء عوضاً عن الفتحة لأنه مثنى .
  • أمرت الطفلين بالصلاة : الطفلين : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه مثنى .
  • زرت المسلمِـين في الحرم : المسلمِـين : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم .
  • إن المؤمنِـين في رحمة الله تعالى : المؤمنِـين : اسم إن منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم .
  • رابعها حذف النون من الأفعال الخمسة .

أمثلة :

  • ولن تقاتلوا معي عدواً:تقاتلوا:فعل مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه حذف النون من آخره لأنه من الأفعال الخمسة .
    • تزوجتك كي تخدميني : تخدميني : فعل مضارع منصوب بكي وعلامة نصبه حذف حرف النون من آخره لأنه من الأفعال الخمسة .
    • يحب الله أن تتوبا إليه: تتوبا: فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه حذف حرف النون من آخره لأنه من الأفعال الخمسة .
بَابُ عَلاَمَاتِ الخَفْضِ
كَسْرٌ وَيَاءٌ ثُمَّ فَتْحَةٌ فَقَطْ عَلاَمَةُ الخَفْضِ الَّتِي بِهَا انْضَبَطْ
فِي رَفْعِهِ بِالضَّمِّ حَيْثُ يَنْصَرِفْ فَاخْفِضْ بِكَسْرٍ مَا مِنَ الأَسْمَا عُرِفْ
وَالْخَمْسَةَ الأَسْمَا بِشَرْطِهَا تُصِبْ وَاخْفِضْ بِيَاءٍ كُلَّ مَا بِهَا نُصِبْ
مِمَّا بِوَصْفِ الفِعْلِ صَارَ يَتَّصِفْ وَاخْفِضْ بِفَتْح ٍ كُلَّ مَا لَمْ يَنْصَرِفْ
أَوْ عِلَّةً تُغْنِي عَنِ اثْنَتَيْنِ بِأَنْ يَحُوزَ الاِسْمُ عِلَّتَيْنِ
وَصِيغَةُ الجََمْعِ الَّذِي قَدِ انْتَهـى فَأَلِفُ التَّأْنِيثِ أَغْنَتْ وَحْدَهَا
أَوْ وَزْنِ فِعْلٍ أَوْ بِنُونٍ وَأَلِفْ وَالْعِلَّتَانِ الْوَصْفُ مَعْ عَدْلٍ عُرِفْ
وَزَادَ تَرْكِيباً وَأَسْمَاءَ الْعَجَمْ وَهَذِهِ الثَّلاثُ تَمْنَعُ الْعَلَمْ
فَإِنْ يُضَفْ أَوْيَأْتِ بَعْدَ أَلْ صُرِفْ كَذَاكَ تَأْنِيثٌ بِمَا عَدَا الأَلِفْ

كذلك هنا نقول إن الكسرة هي العلامة الأصلية للجر , وينوب عنها الياء والفتح كلٌ في موضعه .

فالمجرور بالكسرة هو الاسم المفرد المنصرف وجمع التكسير المنصرف وجمع المؤنث السالم وما حمل عليه .

أمثلة :

  • مررتُ بالولدِ : الولدِ : اسم مجرور بحرف الجر وعلامة جره الكسرة لأنه اسم مفرد منصرف.
  • شربت من ماءِ البئرِ : البئرِ : اسم مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة لأنه اسم مفرد منصرف.
  • أشفقت على الأولادِ : الأولادِ : اسم مجرور بحرف الجر وعلامة جره الكسرة لأنه جمع تكسير منصرف .
  • من الرجالِ من يعدل الواحد بألف : الرجالِ : اسم مجرور بحرف الجر وعلامة جره الكسرة لأنه جمع تكسير منصرف .
  • على البناتِ حفظ أبصارهن : البناتِ : اسم مجرور بحرف الجر وعلامة جره الكسرة لأنه جمع مؤنث سالم .
  • أُدخل المؤمنون في غرفاتٍ آمنة : غرفاتٍ : اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة لأنه جمع مؤنث سالم .

هذا وينوب عن الكسرة الياء فيجر بها كل من المثنى والملحق به وجمع المذكر السالم والملحق به والأسماء الخمسة .

أمثلة :

  • من النهرين شربت : النهرين : اسم مجرور بحرف الجر وعلامة جره الياء عوضاً عن الكسرة لأنه مثنى .
  • تصدق بدرهم أو درهمين : درهمين : اسم مجرور بالعطف على ما قبله وعلامة جره الياء لأنه مثنى .
  • من المؤمنين رجال صدقوا : المؤمنين : اسم مجرور بحرف الجر وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم .
  • إذا حفظت الخطرين صرت من السابقين : السابقين : اسم مجرور بحرف الجر وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم .
  • بأبيك اجعل قدوتك : أبيك : اسم مجرور بحرف الجر وعلامة جره الياء لأنه من الأسماء الخمسة .
  • عَضّ على فيك عند الخطأ : فيك : اسم مجرور بحرف الجر وعلامة جره الياء لأنه من الأسماء الخمسة .

* الممنوع من الصرف:سمي بذلك لأنه لا ينون ولا يجر بالكسرة بل بالفتحة نيابة عن الكسرة ,إلا إذا أضيف أو دخلت عليه”أل”فإنه يجر بالكسرة .

مثل : عمر : مررتُ بعمرَ , مررتُ بالعمرِ , مررت بعمرِ زيد .

لكن يدخله التنوين في حالة التنكير , نقول : مررتُ بعثمانَ وبعثمان ٍ آخر.

أسباب المنع من الصرف :

يمنع الاسم من الصرف إما لعلتين معاً أو لعلة واحدة تسد مسد العلتين , فأما الممنوع لعلتين فهما :

1- العلمية مع غيرها .

2- الوصفية مع غيرها .

وأما العلة المغنية عن العلتين فهما :

1- انتهاء الاسم بألف التأنيث سواء مقصورة أم ممدودة .

2- أن يكون الاسم على وزن صيغة من صيغ منتهى الجموع , والوزنان هما:مفاعِل , مفاعيل.

أمثلة على كل ذلك :

  • أ‌- الممنوع من الصرف للعلمية مع علة أخرى :
    • الممنوع من الصرف للعلمية مع التركيب , أي التركيب المزجي , مثل :

(بعلبك )

  • هذه بعلبكُ : بعلبكُ : خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة , ولا يدخله التنوين لأنه ممنوع من الصرف بسبب العلمية والتركيب .
  • مشيتُ إلى بعلبكَ : بعلبكَ : اسم مجرور وعلامة جره الفتحة عوضاً عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف بسبب العلمية والتركيب . ومثل بعلبك , حضرموت وغيرها .
  • للعلمية وزيادة الألف والنون في آخره , مثل :
    • جاء شعبانُ : شعبانُ : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة , ولا يدخله التنوين لأنه ممنوع من الصرف, بسبب العلمية والزيادة.
    • مررتُ بعثمانَ : عثمانَ : اسم مجرور وعلامة جره الفتحة عوضاً عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف بسبب العلمية والزيادة .
  • العلمية والتأنيث , مثل :
  • جاءت فاطمة ُ : فاطمة ُ : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة , ولا يدخله التنوين لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث .
  • ترضيتُ على معاوية َ : معاوية َ : اسم مجرور وعلامة جره الفتحة عوضاً عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف بسبب العلمية والتأنيث .

ومثلها : زينب وسعاد وأمل وقمر إذا كانت أسماء نساء .

  • للعلمية والعجمة , مثل :
    • صبر إبراهيمُ : إبراهيمُ : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة ولا ينون لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة .
    • مررتُ بإسماعيلَ : إسماعيلَ : اسم مجرور وعلامة جره الفتحة عوضاً عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة .
  • للعلمية ووزن الفعل , مثل :
  • جاء يزيدُ : يزيدُ : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة , ولا ينون لأنه ممنوع من الصرف للعلمية ووزن الفعل.
  • نظرت إلى تَعِزَّ : تَعِزَّ : اسم مجرور وعلامة جره الفتحة عوضاً عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية ووزن الفعل .
  • للعلمية والعدل:والعدل يكون على وزن ( فُعَل ) , مثل :
    • الفاروق عمرُ : عمرُ : خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة , ولا يدخله التنوين لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والعدل.
    • سخرتُ من هُبَلَ : هُبَلَ : اسم مجرور وعلامة جره الفتحة عوضاً عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف, بسبب العلمية والعدل .
  • ب‌- وأما منعه من الصرف للوصفية فيكون كما يلي :
  • للوصفية والزيادة بألف ونون مثل:سهران ,عطشان , تعبان.
  • للوصفية ووزن الفعل , مثل : أزرق , أحمر , أصفر .
  • للوصفية والعدل : وهي مع الأعداد على وزني ( فُعال – مَفعَلْ ) , مثل : أُحاد – مَوْحد , ثُناء – مثنى , ثُـُلاث – مثلث .

فهذه مجموعها أنها تسع علل للمنع من الصرف , ست منها مع العلمية وثلاث مع الوصفية . والله أعلم .

ج – وأما صيغة منتهى الجموع فمثالها :

  • صيغة مفاعل , مثل :
    • هذه مساجدُ جميلة : مساجدُ : خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة , ولا ينون لأنه ممنوع من الصرف لأنه على صيغة منتهى الجموع
    • مررتُ بمساجدَ كثيرةٍ : بمساجدَ : اسم مجرور وعلامة جره الفتحة عوضاً عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف لأنه على صيغة منتهى الجموع .
  • صيغة مفاعيل :
  • اشتريت مصابيحَ : مصابيحَ : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة , ولا ينون لأنه ممنوع من الصرف لأنه على صيغة منتهى الجموع .
  • استضأت بمصابيحَ منيرة ٍ : بمصابيحَ : اسم مجرور وعلامة جره الفتحة عوضاً عن الكسرة لأنه على صيغة منتهى الجموع .

د –   وأما المنتهي بالألف فمثل :

  • جاءت عفراءُ : عفراءُ : فاعل مرفوع بالضمة ولا يدخله التنوين لأنه ممنوع من الصرف لكونه منتهياً بالألف .
  • مررت بصحراءَ : بصحراءَ : اسم مجرور بالفتحة عوضاً عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف لانتهائه بالألف .
  • حضرت ليلى الصلاة : ليلى : فاعل مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها التعذر .
  • مررتُ بليلى تعجن : بليلى : اسم مجرور بالفتحة منع من ظهورها التعذر .

* فائدة : هذه الألف سواء الممدودة أم المقصورة هي ألف التأنيث .

بَابُ عَلاَمَاتِ الجَزْمِ
أَوْحَذْفِ حَرْفِ عِلَّةٍ أَوْنُونِ والجَزْمُ فِي الأَفْعَالِ بِالسُّكُونِ
فِي الخَمْسَةِ الأَفْعَالِ حَيْثُ تُجْزَمُ فَحَذْفُ نُونِ الرَّفْعِ قَطْعاً يَلْزَمُ
مِنْ كَوْنِهِ بِحَرْفِ عِلَّةٍ خُتِمْ وَبِالسُّكُونِ اجْزِمْ مُضَارِعاً سَلِمْ
وَجَزْمُ مُعْتَلٍّ بِهَا أَنْ تَنْحَذِفْ إمَّا بِوَاوٍ أَوْ بِيَاءٍ أَوْ أَلِفْ
وَمَا سوَاهُ فِي الثَّّلاَثِ قَدَّرُوا وَنَصْبُ ذِي وَاوٍ وَيَاءٍ يَظْهَرُ
بِعِلَّةٍ وغَيْرُهُ مِنْهَا سَلِمْ فَنَحْوُ يَغْزُو يَهْتَدِي يَخْشـى خُتِمْ
فَنَحْوُ قَاضٍ والْفَتَى بِهَا عُرِفْ وَعِلَّةُ الأَسْمَاءِ يَاءٌ وَأَلِفْ
فِيهَا وَلـكِنْ نَصْبُ قاضٍ يَظْهَرُ إِعْرَابُ كُلٍّ مِنْهُمَا مُقَدَّرُ
فِي الْمِيمِ قَبْلَ الْيَاءِ مِنْ غُلاَمِي وَقَدَّرُوا ثَلاَثَةَ الأَقْسَامِ

عرفنا أن الجر لا يكون في الأفعال بل في الأسماء فقط , وكذلك الجزم لا يكون في الأسماء , لكن في الأفعال فقط , وفقط في الفعل المضارع لأنه هو المعرب دون غيره من الأفعال .

والجزم أصل حركته السكون , ويتفرع عنها , إما حذف حرف العلة من الآخر, وإما حذف النون, وحذف حرف العلة في المعتل , وحذف حرف النون يكون في الأفعال الخمسة.

أمثلة :

  • لم يكنْ له كفواً أحد : يكنْ : فعل مضارع ناقص مجزوم بلم , وعلامة جزمه السكون .
  • إن تدرسْ تنجحْ : تدرسْ – تنجحْ : فعلان مضارعان مجزومان بإِنْ الشرطية , الأول فعلها والثاني جوابها , وعلامة جزمهما السكون .
  • إنْ تصلِّ تدخلْ الجنة : تصلِّ : فعل مضارع مجزوم بإِنْ الشرطية وهو فعلها , وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره لأنه معتل الآخر .
  • لم يسْعَ للفلاح : يسْعَ : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره لأنه معتل الآخر .
  • لم يقاتلوا جبناً : يقاتلوا : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف حرف النون من آخره لأنه من الأفعال الخمسة .
  • إنْ تعودي للطاعة فهو خير لك : تعودي : فعل مضارع مجزوم بإِنْ الشرطية وهو فعلها وعلامة جزمه حذف حرف النون من آخره لأنه من الأفعال الخمسة .
  • إنْ تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما : تتوبا : فعل مضارع مجزوم بإن الشرطية وهو فعلها ,وعلامة جزمه حذف حرف النون من آخره لأنه من الأفعال الخمسة .

هذا وإن الحركات منها ما يظهر ومنها ما لا يظهر إما لتعذر أو ثقل .

فأما الأفعال : فإما أن يكون الفعل معتل الآخر , وإما أن يكون صحيح الآخر , فإن كان معتلاً فهو على النحو التالي :

  • أن ينتهي بالألف : فكل فعل انتهى بألف , قدرت فيه الحركات للتعذر ,مثل:( يسعى )
    • يسعى المسلمون للمجد : يسعى : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها تعذر نطقها .
    • لن يسعى : يسعى : فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على آخره منع من ظهورها تعذر نطقها .
    • وأما الجزم فعلامته الحذف ولا علاقة له بالتقدير .
  • أن ينتهي بالياء : وهنا تقدر عليه الضمة للثقل , ولكن تظهر الفتحة لخفتها , مثل :   ( يمشي )
    • يمشي المؤمن الهوينى : يمشي : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها الثقل .
    • لن يمشيَ المؤمن متكبراً : يمشيَ : فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره .
    • وأما الجزم فعلامته الحذف ولا علاقة له بالتقدير .
  • أن ينتهي بالواو فتظهر الفتحة أيضاً لخفتها حالة النصب , مثل :

( يدعو )

  • يدعو المسلم ربه خفية : يدعو : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها الثقل .
  • لن يدعوَ المسلم ربه مستعجلاً الإجابة : يدعوَ : فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
  • وأما الجزم فعلامته الحذف ولا علاقة له بالتقدير .

وأما إن كان الفعل المضارع صحيح الآخر فتظهر عليه كل الحركات دون استثناء , فنقول : يشربُ , يشربَ , يشربْ ….. وهكذا .

وأما الأسماء المعتلة فلا تنتهي إلا بأحد حرفين : الأول الألف .

والثاني الياء .

وهذه علتها ولا يوجد في الأسماء الأعلام واحد واوياً . وهذه تظهر الفتحة فيهما في حالة النصب فقط في اليائي , ولا تظهر الحركات في المنتهي بالألف للتعذر , مثل :

( القاضي )

  • جاء القاضي : القاضي : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها الثقل .
  • مررتُ بالقاضي : بالقاضي : اسم مجرور وعلامة جره الكسرة المقدرة منع من ظهورها الثقل .
  • رأيتُ القاضيَ : القاضيَ : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره .

وهكذا كل يائي ٍ , مثل : عادي , فادي , منادي … الخ .

وأما المنتهي بألف ،فمثل:

(عيسى)

  • جاء عيسى : عيسى : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها التعذر .
  • مررت بعيسى : بعيسى : اسم مجرور وعلامة جره الكسرة المقدرة منع من ظهورها التعذر .
  • رأيت عيسى : عيسى : مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة منع من ظهورها التعذر .

وأما النوع الآخر من الأسماء فهو ما أضيف إلى ياء المتكلم , فهذا تقدر فيه الحركات الثلاث بسبب انشغال حرف الإعراب بحركة تناسب الحرف الذي بعده وهو الياء , والحركة التي تناسبها هي الكسرة لأنها من جنسها , ولذا يقولون : الياء كسرة مشبعة , كما أن الألف فتحة مشبعة والواو ضمة مشبعة , فهذا معنى من جنسها .

أمثلة :

  • جاء غلامِي : غلامِي : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل ( وهي الميم من غلامي ) بحركة المناسبة ( وهي الكسرة التي تناسب الياء) .
  • رأيتُ غلامِي : غلامِي : مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة .
  • مررتُ بغلامِي : بغلامِي : اسم مجرور وعلامة جره الكسرة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة .

وهكذا مثل : قلمي , حسامي , معلمي … الخ .

* فائدة : يجري مجرى غلامي ونحوها : عبدي ونحوه , مثل : جاء , رأيت , مررت بـ عبدي : فتقدر الحركات الثلاث لاشتغال المحل بحركة المناسبة .

 

فصل

أي هذا فصل لخص فيه الناظم رحمه الله تعالى ما مضى من بيان الإعراب, وأنه يكون بحركة وحرف , وبيّن فيه كيفية الإعراب , وما تعرب به الأسماء والأفعال وهكذا .

فقال رحمه الله تعالى :

بِالْحَرَكَاتِ أَوْ حُرُوفٍ تَقْرُبُ المُعْرَبَاتُ كُلُّهَا قَدْ تُعْرَبُ
وَهْيَ الَّتِي مَرَّتْ بِضَمٍّ تُرْفَعُ فَأَوَّلُ الْقِسْمَيْنِ مِنْهَا أَرْبَعُ
فَنَصْبُهُ بِالْفَتْحِ مُطْلَقاً يَقَعْ وَكُلُّ مَا بِضَمَّةٍ قَدِ ارْتَفَعْ
وَالْفِعْلُ مِنْهُ بِالسُّكُونِ مَنْجَزِمْ وَخَفْضُ الاِسْمِ مِنْهُ بِالْكَسْرِ الْتُزِمْ
وَغَيْرُ مَصْرُوفٍ بِفَتْحَةٍ يُجَرّ لـكِنْ كَهِنْدَاتٍ لِنَصْبِهِ انْكَسَرْ
بِحَذْفِ حَرْفِ عِلَّةٍ كَمَا عُلِمْ وَكُلُّ فِعْلٍ كَانَ مُعْتَلاّ جُزِمْ
وَهْيَ المُثَنَّى وَذُكُورٌ تُجْمَعُ وَالمُعْرَبَاتُ بِالحُرُوفِ أَرْبَعُ
وَخَمْسَةُ الأَسْمَاءِ وَالأَفْعَالِ جَمْعاً صَحِيحاً كَالْمِثَالِ الخَالِي
وَنَصْبُهُ وَجَرُّهُ بِالْيَا عُرفْ أَمَّا المُثَنَّى فَلِرَفْعِهِ الأَلِفْ
وَرَفْعُهُ بِالْوَاوِ مَرَّ وَاسْتَقَرْ وَكَالْمُثَنَّى الجَمْعُ فِي نَصْبٍ وَجَرْ
رَفْعٍ وَخَفْضٍ وَانْصِبَنْ بِالأَلِفِ وَالْخَمْسَةُ الأسْمَا كَهَذَا الجَمْعِ فِي
بِِنونِهَا وَفِي سوَاهُ تَنْحَذِفْ وَالْخَمْسَةُ الأَفْعَالُ رَفْعُهَا عُرِفْ

المعربات إما أن تعرب بالحركات , وهي الأصل في الإعراب , أو بالحروف , وتكون نائبة عن الحركات , والحركات أربع , رفع وخفض ونصب وجزم , وكل ما ارتفع بالضمة فإنه ينصب بالفتحة , والخفض منها خاص بالأسماء , كما أن الجزم خاص بالأفعال .

ومن الأسماء ما خرج عن القاعدة كجمع المؤنث السالم وما ألحق به فإنه ينصب بالكسرة عوضاً عن الفتحة, والممنوع من الصرف يجر بالفتحة عوضاً عن الكسرة .

والأفعال تجزم بالسكون , إلا إذا كانت معتلة الآخر , فإنها تجزم بحذف حرف العلة , أو أن تكون معربة بحذف النون من آخر الأفعال الخمسة .

والمعربات بالحروف نيابة عن الحركات هي :

  • المثنى : يرفع بالألف , وينصب ويجر بالياء .
  • جمع المذكر السالم : يرفع بالواو , وينصب ويجر بالياء .
  • الأسماء الخمسة : ترفع بالواو , وتنصب بالألف , وتجر بالياء .
  • الأفعال الخمسة : ترفع بثبوت النون , وتنصب وتجزم بحذفها.
بَابُ المَعْرِفَةِ وَالنَّكِرةِ
    فهوَ الَّذي يَقْبَلُ أَلْ مَؤَثِّرَهْ        وإن تُرِدْ تَعْرِيف الاِسْمِ النَّكِرَهْ

النكرة : هو الاسم الذي ليس علماً , ويقبل دخول أل عليه لتفيد التعريف فيه لأن ” أل ” قد تدخل على الاسم ولا تفيد التعريف لكونها زائدة , مثل وجودها في كلمة عباس نحو : العباس , ومثل كلمة فضل نحو : الفضل, فهذه ليست مفيدة التعريف ,لأن عباساً وفضلاً أعلام وهي معارف ,و”أل” فيها زائدة .

ومن الأسماء النكرات : مذكور , محدث , جسم , إنسان , رجل , امرأة, عالم … الخ

 

فِي سِتَّةٍ فَالأَوَّليُّ مُضْمَرُ وَغَيرُهُ مَعَارِفٌ وتُحْصَرُ
لِلْغَيْبِ والْحُضُورِ والتَّكَلمِ يُكْنَى بِهِ عَنْ ظَاهِرٍ فَيَنْتَمِي
مُسْتَتِرٍ أَوْبَارِزٍ أَوْ مُنْفَصِلْ وَقَسَّمُوهُ ثَانيـاً لِمُتَّصِلْ

بدأ الناظم بذكر المعارف التي هي ضد النكرة .

وأولها عنده من أقسام ستة , الضمير:

مثل ضمير الغائب والحضور والمتكلم , وهي تحل محل الاسم الظاهر, مثل :

جاء صاحبه : فالهاء ضمير غائب تدل على اسم ظاهر كأنك تقول : جاء صاحب علي ٍ .

الضمائر التي للغيبة ……الخ :

هو , هي , هما , هم , هن , وهي ضمائر منفصلة .

الضمائر التي للحضور:

أنتَ , أنتِ , أنتما , أنتم , أنتن , …الخ وهي ضمائر منفصلة .

الضمائر التي للمتكلم:

أنا , نحن , …الخ وهي ضمائر منفصلة .

الضمير المنفصل : مثل ما ذكرنا سابقاً , وأما الضمير المتصل فمثل :

الهاء , الياء , التاء , النا , تما , الكاف , … الخ.

* فائدة :الضمائر المنفصلة من حيث الإعراب : وهي إما في محل رفع, أو في محل نصب فقط .

  • فالتي للرفع هي : أنا , نحن , أنتَ , أنتِ , أنتما ,أنتم , أنتن , هو, هي ،هما , هم , هن , أمثلة :
    • أنا مسلمٌ : أنا : ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .
    • هي الدنيا : هي : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ .
  • والتي للنصب هي : إِيّا وأخواتها :إيّاي , إيّانا , إيّاكَ , إيّاكِ , إيّاكما , إيّاكم , إيّاكن , إيّاه , إيّاها , إيّاهما , إيّاهم , إيّاهن , أمثلة :
    • إيّاك نعبد : إِيّا : ضمير منفصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به , والكاف للخطاب .
    • إيّاها أقصد : إيّا : ضمير منفصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به , والهاء للغيبة .

الضمائر المتصلة من حيث الإعراب , وتقع عليها صور الإعراب الثلاث:

  • الضمائر التي في محل رفع : تاء المتكلم , نا المتكلمين , تا المخاطب والمخاطبة , تما للمثنى المخاطب , تم للمخاطبين , تن للمخاطبات , أمثلة :0
    • فهمتُِ َ الدرس : التاء : ضمير متصل مبني على ( الفتح , الضم , الكسر) في محل رفع فاعل .
    • فهمتُما درسكما : تُما : ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل .
    • فهمنا الدرس : نا : ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل .
  • الضمائر المتصلة التي في محل نصب هي : الياء للمتكلم , النا للمتكلمين , الكاف للمخاطب والمخاطبة , كما للمثنى المخاطب , كم للمخاطبين , كن للمخاطبات , الهاء للغائب , ها للغائبة , هما للغائب المثنى المذكر والمؤنث , هم للغائبين ,هن للغائبات .

أمثلة :

  • زارني محمدٌ : الياء : ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به .
  • جاءهما صبي : هما : ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به .
  • إنهُ مجد ٌ: الهاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب اسم إن .
  • الضمائر المتصلة التي تقع في محل جر هي نفسها التي تقع في محل النصب .

أمثلة :

  • هذا كتابي : الياء : ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه .
  • مررت بهم يصلون : هم : ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بحرف الجر ….وهكذا .

ظهور الضمير واستتاره : ليس مثل هذا المتن الصغير موضع التفصيل في مثل هذه الأمور,لكن لكون المؤلف أشار إليها نذكر نبذة عنها فنقول:

الضمائر قد تظهر وقد تستتر , وقد يكون ظهورها واجباً وقد يكون جائزاً, وكذلك استتارها قد يكون واجباً وقد يكون جائزاً , أمثلة :

  • قاله زيد : الهاء : ضمير متصل واجب الظهور مبني في محل نصب مفعول به .
  • زيد قام هو : هو : ضمير منفصل مبني في محل رفع فاعل , والضمير هنا ظاهر لكن يجوز حذفه .
  • أنا أحب ديني : أنا : ضمير منفصل مبني في محل رفع فاعل , وهو واجب الظهور.

* قاعدة :

  • الضمائر المتصلة يجب إظهارها مثل : قاله , فعله , كلمتك …الخ.
  • ضمائر الحضور المستترة في فعل أمر الواحد المذكر وفي المضارع المبدوء بأحد أحرف المضارعة يجب استتارها مثل:أقومُ أي أنا ،نقوم أي نحن ،تقوم أي أنت .
  • ضمير الغائب المستتر في الفعل المضارع المسند إلى غائب أو غائبة الأصل فيه جواز الظهور وجواز الاستتار مثل:تقومُ أي هي ،يقومونُ أي هم ،يقومُ أي هو.

 

كَجَعْفَرٍ وَمَكَّةٍ وَكَالحَرَمْ ثَانِي المَعَارِفِ الشَّهِيرُ بِالْعَلَمْ
وَنَحْوِ كَهْفِ الظُّلْمِ وَالرَّشَيْدِ وَأُمُّ عَمْرٍو وَأَبي سَعِيدِ
فَكُنْيَةٌ وَغَيْرُهُ اسْمٌ أَوْ لَقَبْ فَمَا أَتَى مِنْهُ بِأُمٍّ أَوْ بِأَبْ
فَلَقَبٌ وَالاِسْمُ مَا لاَ يُشْعِرُ فَمَا بِمَدْحٍ أَوْ بِذَمٍّ مُشْعِرُ

ثاني المعارف هو العلم

وهو كل لفظ وضع للدلالة على معين , سواء كان اسم شخص مثل : محمد، خليل , زيد , أو كان اسم مكان مثل : مكة , يثرب , القدس , أو غير ذلك .

والعلم ينقسم إلى ثلاثة أقسام :

  • الاسم : كما مثلنا : محمد , مكة , الحرم .
  • كنية : مثل : أم عمرو , أبو سعيد , أم عِريَط , أبو ذنيبة .
  • لقب : مثل : كهف الظلم , الرشيد , الأعمش .

وهذه الألقاب استعملت لإعطاء معنى المدح أو الذم .

فمثلا : الرشيد , المأمون , السيد … الخ فهذا للمدح .

ومثل:كهف الظلم ,أنف الناقة ,أم عِريَط (وهي العقرب) ,ذنب الكلب

… الخ فهذا للذم ،وهكذا.

رَابِعُهَا مَوْصُولُ الاِسْمِ كَالَّذِي ثَالِثُهَا إِشَارَةٌ كَذَا وَذِي
كَمَا تَقُولُ فِي مَحَلٍّ المَحَلْ خَامِسُهَا مُعَرَّفٌ بِحَرْفِ أَلْ
لِوَاحِدٍ مِن هذِهِ الأَصْنَافِ سَادِسُهَا مَا كَانَ مِنْ مُضَافِ
وَابْنُ الَّذِي ضَرَبْتُهُ وَابْنُ الْبَذِي كَقَوْلِكَ ابْنِي وَابْنُ زَيْدٍ وَابْنُ ذِي

ثم ذكر المصنف باقي المعارف وهي :

ثالثها أسماء الإشارة

وأسماء الإشارة على الصحيح هي : ذا , ذي … الخ , والهاء فيها للتنبيه فتصير : هذا , هذه … الخ .

الرابع منها الأسماء الموصولة

مثل : الذي , الذِين , اللذيْن … الخ .

الخامس المعرف بأل

مثل : المحل , الباب , المسجد , لأن أصلها نكرات , مثل : محل, باب, مسجد .

السادس

  • ما أضيف إلى الضمير مثل: كتابه, قلمك, فكتاب وقلم معرفة للإضافة.
  • ما أضيف إلى العلم مثل: بيت عليٍّ, فبيت معرف للإضافة.
  • ما أضيف إلى اسم إشارة مثل: ابن ذا, وابن ذي, فابن معرفة للإضافة.
  • ما أضيف إلى الاسم الموصول مثل : ابن الذي , ابن التي , فابن معرفة للإضافة .
  • ما أضيف إلى الاسم المحلى مثل : ابن الصادق , ابن الصادقة فابن معرفة للإضافة.

 

بَابُ الأَفْعَالِ
مَاضٍ وَفِعْلُ الأَمْرِ وَالْمُضَارع ِ أَفْعَالُهُمْ ثَلاَثَةٌ فِي الوَاقِع ِ
عَنْ مُضْمَرٍ مُحرَّكٍ بِهِ رُفِعْ فَالْمَاضِ مَفْتُوحُ الأَخَيرِ إِنْ قُطِعْ
وَضَمُّهُ مَعْ وَاوِ جَمْعٍ عُيِّنَا فَإنْ أَتى مَعْ ذَا الضَّمِيرُ سُكِّنَا
أَوْ حَذْفِ حَرْفِ عِلَّةٍ أَوْ نُون ِ وَالاْمْرُ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكون ِ
مِنَ الحُرُوفِ الأَرْبَعِ الزَّوَائِدِ وَافْتَتَحُوا مُضَارِعاً بِوَاحِدِ
يَجْمَعُهَا قَوْلِي أَنَيْتُ يَافَتَى هَمْزٌ وَنُونٌ وَكَذَا يَاءٌ وتَا
وَفَتْحُهَا فِيما سِوَاهُ مُلْتَزَمْ وحَيْثُ كَانَتْ فِي رُبَاعِيٍّ تُضَمّ

خلاصة هذا النظم أن الأفعال ثلاثة أنواع :

  • ماضٍ : وهو ما دل على حدث في الزمان الذي قبل زمن التكلم مثل:قالَ , صلى , عدَّ , شردَ .
  • أمر : وهو ما دل على حدث يقع بعد زمن التكلم مباشرة أو بعد مدة, وهو كلمة بذاتها تدل على الطلب , مثل :    قلْ , صلِّ , شرِدْ , قارِعْ .
  • مضارع : وهو ما دل على حدث يقع أثناء أو بعد زمن التكلم, له علامة تدل عليه نذكرها فيما بعد .

هذا والفعل الماضي آخره مفتوح أبداً إلا إذا اتصل بآخره ضمير من ضمائر الفاعلين أو المفعولين التي تغير حركته , مثل :

ضربْنا , شربْنا , سبقُونا , آسفُونا , لعبْتُ … وهكذا .

فهو مع هذه الضمائر إما أن يسكن مثل الأول والثاني والأخير ( ضربْنا, شربنا, لعبْتُ ), أو أن يتحرك مثل الثالث والرابع ( سبقُونا , آسفُونا ) .

وأما فعل الأمر فآخره السكون إلا إذا كان آخره حرف علة أو نون فيكون بحذفه , مثل :

قمْ , العبْ , سافرْ , فهذا يبنى على السكون .

ومثل : اسعَ , فِ , صلِّ , فهذا يبنى على حذف حرف العلة .

ومثل:قوموا،قومي ,قوما ,فهذا يبنى على حذف حرف النون من آخره.

والمضارع كما مضى معرب إلا في حالتين فيبنى فارجع إليه .

وعلامة المضارع بدايته بأحد حروف المضارعة المجموعة في ( أنيت أو نأيت أو نأتي ) .

  • فالهمزة هي الدالة على المتكلم , مثل : أقوم, آكل, أسمع, أدرس … وهكذا .
  • والتاء هي الدالة على المخاطب سواء كان مذكراً أو مؤنثاً أو جمعاً أو مثنى مثل:تفعل ,تفعلان ,تفعلون ,تفعلين ,تقول ,تقولان ,تقولون, تقولين … وهكذا .
  • والياء الدالة على الغائب , مثل : يفعل , يفعلان , يفعلون , يفعلن , يصلي , يصليان , يصلون , يصلين … وهكذا .

والنون الدالة على المتكلم , مثل :  نفعل , نصلي , نتكلم … وهكذا .

  • فالأول : أفعل أي أنا .
  • والثاني : تفعل أي أنت .
  • والثالث : يفعل أي هو .
  • والرابع : نفعل أي نحن .

والأصل في الفعل المضارع أن يبتدأ مفتوحاً كما مثلنا , لكن إن كان أصل الفعل رباعياً فإنه يضم أوله في حالة المضارعة , مثل :

  • سافر , قارع , شارك, ففي المضارع يصير :
  • يُسافر , نُسافر , أُسافر , تُسافر .
  • يُقارع , نُقارع , أُقارع , تُقارع .
  • يُشارك , نُشارك , أُشارك , تُشارك … وهكذا .
بَابُ إِعْرَابِ الْفِعْلِ
عَنْ نَاصِبٍ وَجَازِمٍ تَأَبَّدَا رَفْعُ المُضَارعِ الَّذِي تَجَرَّدَا
كَذَا إِذَنْ إِنْ صُدِّرَتْ وَلاَمُ كَيْ فانْصِبْ بِعَشْرٍ وَهْيَ أَنْ وَلَنْ وَكَيْ
وَالْوَاوُ وَالْفَا فِي جَوَابٍ وَعَنَوْا وََلاَمُ جَحْدٍ وَكَذَا حَتَّى وَأَوْ
كَلاَ تَرُمْ عِلْماً وتَتْرُكِ التَّعَبْ بِهِ جَوَاباً بَعْدَ نَفْيٍ أَوْ طَلَبْ

عرفنا سابقاً أن الفعل فيه مبنيان هما الماضي والأمر , والمضارع هو الفعل المعرب ويبنى في حالات, وهنا شرع المصنف رحمه الله تعالى يبين حالات إعراب الفعل المضارع من رفع ونصب وجزم .

  • الفعل المضارع مرفوع أبداً ما لم يسبقه ناصب أو جازم , أمثلة :
    • يقومُ الشجر على ساق: يقومُ : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة لتجرده من الناصب والجازم .
    • تهفو نفسي لعمل الخير : تهفو : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها الثقل , لتجرده من الناصب والجازم.
    • ستلقى خيراً إن فعلته : ستلقى :فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها التعذر , لتجرده من الناصب والجازم.

نصب الفعل المضارع : ينصب الفعل المضارع إذا سبقه حرف من حروف النصب , أمثلة:

  • أَنْ : وهي الأصل في حروف نصب الفعل المضارع وتسمى بالمصدرية .

مثل :

  • وأنْ تصوموا خيرٌ لكم : تصوموا : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون من آخره لأنه من الأفعال الخمسة .
  • يعجبني أن تصليَ بانتظام : تصليَ : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة .
  • يؤذيك أن تلعبَ بالنار : تلعبَ : فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة .
  • أخشى أن تلهوَ عن دروسك : تلهوَ : فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة .
  • ما أجمل أن تخشى الله تعالى : تخشى : فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة منع من ظهورها التعذر .

ومثلها باقي الحروف إن أدخلتها على هذه الأمثلة بدل ” أنْ ” أعربت نفس الإعراب , لكن بعض الحروف تحتاج إلى نوع بيان فنقول :

  • إذن : وهي حرف جواب وجزاء وشرطها أن تقع في صدر الجواب أي أوله , أمثلة:
  • أنا سأزورك : إذن أكرمَك : أكرمَك : فعل مضارع منصوب بإذن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة .
  • أريد أن أطير : إذن تهلكَ : تهلكَ : فعل مضارع منصوب بإذن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة .
  • لام كي : أي هي اللام التي بمعنى كي , وتكون للتعليل , وقد تكون لغيره , مثل :
  • أسلمتُ لأدخلَ الجنة : لأدخلَ : فعل مضارع منصوب بلام كي وعلامة نصبه الفتحة .
  • لأنذرَكم به : لأنذرَ : فعل مضارع منصوب بلام كي وعلامة نصبه الفتحة .

* فائدة : لام كي ليست هي الناصبة على الحقيقة , وإنما الناصب إضمار أن بعدها , فكأنك تقول : لأن أدخلَ , لأن أنذرَكم .

  • لام الجحود : وهي اللام المسبوقة بأمرين : نفي وكان مثل: ما كان ، فما نافية , أمثلة :
    • وما كان الله ليضيعَ إيمانكم :ليضيعَ : فعل مضارع منصوب بلام الجحود وعلامة نصبه الفتحة .
    • ما كان الله ليذرَ المؤمنين : ليذرَ : فعل مضارع منصوب بلام الجحود وعلامة نصبه الفتحة .

* فائدة : أيضاً الناصب هنا أن المضمرة بعد اللام .

  • أو : وهي بمعنى (( إلى أن )) , أمثلة :
    • لألزمنَّك أو لَتقضيَني حقي : لتقضيَني : فعل مضارع منصوب بأو وعلامة نصبه الفتحة .
    • لأقاتلنَّ الكافر أو يسلمَ : يسلمَ : فعل مضارع منصوب بأو وعلامة نصبه الفتحة .
    • لأطيعنَّ الله أو يغفرَ لي : يغفرَ : فعل مضارع منصوب بأو وعلامة نصبه الفتحة .

وهي كسابقتها الناصب الحقيقي فيها هو أنْ المقدرة .

  • الواو التي للمعية والفاء التي للسببية : ويشترط كونهما في جواب للنفي أو للطلب , والطلب هنا هو المعروف في علم البلاغة كالأمر والنهي والدعاء وغيرها , أمثلة :
    • أقبل وأحسنَ أوفأحسنَ إليك : أحسنَ : فعل مضارع منصوب بالفاء أو بالواو وعلامة نصبه الفتحة . ( وهذا بعد الطلب ).
    • لاترم علماً فتتركَ أو وتتركَ التعب : تتركَ : فعل مضارع منصوب بالفاء أو بالواو وعلامة نصبه الفتحة . ( وهذا بعد النهي ).
    • لا تفتروا على الله كذباً فيسحتَكم بعذاب : فيسحتكم : فعل مضارع منصوب بفاء السببية وعلامة نصبه الفتحة .
    • لا تنه عن خلقٍ وتأتيَ مثله : وتأتيَ : فعل مضارع منصوب بواو المعية وعلامة نصبه الفتحة .

هذا والناصب فيها أيضاً هو تقدير أن بعدها.

  • حتى : حتى قد تجر وقد تكون عاطفة وقد تنصب , مثل :
    • لن أقبل هديتك حتى تزورَني : تزورَني : فعل مضارع منصوب بحتى وعلامة نصبه الفتحة .

حتى يرجعَ عن غيهِ عاقبته : يرجعَ : فعل مضارع منصوب بحتى وعلامة نصبه الفتحة .

قال رحمه الله تعالى :

وَلاَ وَلاَمٍ دَلَّتَا عَلَى الطَّلَبْ وَجَزْمُهُ بِلَمْ وَلَمَّا قَدْ وَجَبْ
أَيٌّ مَتَى أَيَّانَ أَيْنَ مَهْمَا كَذَاكَ إِنْ ومَا وَمَنْ وَإِذْ مَا
كَإِنْ يَقُمْ زَيْدٌ وَعَمْرٌو قمْنَا وَحَيْثُمَا وَكَيْفَمَا وَأَنَّى
فِعْلَيْنِ لَفْظاً أَوْ مَحَلاًّ مُطْلَقَا وَاجْزِمْ بِإِنْ وَمَا بِهَا قَدْ أُلْحِقَا
بَعْدَ الأَدَاةِ مَوْضِعَ الشَّرْطِ امْتَنَعْ وَلْيَقْتَرِنْ بِالْفَا جَوَابٌ لَوْوَقَعْ

بعد أن تحدث المصنف عن نواصب الفعل المضارع , بدأ يتحدث عن جوازم الفعل المضارع .

  • بدأ المصنف بأهم جازم وهي لم , أمثلة :
    • لم يلدْ ولم يولدْ : يلدْ – يولدْ : فعلان مضارعان مجزومان بلم وعلامة جزمهما السكون .
    • ومن لم يسعَ بجد فشل : يسعَ : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف حرف العلة .
  • الحرف الثاني : لما : وهي أخت لم , لكنها بمعنى النفي الذي يحصل فيما بعد , أمثلة :
    • ولما يدخلْ الإيمان في قلوبكم : يدخلْ :فعل مضارع مجزوم بلما و علامة جزمه السكون .
    • عرفتُ علامتي ولما تنتهِ الدراسة : تنتهِ : فعل مضارع مجزوم بلما وعلامة جزمه حذف حرف العلة . ولما هذه تكون بمعنى حين , أي : للوقت . ومثل( لم ولما – ألم و ألما) لكن زيدَ عليهما همزة السؤال.
    • ألم تعلمي يا عمْرك الله أنني كريم : تعلمي : فعل مضارع مجزوم بألم وعلامة جزمه حذف النون من آخره لأنه من الأفعال الخمسة .

لا واللام : حال كونهما يدلان على طلب , أمثلة :

  • ربنا لا تؤاخذْنا بالنسيان : تؤاخذْنا : فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه السكون .
  • من شاء فلْيؤمنْ : فلْيؤمنْ : فعل مضارع مجزوم باللام وعلامة جزمه السكون .
  • لينفقْ ذو سعة : لينفقْ : فعل مضارع مجزوم باللام وعلامة جزمه السكون .

وهذان الحرفان يعبر عنهما بـ ( لا – في النهي والدعاء , ولام – في الأمر والدعاء ) وتعبير المصنف أحسن .

قلت: ما سبق من الحروف تجزم فعلاً مضارعاً واحداً فقط , وأما ما سيأتي فهي التي تجزم فعلين لأنها شرطية أو في معنى الشرط .

  • إنْ : وهي أول الحروف الجازمة فعلين , وهي إنْ الشرطية .

أمثلة:

  • إنْ تجلسْ أجلسْ : تجلسْ : فعل مضارع مجزوم بإنْ وعلامة جزمه السكون وهو فعل الشرط .   أجلسْ : فعل مضارع مجزوم بإنْ وعلامة جزمه السكون وهو جواب الشرط .
  • ما , مثال :
  • وما تفعلوا من خير يعلمْه الله : تفعلوا : فعل مضارع مجزوم بما وعلامة جزمه حذف النون من آخره لأنه من الأفعال الخمسة وهو فعل الشرط .
  •   يعلمْه : فعل مضارع مجزوم بما وعلامة جزمه السكون وهو جواب الشرط .
  • مَنْ , مثال :
    • من يعملْ سوءاً يجزَ به : يعمل ْ: فعل مضارع مجزوم بمَنْ وعلامة جزمه السكون وهو فعل الشرط .
    • يجزَ: فعل مضارع مبني للمجهول مجزوم بمَنْ وعلامة جزمه حذف حرف العلة , وهو جواب الشرط .
  • إذْما , مثال :
  • إذْما تأتِ ما تأمرُ به تجدْ عصياناً : تأتِ : فعل مضارع مجزوم بإذما وعلامة جزمه حذف حرف العلة , وهو فعل الشرط .

تجدْ: فعل مضارع مجزوم بإذماوعلامة جزمه السكون, وهو جواب الشرط .

  • أيّ , مثال :
    • أيَّ عمل تعملْ تحاسبْ عليه : تعملْ : فعل مضارع مجزوم بأي وعلامة جزمه السكون , وهو فعل الشرط .
    • تحاسبْ : فعل مضارع مبني للمجهول مجزوم بأي وعلامة جزمه السكون, وهو جواب الشرط .
  • متى , مثال :
    • متى تجلسْ أقعدْ : تجلسْ : فعل مضارع مجزوم بمتى وعلامة جزمه السكون , وهو فعل الشرط
    • أقعدْ : فعل مضارع مجزوم بمتى وعلامة جزمه السكون , وهو جواب الشرط .
  • أيانَ , مثال :
    • أيانَ تسافرْ أسافرْ : تسافرْ : فعل مضارع مجزوم بأيانَ وعلامة جزمه السكون, وهو فعل الشرط .
    • أسافرْ : فعل مضارع مجزوم بأيانَ وعلامة جزمه السكون, وهو جواب الشرط .
  • أين , مثال :
  • أين تقمْ أزرعْ شجرة : تقمْ : فعل مضارع مجزوم بأين وعلامة جزمه السكون, وهو فعل الشرط .
  • أزرعْ : فعل مضارع مجزوم بأين وعلامة جزمه السكون, وهو جواب الشرط .

مهما , مثال :

  • مهما تحاولْ بغير تخطيط تفشلْ : تحاولْ : فعل مضارع مجزوم بمهما وعلامة جزمه السكون, وهو فعل الشرط .
  •   تفشلْ : فعل مضارع مجزوم بمهما وعلامة جزمه السكون, وهو جواب الشرط .

حيثما , مثال :

  • حيثما تضعْ سرك تلقَ الجواب : تضعْ : فعل مضارع مجزوم بحيثما وعلامة جزمه السكون , وهو فعل الشرط .
  •   تلقَ : فعل مضارع مجزوم بحيثما وعلامة جزمه حذف حرف العلة , وهو جواب الشرط .

كيفما , مثال :

  • كيفما تعملْ تُقلَّدْ : تعملْ : فعل مضارع مجزوم بكيفما وعلامة جزمه السكون, وهو فعل الشرط .
  • تُقلَّدْ : فعل مضارع مجزوم بكيفما وعلامة جزمه السكون, وهو جواب الشرط .

أنى , مثال :

  • أنى تقابلْني أحترمْك : تقابلْني :فعل مضارع مجزوم بأنى وعلامة جزمه السكون, وهو فعل الشرط .
  • أحترمْك : فعل مضارع مجزوم بأنى وعلامة جزمه السكون, وهو جواب الشرط

* فائدة : الإعراب بوجود فعلين قد يكون ظاهراً أو محلاً .

فالظاهر مثل :

  • إن تقعدْ نقعدْ : فتقعدْ:الفعل المجزوم الظاهر الأول .        نقعدْ : الفعل المجزوم الظاهر الثاني .

ومثال المحل :

  • إن تأتِ جئنا مسرعين : تأتِ : الفعل الظاهر المجزوم . جئنا مسرعين : الجملة من الفعل والفاعل في محل الفعل المجزوم الثاني.وهكذا ….

* فائدة أخرى : أن جواب الشرط وإن لم يكن مضارعاً قد تقترن به الفاء .

مثل :

  • إنْ تفعلْ خيراً فنحن بك مقتدون : تفعلْ : هو فعل الشرط .                   فنحن بك مقتدون:الجملة الاسمية جواب الشرط اقترنت به الفاء ,وهكذا .
بَابُ مَرْفَوعَاتِ الأسْمَاءِ
مَعْلُومَةَ الأَسْمَاءِ مِنْ تَبْوِيبِهَا مَرْفُوعُ الاسْمَا سَبْعَةٌ نَأْتي بِهَا
بِفِعْلِهِ وَالْفِعْلُ قَبْلَهُ وَقَعْ فَالْفَاعِلُ اسْمٌ مُطْلَقاً قَدِ ارْتَفَعْ
إِذَا لِجَمْعٍ أَوْ مُثَنَّى أُسْنِدَا وَوَاجِبٌ فِي الْفِعْلِ أَنْ يُجَرَّدَا
كَجَاءَ زَيْدٌ وَيَجِي أَخُونَا فَقُلْ أَتَى الزَّيْدَانِ وَالزّيْدُونَا

المرفوعات من الأسماء سبعة :

أولها الفاعل : وهو مَن فعل الفعل , مثل :

  • قام زيدٌ : زيدٌ : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة .
  • صلى المسلمون : المسلمون : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم .

هذا والرافع للفاعل الفعل نفسه .

والفعل إذا جاء فاعله بعده أي ليس ضميراً معه ,فلا بد فيه( أي الفعل ) أن يجرد من علامة التثنية والجمع .

أمثلة :

  • جاءَ الزيدان : جاءَ : فعل مجرد من التثنية لأنه جاء قبل الفاعل .
  • يجاهدُ المسلمون : يجاهدُ : فعل مجرد من الجمع لأنه جاء قبل الفاعل .

فأما إن جاء الفعل متأخراً بعد المبتدأ مثلاً , فإن فاعله يكون معه , مثل :

  • المسلمون يجاهدون : يجاهدون : فعل غير مجرد من علامة الجمع, لأنه جاء بعد المبتدأ وعلامة الجمع تكون هنا هي الفاعل , وهكذا .

وعليه فلا يصح القول : ( يجاهدون المسلمون ) لوجوب تجرد الفعل من علامة الجمع لتقدمه على الفاعل .

فَالظَّاهِرُ اللَّفْظُ الَّذِي قَدْ ذكِرَا وَقَسَّمُوهُ ظَاهِراً وَمُضْمَرَا
كَقُمْتُ قُمْنا قُمْتَ قُمْتِ قُمْتُمَا وَالمُضْمَرُ اثْنَا عَشْرَ نَوْعاً قُسِّمَا
قَامُوا وَقُمْنَ نَحْوُ صُمْتُمْ عَامَا قُمْتُنَّ قُمْتُمْ قَامَ قَامَتْ قاما
وَمِثْلُهَا الضَّمَائِرُ المُنْفَصِلَهْ وَهَذِهِ ضَمَائرٌ مُتَّصِلَهْ
وَغَيْرُ ذَيْنِ بِالْقِيَاسِ يُعْلَمُ كَلَمْ يَقُمْ إِلاَّ أَنَا أَوْ أَنْتُمُ

الفاعل نوعان :

  • الاسم الظاهر , وقد سبق الكلام عليه , مثل : أتى الزيدان والزيدون.
  • الضمير وهو قسمان : ضمير متصل , ضمير منفصل .

فالمتصل منها اثنان للمتكلم , وهما :

  • تُ : للمفرد مذكراً أو مؤنثاً , مثل :
    • قمتُ معه : تُ : ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل .
    • صمتُ الخميس : تُ : ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل .
  • نا : للمتكلمين أو لواحد يعظم نفسه مذكراً أو مؤنثاً جمعاً أم مثنىً , مثل :
  • صلينا أمس : نا : ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل .
  • أغرقنا المذنبين : نا : ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل .

ومنها خمسة للمخاطب , وهي :

تَ : للمفرد المذكر المخاطب , مثل :

  • لعبتَ كثيراً : تَ : ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل .
  • تِ : للمفرد المؤنث المخاطب , مثل :
  • لبستِ حجابك : تِ : ضمير متصل مبني على الكسر في محل رفع فاعل .
  • تُما : للمثنى المذكر والمؤنث المخاطَبين, مثل :
  • أكلتُما رغيفاً : تُما : ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل .
  • تُم : للجمع المذكر , مثل :
  • حصّّلْتُمْ علامات حسنة : تُمْ : ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل .
  • تُنَّ : للجمع المؤنث , مثل :
  • لبستُنَّ الوقارَ : تُنَّ : ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل .

ومنها خمسة للغائب , وهي :

  • هو : للمفرد المذكر , مثل :
  • زيدٌ قامَ : قامَ : فعل ماضٍ مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر تقديره هو.
  • هي : للمفرد المؤنث , مثل :
  • زينب صلتْ مبكراً : صلتْ : فعل ماضٍ وفاعله ضمير مستتر تقديره هي .
  • هما : للمثنى المذكر والمؤنث , مثل :
  • الزيدان قاما : قاما : فعل ماضٍ وفاعله ضمير مستتر تقديره هما .
  • الهندان قامتا : قامتا : فعل ماضٍ وفاعله ضمير مستتر تقديره هما .
  • همْ : للجمع المذكر , مثل :
  • المسلمون صاموا : صاموا : فعل ماضٍ وفاعله ضمير مستتر تقديره هم .

هنَّ : للجمع المؤنث , مثل :

  • المسلمات حججْنَ : حججْنَ : فعل ماضٍ وفاعله ضمير مستتر تقديره هن .

* فائدة : تعتبر هذه الضمائر الخمس الأخيرة في حكم المتصلة , لدلالة بعض الحروف عليها. مثل : صاما , صاموا … , فالألف والواو دالة على ضمير الغائب فكان لها حكم الاتصال .

والضمائر المنفصلة فهي أيضاً اثنا عشر , مثل :

  • أنا , أنتم , أنتما … الخ , مثل :
  • لمْ يقمْ إلا ( أنا , نحن , أنتَ , أنتِ , أنتما , أنتم , أنتن , هو , هي , هما , هم , هن ) : فكلها تعرب : ضمير منفصل مبني في محل رفع فاعل .
بَابُ نَائِبِ الْفَاعِلِ
مَفْعُولَهُ فِي كُلِّ مَالَهُ عُرِفْ أَقِمْ مَقَامَ الْفَاعِلِ الَّذِي حُذِفْ
إِنْ لَمْ تَجِدْ مَفْعُولَهُ المَذْكُورَا
أَوْ مَصْدَراً أَوْ ظَرْفاً اوْ مَجْرُورَا
وَكَسْرُ مَاقَبْلَ الأَخَيْرِ مُلْتَزَمْ وَأَوَّلُ الْفِعْلِ الَّذِي هُنَا يُضَمّ
مُنْفَتِحٌ كَيُدَّعَى وَكَادُّعِي فِي كُلِّ مَاضٍ وَهْوَ فِي المُضَارعِ
مُنْكَسِرٌ وَهْوَ الَّذِي قَدْ شَاعَا وَأَوَّلُ الفِعْلِ الَّذِي كَبَاعَا
ثَانِيهِمَا كَيُكْرَمُ المُبَشِّرُ وَذَاكَ إِمَّا مُضْمَرٌ أَوْ مُظْهَرُ
دُعِيتُ أُدْعى مَادُعِي إِلاَّ أَنَا أَمَّا الضَّمِيْرُ فَهْوَ نَحْوُ قَوْلِنَا

ثانيها: نائب الفاعل

  • نائب الفاعل :هو في الأصل مفعول به , غُيب فاعله أو أُخفيَ لغرضٍ ما , فعندها يقوم المفعول به مقام الفاعل المغيب , فيأخذ حركته وإعرابه , أمثلة :
    • ضَرَبَ الرجلُ الولدَ : ضُرِبَ الولدُ : الولدُ : نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة , أصله مفعول به .
    • نَومَت المرأةُ ولدَها : نُوِّمَ الولدُ : الولدُ : نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة , أصله مفعول به .
    • يَبني العصفورُ العشَ : يُبنى العشُ : العشُ : نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة , أصله مفعول به .
  • وقد يكون نائب الفاعل مصدراً , أمثلة :
    • نفخ الرجلُ نفخة ً: نُفِخَ نفخٌ: نفخٌ : نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة , أصله مصدر .
    • صلى المسلمُ صلاةَ الفجرِ : صُليَتْ صلاةُ الفجرِ : صلاةُ : نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة , أصله مصدر .
    • يَطحن البقالُ طحناً : يُطحن طحنٌ : طحنٌ : نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة , أصله مصدر .
  • وقد يكون ظرفاً زمانياً أو مكانياً , أمثلة :
    • صَام المسلمون رمضانَ : صِيمَ رمضانُ : رمضانُ : نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة , أصله ظرف زمان .
    • جَلس الإمامُ خلفَ زمزم : جُلِسَ خلفُ زمزم : خلفُ : نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة , أصله ظرف مكان .
  • وقد يكون جاراً ومجروراً , أمثلة :
  • سَار السجانُ بزيدٍ : سِيرَ بزيدٍ : بزيدٍ : جار ومجرور في محل رفع نائب فاعل .

* فائدة : لا يصار إلى البحث عن هذه الثلاثة ( المصدر , الظرف , الجار والمجرور ) إلا إذا فقد المفعول به لأنه الأصل .

هذا والفعل المبني للمجهول يضم أوله ويكسر ما قبل آخره , وهذا في الماضي والمضارع مطلقاً

لكن في المضارع يفتح ما قبل الحرف الأخير , إلا إذا كان معتل الوسط فيكسر أوله .

أمثلة :

  • عَبَر–عُبـِر,سَقَى–سُقِي ,يَنال– يُنال يَكسِر– يُكسَر, وهكذا.
  • بَاع – بـِيع , نَال – نـِيل , قَال – قِيل , وهكذا .

نائب الفاعل قد يكون اسماً ظاهراً كما مثلنا , وقد يكون ضميراً , سواء كان الضميرمتصلاً أم منفصلاً , أمثلة :

  • دَعاني صديقي : دُعيتُ : تُ : ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع نائب فاعل .
  • ما سَألَ المعلم إلا أنا : ما سُئِل إلا أنا : أنا : ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع نائب فاعل . وهكذا في باقي الضمائر كما سبق في الفاعل .

ثالثها: المبتدأ

بَابُ المُبْتَدَأ وَالْخَبَر
عَنْ كَلِّ لَفْظٍ عَامِلٍ مُجَرَّدُ الْمُبْتُدَا اسْمٌ رَفْعُهُ مُؤَبَّدُ

المبتدأ اسم ظاهر أو مؤول , يكون دائماً مرفوعاً لأنه مبتدأ , أي مرفوع بالابتداء , وليس مرفوعاً لكونه اسم كان أو خبر إن أو غير ذلك , ذلك أنه ليس له علاقة بغيره , أمثلة :

  • المدرسةُ جميلةٌ : المدرسةُ : مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه الضمة , وهو اسم ظاهر .
  • محمدٌ رسول الله : محمدٌ : مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه الضمة , وهو اسم ظاهر
  • وأن تصوموا خير لكم : أنْ تصوموا : صومُكم : مبتدأ مرفوع وهو مصدر مؤول .
  • أنْ تسمعَ بالمعيديِّ خيرٌ من أن تراه : أن تسمعَ : سماعُكَ : مبتدأ مرفوع وهو مصدر مؤول .
  • أنْ تجادل بالحسنى خيرٌ لك : أن تجادل : مجادلتُك : مبتدأ مرفوع وهو مصدر مؤول .

رابعها:خبر المبتدأ

مُطَابِقاً فِي لَفْظِهِ لِلْمُبْتَدَا وَالْخَبَرُ اسْمٌ ذُو ارْتِفَاعٍ أُسْنِدَا
وَقَوْلِنَا الزَّيْدَانِ قائِمَانِ كَقَوْلِنَا زَيْدٌ عَظَيمُ الشَّانِ
وَمِنْهُ أَيْضاً قَائِمٌ أَخُونَا وَمِثْلُهُ الزَّيْدُونَ قائِمُونَا

يشترط في خبر المبتدأ أن يكون مطابقاً للمبتدأ في الإفراد والتثنية والجمع.

والخبر في الأعم يكون اسماً , أُسنِد إلى المبتدأ , فالخبر معتمد في رفعه على المبتدأ , وهذا معنى الإسناد , ولا بد فيه من المطابقة للمبتدأ كما ذكرنا .

أمثلة :

  • زيدٌ حسنٌ : زيدٌ : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة , وهو مفرد مذكر .

حسنٌ : خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة , وهو مفرد مذكر .

  • سلمى جميلةٌ : سلمى : مبتدأ مفرد مؤنث , وهو مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر .                                                     جميلةٌ : خبر مفرد مؤنث , وهو مرفوع وعلامة رفعة الضمة .
  • الرجلان قويان : الرجلان : مبتدأ مرفوع بالألف لأنه مثنى , وهو مذكر مثنى .

قويان : خبر مرفوع بالألف لأنه مثنى , وهو مذكر مثنى .

  • الشجرتان عظيمتان : الشجرتان : مبتدأ مرفوع بالألف لأنه مثنى،وهو مؤنث مثنى .                                                                           عظيمتان : خبر مرفوع بالألف لأنه مثنى , وهو مؤنث مثنى .
  • المسلمون صائمون : المسلمون : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم ،وهو جمع مذكر .                                                                    صائمون : خبر مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم , وهو جمع مذكر .
  • المسلماتُ صائماتٌ : المسلماتُ : مبتدأ مرفوع بالضمة لأنه جمع مؤنث سالم ،وهو جمع مؤنث .                                                                          صائماتٌ : خبر مرفوع بالضمة لأنه جمع مؤنث سالم , وهو جمع مؤنث .

فلاحظ في كل الأمثلة , فستجد المطابقة دائماً بين المبتدأ والخبر في الإفراد والتثنية والجمع والتذكير والتأنيث .

أَو مُضْمَرٌ كَأَنْتَ أَهْلٌ لِلقَضَا وَالْمُبْتَدَا اسْمٌ ظَاهِرٌ كَمَا مَضى
مِنَ الضَّمِيرِ بَلْ بِكُلِّ مَا انْفَصَلْ وَلاَ يَجُوزُ الاِبْتِدَا بِمَا اتَّصَلْ
أَنْتُنَّ أَنْتُمْ وَهْوَ وَهْيَ هُمْ هُمَا أَنَا وَنَحْنُ أَنْتَ أَنْتِ أَنْتُمَا
وَقَدْ مَضى مِنْهَا مِثَالٌ مُعْتَبَرْ وَهُنَّ أَيْضاً فَالجَمِيعُ اثْنَا عَشَرْ

المبتدأ إما أن يكون اسماً ظاهراً كما مضى , أو يكون ضميراً , ولا يكون من الضمير إلا المنفصل لأن الضمير المتصل لكونه يقع في آخر الكلمة التي يتصل بها , وحق المبتدأ التقدم , فلذلك لا يصلح أن يكون الضمير المتصل مبتدأ , والضمير المنفصل مثل :   أنا , هو , … الخ , أمثلة :

  • أنتَ رجلٌ مجتهد : أنتَ : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ .
  • هوَ الله أحد : هوَ : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ أول.
  • أنتمْ أهل الكرم : أنتمْ : ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .
  • هنَّ أمهاتٌ صالحات : هنَّ : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ .

 

فَالأَوَّلُ اللَّفْظُ الَّذِي فِي النَّظْمِ مَرْ وَمُفْرَداً وَغَيْرَهُ يَأْتِي الخَبَرْ
لاَ غَيْرُ وَهْيَ الظَّرْفُ وَالْمَجْرُورُ وَغَيْرُهُ فِي أَرْبَعٍ مَحْصُورُ
وَالْمُبْتَدَا مَعْ مَالَهُ مِنَ الخَبَرْ وَفَاعِلٌ مَعْ فِعْلِهِ الَّذِي صَدَرْ
وَابْنِي قَرَا وَذَا أَبُوهُ قَارِي كَأَنْتَ عِنْدِي وَالْفَتَى بِدَارِي

الخبر كما يكون اسماً مفرداً ,يمكن أن يكون أيضاً غير ذلك , فمن ذلك:

  • كونه ظرفاً .

أمثلة :

  • أنت عندي : عندي : شبه جملة من الظرف المضاف والمضاف إليه في محل رفع خبر .
  • العصفور فوق الشجرة : فوق الشجرة : شبه جملة ظرفية في محل رفع خبر .
  • الدابة أمام الحجرة : أمام الحجرة : شبه جملة ظرفية في محل رفع خبر.
  • كونه جاراً ومجروراً .

أمثلة :

  • الفتى بداري : بداري : شبه الجملة من الجار والمجرور في محل رفع خبر .
  • كتابتي بالقلم : بالقلم : شبه الجملة من الجار والمجرور في محل رفع خبر .
  • سفينةٌ في البحر كبيرة : في البحر : شبه الجملة من الجار والمجرور في محل رفع خبر .
  • كونه فعلاً مع فاعله , أمثلة :
    • ابني قرأ : قرأ : الجملة الفعلية من الفعل والفاعل ( قرأ هو ) في محل رفع خبر
    • المسلمون يصلون : يصلون : الجملة الفعلية من الفعل والفاعل ( يصلون ) في محل رفع خبر .
    • السفينة تنشأ صناعة : تنشأ : الجملة الفعلية من الفعل والفاعل ( تنشأ هي ) في محل رفع خبر .
  • كونه مبتدأ ثانياً مع خبره , أمثلة :
  • ذا أبوه قارئ : أبوه قارئ : جملة اسمية من المبتدأ الثاني وخبره, في محل رفع خبر المبتدأ الأول .
  • سميرٌ علمه منظم : علمه منظم : جملة اسمية من المبتدأ الثاني وخبره , في محل رفع خبر المبتدأ الأول .
  • الرسول سيرته عطرة : سيرته عطرة : جملة اسمية من المبتدأ الثاني وخبره , في محل رفع خبر المبتدأ الأول .
كَانَ وَأَخَوَاتُهَا
بِهَا انْصِبَنْ كَكَانَ زَيْدٌ ذَا بَصَرْ ارْفَعْ بِكَانَ المُبْتَدَا اسْماً وَالْخَبَرْ
وَهَكَذَا أَصْبَحَ صَارَ لَيْسَا كَذَاكَ أَضْحى ظَلَّ بَاتَ أَمْسى
أَرْبَعُهَا مِنْ بَعْدِ نَفْي ٍ تَتَّضِحْ فَتِىءَ وَانْفَكَّ وَزَالَ مَعْ بَرِحْ
وَهْيَ الَّتِي تَكُونُ مَصْدِرِيَّهْ كَذَاكَ دَامَ بَعْدَ مَا الظَّرْفِيَّهْ
مَنْ مَصْدَرٍ وَغَيْرِهِ بِهِ الْتَحَقْ وَكُلُّ مَا صَرَّفْتَهُ مِمَّا سَبَقْ
وَانْظُرْ لِكَوْنِي مُصْبِحاً مُوَافِيا كَكُنْ صَدِيقاً لاَ تَكُنْ مُجَافِيا

خامسها: اسم كان وأخواتها

شرع المصنف في بيان ما يسمى بالنواسخ , وهي كلمات معينة تدخل على المبتدأ والخبر, فتجعل الأول اسماً لها , والثاني خبراً لها .

وسميت بالنواسخ : لأنها تقلب المبتدأ وتنسخ إعرابه حتى يصير اسماً لها, وتقلب إعراب الخبر بحيث يصير ليس خبراً للمبتدأ ولكن يصير خبراً لها.

هذا ومن النواسخ ما يجعل المبتدأ مفعولاً به أول , والخبر مفعولاً به ثانٍ, وسيأتي .

الأمثلة :

  • خليلٌ مجتهدٌ : كان خليلٌ مجتهداً : خليلٌ : اسم كان مرفوع .                 مجتهداً : خبر كان منصوب .
  • الصيفُ حارٌ : يكون الصيفُ حاراً : الصيفُ : اسم يكون مرفوع.                 حاراً : خبر يكون منصوب .
  • البلحُ تمرٌ : صار البلحُ تمراً : البلحُ : اسم صار مرفوع .                               تمراً : خبر صار منصوب .

وهكذا : أضحى , ظل , بات , أمسى , ليس .

  • ومن أخوات كان ما يُسبق بما النافية , وهي:( فتئ , انفك , زال, برح ) لأنها إن خلت منها كانت أفعالاً , أمثلة :

الولدُ ضاحكٌ : ما انفك الولدُ ضاحكاً .

ما زال الولدُ ضاحكاً .

ما فتئ الولدُ ضاحكاً .

ما برح الولدُ ضاحكاً . وهكذا …

  • ومنها ما يعمل مع ما الظرفية المصدرية , وهي دام , لأنها بدونها تكون فعلاً .
  • البستانُ مثمرٌ : مادام البستانُ مثمراً .
  • الخريفُ ثقيلٌ : مادام الخريفُ ثقيلاً . وهكذا …

ومعنى ما أنها ظرفية مصدرية : أنها تحمل معنى ظرف الزمان , ويمكن أن يصاغ منها ومن دامَ مصدر وهو : دَوْم أو دوام , فيكون المعنى مدة دوام … الخ .

* فائدة : كان وأخواتها تعرب نفس الإعراب كيفما تصرفت .

أمثلة :

  • كان عمرُ سيداً .
  • كن ذا همةٍ عاليةٍ .
  • يكون الصيفُ جميلاً بوجودك . وهكذا …
إِنَّ وَأَخَوَاتُهَا
تَرْفَعُهُ كَإِنَّ زَيْداً ذُو نَظَرْ تَنْصِبُ إِنَّ المُبْتَدَا اسْماً وَالْخَبَرْ
وَهَكَذَا كَأَنَّ لَكِنَّ لَعَلْ وَمِثْلُ إِنَّ أَنَّ لَيْتَ فِي الْعَمَلْ

سادسها: خبرإنّ وأخواتها

ومن النواسخ التي تدخل على المبتدأ والخبر , فتجعل الأول اسماً لها والثاني خبراً لها : إنَّ وأخواتها , لكنها على عكس كان , حيث إنها تنصب الأول اسماً لها , وترفع الثاني خبراً لها أمثلة :

  • الولدُ جائعٌ : إنَّ الولدَ جائعٌ : الولدَ : اسم إن منصوب .                             جائعٌ : خبر إن مرفوع .
  • العصفورُ صقرٌ : ليت العصفورَ صقرٌ : العصفورَ : اسم ليت منصوب .

صقرٌ : خبر ليت مرفوع .

  • الثريا نجمٌ : كأن الثريا نجمٌ : الثريا : اسم كأن منصوب بفتحة مقدرة.

نجمٌ : خبر كأن مرفوع .

وَلَيْتَ مِنْ أَلْفَاظِ مَنْ تَمَنَّى وَأَكَّدُوا المَعْنَى بِإِنَّ أَنَّا
واسْتَعْمَلُوا لكِنَّ فِي اسْتِدْرَاكِي كَأّنَّ لِلتَّشْبِيهِ فِي المُحَاكِي
كَقَوْلِهِمْ لَعَلَّ مَحْبُوبِي وَصَلْ وَلِتَرَجٍٍّ وَتَوَقُّعٍ لَعَلْ

معاني هذه الحروف:

  • فإِنَّ وأنَّ للتأكيد .
  • وليت للتمني أي لرجاء حصول ما لا يحصل, أو يتعسر حصوله.
  • وكأنّ للتشبيه .
  • ولعل للترجي والتوقع وهو رجاء ما يمكن حصوله .
  • ولكنّ للاستدراك , وهو الرجوع من الخطأ أو الضلال إلى الصواب, أو بمعنى المفاضلة .
ظَنَّ وَأَخَوَاتُهَا
وَكُلِّ فِعْلٍ بَعْدَهَا عَلَى الأَثَرْ اِنْصِبْ بِظَنَّ المُبْتَدَا مَعَ الْخَبَرْ
رَأَيْتُهُ وَجَدْتُهُ عَلِمْتُهُ كَخِلْتُهُ حَسِبْتُهُ زَعَمْتُهُ
مِنْ هَذِهِ صَرَّفْتَهُ فَلْيُعْلَمَا جَعَلْتُهُ اتَّخَذْتُهُ وَكُلِّ مَا
وَاجْعَلْ لَنَا هَذَا المَكَانَ مَسْجِدَا كَقَوْ لِهِمْ ظَنَنْتُ زَيْداً مُنْجِدَا

ظنّ وأخواتها من نواسخ المبتدأ والخبر , لكنها على خلاف كان وإنّ , فإِنها تقلب المبتدأ إلى مفعول به أول والخبر إلى مفعول به ثانٍ , وهكذا.

واعلم بأن ظن وأخواتها تكون بمعنى اعتقاد القلب , وإلا فإِن كانت غير ذلك , فإِنها تأخذ حينها مفعولاً به واحداً ,مثل:رأى ،فإِن أردت القلبية التي هي بمعنى علمت أخذت مفعولين , وإِن أردت البصرية أي رؤية العين أخذت مفعولاً به واحداً .

أمثلة :

  • سميرٌ صلبٌ : ظننتُ سميراً صلباً : سميراً : مفعول به أول

( أصله مبتدأ ) .

صلباً : مفعول به ثانٍ (أصله خبر ) .

  • العلمُ زينٌ : رأيتُ العلمَ زيناً للفتى : العلمَ : مفعول به أول .

زيناً : مفعول به ثانٍ .

  • الأرضُ مسجدٌ : اجعل الأرضَ مسجداً : الأرضَ : مفعول به أول.
  • مسجداً : مفعول به ثانٍ .
بَابُ النَّعْتِ
يَعودُ لِلْمَنْعُوتِ أَوْ لِمُظْهَرِ النَّعْتُ إِمَّارَافِعٌ لِمُضْمَرِ
مَنْعُوتَهُ مِنْ عَشْرَةٍ لأَِرْبَعِ فَأَوَّلُ الْقِسْمَيْنِ مِنْهُ أَتْبِعِ
مِنْ رَفْعٍ اَوْخَفْضٍ أَوْ انْتِصَابِ فِي وَاحِدٍ مِنْ أَوْجُهِ الإِعْرَابِ
وَالضِّدِّ وَالتَّعْرِيفِ وَالتَّنْكِيرِ كَذَا مِنَ الإِفْرَادِ وَالتَّذْكِيرِ
وَجَاءَ مَعْهُ نِسْوَةٌ حَوَامِلُ كَقَوْلِنَا جَاءَ الْغُلاَمُ الفَاضِلُ

سابعها: التابع

النعت أو الصفة أحد التوابع الأربعة , والتابع سمي بذلك لأنه يأخذ حركة إعراب الكلمة قبله , أي يتبع غيره في الإعراب , وهذا هو النعت الحقيقي, وسيأتي بيان مفصل .

النعت يقسم إلى قسمين :

  • نعت حقيقي : وهو الذي ينعت اسماً سابقاً عليه , يتبعه في كل شئ من التذكير والإفراد وغير ذلك
  • النعت السببي : وهو ينعت اسماً يأتي بعده لكن يكون مع هذا الاسم ضمير يعود على النعت , ويكون النعت مرفوعاً.

أمثلة على النعت الحقيقي :

  • نجح الطالبُ المجتهدُ : المجتهدُ : نعت مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره
  • رأيت الطالبةَ المهذبةَََ: المهذبةََ : نعت منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره
  • إن المسلماتِ المحجباتِ قدوةٌ : المحجباتِ : نعت منصوب وعلامة نصبه الكسرة عوضاً عن الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم .
  • جاء المسلمون المحافظون : المحافظون : نعت مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم .
  • مررت برجالٍ أقوياءَ : أقوياءَ : نعت مجرور بالفتحة عوضاً عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف .

* فائدة : يتبع النعت المنعوت في عشرة وجوه وهي: التذكير , التأنيث, التعريف , التنكير , الإفراد , التثنية , الجمع, الرفع, النصب, الجر, ولا يجتمع منها في آن واحد سوى أربعة أوجه: واحد من أوجه الإعراب مع واحد من التثنية والجمع والإفراد وواحد من التذكير والتأنيث وواحد من التعريف والتنكير.

أمثلة على النعت السببي :

  • هذا رجلٌ مجتهدٌ أبوه : مجتهدٌ : نعت مرفوع .
  • أنت إنسانٌ محبوبٌ ولدُه : محبوبٌ : نعت مرفوع .
  • هذا رجلٌ مجتهدةٌ ابنتُه : مجتهدةٌ : نعت مرفوع .
وَإِنْ جَرَى المَنْعُوتُ غَيْرَ مُفْرَدِ وَثَانِيَ الْقِسْمَيْنِ مِنْهُ أَفْرِدِ
مُطَابِقاً لِلْمُظْهَرِ المَذْكَورِ واجْعَلْهُ فِي التَّأنِيثِ وَالتَّذْكِيرِ
مُنْطَلِقٌ زَوْجَاهُمَا الْعَبْدَانِ مَِثَالُهُ قَدْ جَاءَ حُرَّتَانِ
زَوْجَتُهُ عَنْ دَينِهَا المُحْتَاجِ لَهْ وَمِثْلُهُ أَتَى غُلاَمٌ سَائِلَهْ

يفصل المصنف بيان النعت السببي ليزداد وضوحاً , وأنه يطابق النعت المنعوت في الإعراب والتذكير والتأنيث, وذكر لذلك أمثلة وهي :

  • قد جاء حرًَّتان منطلقٌ زوجاهما : منطلقٌ : نعت مرفوع .
  • أتى غلامٌ سائلةٌ زوجتُه : سائلةٌ : نعت مرفوع .

* فائدة : لابد من ضمير يلحق المنعوت ويرجع على النعت كما مثلنا : أبوه , ولده , زوجاهما , زوجته , فالضمائر هنا : الهاء سواء معها ألف التثنية أم لا.

* فائدة أخرى : النعت السببي يصح كون منعوته مثنى.

مثل :

  • هذا رجلٌ مجتهد ابنُه – ابناه .
  • هذه فتاةٌ مجتهد ابنُها – ابناها .

وهذا معناه أن المطابقة لا تجب إلا في الإعراب والتذكير والتأنيث فقط .

بَابُ الْعَطْفِ
عَلَيْهِ فِي إِعْرَابِهِ المَعْرُوفِ وَأَتْبَعوا المَعْطُوفَ بِالْمَعْطوفِ
إِتْبَاعِ كُلٍّ مِثْلَهُ إِنْ يُعْطَفِ وَتَسْتَوِي الأَسْمَاءُ وَالأَفْعَالُ فِي
حَتَّى وَبَلْ وَلاَ وَلَكِنِ أَمَّا بِالْوَاوِ وَالْفَا أَوْ وَأَمْ وَثُمَّا
زَيْداً وَعَمْراً بِاللِّقَا وَالْمَطْعَمِ كَجَاءَ زَيْدٌ ثُمَّ عَمْرٌو وَاكْرِمِ
حَتَّى يَفُوتَ أَوْيَزُولَ المُنْكَرُ وَفِئَةٌ لَمْ يَأْكُلُوا أَويَحْضُرُوا

العطف قسمان :

  • عطف بيان : وهو اسم تابع لاسم قبله ليدل على ذاته , أي الاسم الذي هو المعطوف جاء يدل على ذات المعطوف عليه , وهذا من جنس البدل .
  • عطف نسق : وهو العطف بحرف العطف , سمي بذلك لأن المعطوف يأخذ حكم المعطوف عليه في بعض الأمور كالإعراب بسبب الحرف العاطف وهذا هو محل بحثنا .

أمثلة على النوع الأول :

  • اشتريت الكتابَ ديوانَ المتنبي : ديوانَ : عطف بيان .
  • مدح الشاعر الحاكمَ المنصورَ : المنصورَ : عطف بيان .

أمثلة عطف النسق :

  • جاء زيدٌ ثم عمرٌو: عمرٌو: معطوف مرفوع لأن المعطوف عليه ( زيدٌ ) مرفوع , وحرف العطف ( ثم ) .
  • خليلٌ يصلي ويقرأُ : يقرأُ : معطوف مرفوع لأن المعطوف عليه

( يصلي ) مرفوع , وحرف العطف ( الواو ) .

  • أكلت السمكة حتى رأسَها : رأسَها : معطوف منصوب لأن المعطوف عليه ( السمكة ) منصوب , والعاطف ( حتى ) .
بَابُ التَّوكِيدِ
فَيَتْبَعُ المُؤَكِّدُ المُؤَكَّدَا وَجَائِزٌ فِي الاِسْمِ أَنْ يُؤَكَّدَا
مُنَكَّرٍ فَمِنْ مُؤَكَّدٍ خَلاَ فِي أَوْجُهِ الإِعْرَابِ وَالتَّعْرِيفِ لاَ
نَفْسٌ وَعَيْنٌ ثُمَّ كُلٌّ أَجْمَعُ وَلَفْظُهُ المَشْهُورُ فِيهِ أَرْبَعُ
مِنْ أَكْتَعٍ وَأَبْتَعٍِ وَأَبْصَعَا وَغَيْرُهَا تَوَابِعٌ لأَِجْمَعَا
جَيْشَ الأَمِيرِ كُلَّهُ تَأَخَّرَا كَجَاءَ زَيْدٌ نَفْسُهُ وَقُلْ أَرَى
مَتْبُوعَةً بِنَحْوِ أَكْتَعِينَا وَطفْتُ حَوْلَ الْقَوْمِ أَجْمَعينَا
بِلَفْظِهَا كَقَوْلِكَ انْتَهَى انْتَهَى وَإِنْ تُؤَكِّدْ كِلْمَةً أَعَدْتَهَا

التوكيد نوعان :

  • لفظي : وذلك بتكرار اللفظة نفسها أو معناها , مثل :
    • أخبرتكم أن الدرس انتهى انتهى:انتهى الثانية: توكيد لفظي.
    • يوم الدين يوم الحساب يوم عظيم:يوم الحساب:توكيد لفظي.
  • معنوي : وهو المطلوب , ويكون بأحد الكلمات المذكورة في النظم كما سيأتي .

التوكيد المعنوي : هو المؤكد بأحد الكلمات التي أشهرها : نفس , عين , كل , جميع ,عامة , أجمع ,… الخ .

* فائدة : من توابع أجمع :أبتع , أبصع , أكتع , وهي بمعنى : أجمع.

أمثلة :

  • جاء الرجلُ نفسُهُ : نفسُهُ: توكيد مرفوع .
  • رأيتُ المسجدَ عينَه : عينَه : توكيد منصوب .
  • أُعجبتُ بالإسلامِ كلِه : كلِه : توكيد مجرور .
  • طفتُ حول القوم أجمعينا – أبتعينا , أكتعينا , أبصعينا : أجمعينا وأخواتها توكيد مجرور .
بَابُ الْبَدَلِ
وَالْحُكْمُ لِلثَّانِي وَعَنْ عَطْفٍ خَلاَ الاسْمُ أوْفِعْلٌ لِمِثْلِهِ تَلاَ
مُلَقِّباً لَهُ بِلَفْظِ الْبَدَلِ فَاجْعَلْهُ فِي إِعْرَابِهِ كَالأَوَّلِ

البدل : اسم تابع مقصود بالحكم , لأنه يزيد بيان ومعرفة معنى الكلام , وهو يتبع اسماً قبله يتبعه في الإعراب .

كَذَاكَ إِضْرَابٌ فبِالْخَمْسِ انْضَبَطْ كُلٌٌّ وَبَعْضٌ وَاشْتِمَالٌ وَغَلَطْ
عِنْدِي رَغِيفاً نِصْفَهُ وَقَدْ وَصَلْ كَجَاءَنِي زَيْدٌ أَخوكَ وأَكَلْ
وَقَدْ رَكِبْتُ الْيَوْمَ بَكْراً الْفَرَسْ إِلَيَّ زَيْدٌ عِلْمُهُ الَّذِي دَرَسْ
أَوْ قُلْتَهُ قَصْداً فَإِضْرَابٌ فَقَطْ إِنْ قُلْتَ بَكْراً دُونَ قَصْدٍ فَغَلَطْ
يَدْخُلْ جِنَاناً لَمْ يَنَلْ فِيهَا تَعَبْ وَالْفِعْلُ مِنْ فِعْلٍ كَمَنْ يُؤْمِنْ يُثَبْ

البدل أنواع :

  • بدل كل من كل.

أمثلة :

  • كان الخليفةُ عمرُ عادلاً : عمرُ : بدل كل من كل مرفوع .
  • اهدنا الصراط المستقيم صراطَ الذين أنعمت عليهم:صراطَ: بدل كل من كل منصوب .
  • كتبت على اللوحِ لوحِ المدرسة:لوحِ:بدل كل من كل مجرور.
  • بدل بعض من كل , أمثلة :
    • عالج الطبيب المريضَ رأسَه : رأسَه : بدل بعض من كل منصوب .
    • أكلت الرغيفَ نصفَه: نصفَه : بدل بعض من كل منصوب .
    • كتبت على الدفترِ ورقةٍ منه : ورقةٍ : بدل بعض من كل مجرور.
  • بدل اشتمال , أمثلة :
    • أعجبت بزيدٍ خلقِه : خلقِه : بدل اشتمال مجرور .
    • أحببت الريفَ استجماماً به : استجماماً : بدل اشتمال منصوب.
    • يؤرقني المرضُ تعبُه : تعبُه : بدل اشتمال مرفوع .
  • بدل غلط , أمثلة :
  • ركبت زيداً الفرسَ : الفرسَ : بدل غلط منصوب .
  • الكركُ عمانُ عاصمة الأردن : عمانُ : بدل غلط مرفوع .
  • قمت بالحجِ بالعمرةِ : بالعمرةِ : بدل غلط مجرور .
  • بدل الإضراب : هو نفس بدل الغلط , لكن يكون بدل الغلط بدون قصد في الخطأ , فأما إن كان بقصد فهو الإضراب , هذا هو الفرق, أمثلة :
    • سافرت إلى مكةَ المدينةِ : المدينةِ : بدل إضراب مجرور .
    • رفعت المفعولَ الفاعلَ : الفاعلَ : بدل إضراب منصوب .
  • وكما يجوز البدل في الأسماء , يجوز في الأفعال , ويسمى بدل الفعل , أمثلة :
    • من يؤمنْ يثبْ يدخلْ جناناً : يدخلْ : بدل الفعل مجزوم .
    • من جاءَ عملَ حسنة ضوعِفَت له : عملَ : بدل الفعل مبني على الفتح .

* فائدة : بدل الفعل قد يكون بدل كل من كل وغيره.

* فائدة : بدل الغلط والإضراب لهما قسم ثالث اسمه بدل النسيان , وهذه الثلاثة تسمى بدل المباينة , وكلها بمعنى ترك المبدل منه وإرادة المبدل.

ومثال بدل النسيان هو نفس مثال بدل الغلط والإضراب , لكن ينتج الانتقال من المبدل إلى البدل بسبب النسيان , أمثلة :

  • حضر زيدٌ سميرٌ : سميرٌ : بدل نسيان مرفوع .
  • نزل المطرُ صباحاً مساءً : مساءً : بدل نسيان منصوب .
بَابُ مَنْصُوبَاتِ الأَسْمَاءِ
مَنْصُوبَةٌ وَهَذِهِ عَشْرٌ تَلَتْ ثَلاَثَةٌ مِنْ سِائِرِ الأَسْمَا خَلَتْ
أَوَّلُهَا فِي الذِّكْرِ مَفْعُولٌ بِهِ وَكُلُّهَا تَأْتِي عَلَى تَرْتِيبِهِ
عَلَيْهِ فِعْلٌ كَاحْذَرُوا أَهْلَ الطَّمَعْ وَذَلِكَ اسْمٌ جَاءَ مَنْصُوباً وَقَعْ
وَقَدْ مَضى التَّمْثِيلُ لِلَّذِي ظَهَرْ فِي ظَاهِرٍ وَمَضْمَرٍ قَدِ انْحَصَرْ
كَجَاءَنِي وَجَاءَنَا وَمُنْفَصِلْ وَغَيْرُهُ قِسْمَانِ أَيْضاً مُتَّصِلْ
حَيَّيْتَ أَكْرِمْ بِالَّذِي حَيَّانَا مِثَالُهُ إِيَّاي أَوْ إِيَّانَا
وَبِاللَّذَيْنِ قَبْلَ كُلٍّ مَتَّصِلْ وَقِسْ بِذَيْنِ كُلَّ مُضْمَرٍ فُصِلْ
مَاجَاءَ مِنْ أَنْوَاعِهِ فِي اثنَيْ عَشَرْ فَكُلُّ قِسْمٍ مِنْهُمَا قَدِ انْحَصَرْ

يقول الناظم رحمه الله تعالى :

سبق ذكر ثلاثة من منصوبات الأسماء , فلا حاجة لذكرها مرة ثانية , وهي :

  • خبر كان , مثل :
  • كان العلمُ مفيداً : مفيداً : خبر كان منصوب .
  • اسم إن , مثل :
  • إن الشمسَ ساطعةٌ : الشمسَ : اسم إن منصوب .
  • مفعولا ظن :
  • ظننت السحابَ ممطراً : السحابَ : مفعول به أول منصوب .               ممطراً : مفعول به ثانٍ منصوب .

ثم بدأ ببيان المنصوبات الأخرى , وهي عشرة أنواع ,أولها المفعول به.

والمفعول به: اسم وقع عليه فعل الفاعل , وهو ينقسم إلى قسمين :

  • الاسم الظاهر .
  • الضمير , وهو قسمان :
  • متصل .
  • منفصل .

أمثلة الكل :

  • الاسم الظاهر:
    • رأيت الشمسَ ساطعةً : الشمسَ : مفعول به منصوب .
    • يكور الليلَ على النهارِ : الليلَ : مفعول به منصوب .
    • احذروا أهلَ الطمع : أهلَ : مفعول به منصوب .
  • الضمير المتصل:
  • جاءني ضيفٌ : الياء : ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به .
  • أخبَرَنا عليٌ الخبر : نا : ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به .
  • أكرمتكَ بالضيافة :كَ: ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به .

الضمائر المتصلة التي تقع مفعولاً به هي : الياء , النا , الكاف للمخاطب, الكاف للمخاطبة , كُما للمثنى , كُم للمذكر الجمع , كُنَّ للمؤنث الجمع , الهاء للمذكر , الهاء للمؤنث , هُما للمثنى , هُم للمذكر الجمع , هُنَّ للمؤنث الجمع : وعددها اثنا عشر ضميراً تقول : أكرمني , أكرمنا , أكرمكَ , أكرمكِ , أكرمكما , أكرمكم , أكرمكن , أكرمه , أكرمها , أكرمهما , أكرمهم , أكرمهن .

* فائدة : حقيقة الضمير المتصل اثنان هما : الكاف على تصاريفها , والهاء على تصاريفها.

  • الضمير المنفصل , وهو اثنا عشر كذلك : إياي , إياكَ , إياكِ , إياكما , إياكم ,   إياكن , إيانا , إياه , إياها , إياهما , إياهم , إياهن. فكلها تقع مفعولاً به , أمثلة :
    • إيانا أكرم الرجل : إيانا : ضمير منفصل مبني في محل نصب مفعول به مقدم .
    • ما استقبل إلا إياهن: إياهن: ضمير منفصل مبني في محل نصب مفعول به.

وهكذا وقد مضى قريباً الحديث عنها .

بَابُ المَصْدَرِ
فَقُلْ يقومُ ثُم قُلْ قِيَامَا وَإِنْ تُرِدْ تَصْرِيفَ نَحْوِ قامَا
وَنَصْبُهُ بِفِعْلِهِ مُقَدَّرُ فَمَا يَجِيءُ ثَالِثاً فَالْمَصْدَرُ
فِي اللَّفْظِ وَالْمَعْنَى فَلَفْظِيًّا يُرَى فَإِنْ يُوَافِقْ فِعْلَهُ الَّذِي جَرَى
بِغَيْرِ لَفْظِ الْفِعْلِ فَهْوَ مَعْنَوِي أَوْ وَافَقَ المعْنَى فَقَطْ وَقَدْ رُوِي
وَقُمْ وُقُوفاً مِنْ قَبِيلِ مَا يَلِي فَقُمْ قِيَاماً مِنْ قَبِيلِ الأَوَّلِ

ثانيها:

المصدر أو المفعول المطلق : وهواسم يقع تصريفا ثالثاً للفعل , وهو منصوب بفعل مقدر قبله ,وهو على نوعين :

  • المصدر اللفظي : وهو ما كان من نفس لفظ الفعل , مثل : قام – قياماً , جلس – جلوساً , صلى – صلاةً … وهكذا .
  • المصدر المعنوي : وهو ما كان بغير لفظ الفعل , لكن بنفس المعنى, مثل : قام – وقوفاً , جلس – قعوداً , ركض – جرياً … وهكذا .

أمثلة إعرابية :

  • قام زيدٌ قياماً : قياماً : مصدر ( مفعول مطلق ) منصوب وعلامة نصبه الفتحة .
  • قرأ خليلٌ قرآناً : قرآناً : مصدر ( مفعول مطلق ) منصوب وعلامة نصبه الفتحة .
  • قعدت ليلى جلوساً : جلوساً : مصدر ( مفعول مطلق ) منصوب وعلامة نصبه الفتحة .
بَاب الظَرْفِ
كُلٌّ عَلَى تَقْدِيرِ فِي عِنْدَ العَرَبْ هُوَ اسْمُ وَقْتٍ أََوْ مَكَانٍ انْتَصَبْ
وَمُطْلَقاً فِي غَيْرِهِ فَلْيُعْلَمَا إِذَا أَتَى ظَرْفُ المَكَانِ مُبْهَمَا
كَسِرْتُ مِيلاً واعْتَكَفْتُ أَشْهُرَا وَالنَّصْبُ بِالْفِعْلِ الَّذِي بِهِ جَرَى
أَوْمُدَّةً أَوْ جُمْعَةً أَوْحِينَا أَوْ لَيْلَةً أوْ يَوْماً اَوْ سِنِينَا
أَو غُدْوَةً أَو بُكْرَةً إِلى السَّفَرْ أَوْ قُمْ صَبَاحاً أَوْ مَسَاءً أَوْسَحَرْ
أَو صُمْ غَدَاً أَو سَرْمَدَاً أَو الأَبَدْ أَوْ لَيْلَةَ الإِْثْنَيْنِ أَوْ يَوْمَ الأَحَدْ
أَو خَلْفَهُ وَرَاءَهُ قُدَّامَهْ واسْمُ المَكَانِ نَحْوُ سِرْ أَمَامَهْ
أَوْ فَوْقَهُ أَو تَحْتَهُ إِزَاءَهُ يَمِينَهُ شِمَالَهُ تَلْقَاءَهُ
أَو دُونَهُ أَو قَبْلَهُ أَو بَعْدَهُ أَوْ مَعْهُ أَوْ حِذَاءَهُ أَوْ عِنْدَهُ
وَهَهُنَا قِفْ مَوْقِفاً سَعِيدا هُنَاكَ ثَمَّّ فَرْسَخاً بَرِيدا

ثالثها:

ومن المنصوبات الظروف , سواء كانت مكانية أم زمانية , والظرف المكاني لا يكون إلا مبهماً أي غير معين , أما الزماني فمنه المبهم : كالوقت والحين وغيره , وضابطه أنه ما لا يدل على زمن معين, والثاني المعين وضابطه ما دلَّ على زمن معين كاليوم والسنة وغيرها .

فظرف الزمان المبهم : هو ما لا يصلح جواباً لمتى ولا لِكَم .

وظرف الزمان المعين : هو كل ما يصلح جواباً لذلك .

والظرف بقسميه منصوب على حذف ( في ) , فمثلاً :

  • سرتُ شهراً : أي في شهر .
  • وقفتُ خلفك : أي في موضعٍ خلفك . وهكذا .

أمثلة :

  • وقفتُ أمامَ المسجد : أمامَ : ظرف مكان منصوب وعلامة نصبه الفتحة .
  • العصفور فوقَ الشجرة : فوقَ : ظرف مكان منصوب وعلامة نصبه الفتحة .
  • سرت حيناً من الدهر : حيناً : ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة .
  • وإذا رأيت ثَمَّ : ثَمَّ : ظرف زمان بمعنى هناك منصوب وعلامة نصبه الفتحة .
بَابُ الحَالِ
مُفَسِّراً لِمُبْهَمِ الْهَيْآتِ الحَالُ وَصْفٌ ذو انْتِصَابٍ آتِي
وَغَالِباً يُؤْتَى بِهِ مُؤَخَّرا وَإِنَّمَا يُؤْتَى بِهِ مُنَكَّرَا
وَقَدْ ضَرَبْتُ عَبْدَهُ مَكْتوفا كَجَاءَ زَيْدٌ رَاكِباً مَلْفُوفا
وَقَدْ يَجِيءُ جَامِداً مُؤَوَّلا وَقَدْ يَجِيءُ فِي الْكَلاَمِ أَوّلاَ
مُعَرَّفٌ وَقَدْ يَجي مُنَكَّرَا وَصَاحِبُ الحَالِ الَّذِي تَقَرَّرا

رابعها:

الحال :وهواسم منصوب يأتي لبيان الهيئة , سواء كانت محسوسة , أم معنوية, فالمحسوسة مثل :

  • جاء زيد راكباً : راكباً : حال محسوس لأنه مرئي .

والمعنوية مثل :

  • تكلم زيدٌ صادقاً : صادقاً : حال معنوي .

والحال تكون نكرة ليظهر اختلافها عن النعت , وإن كان كلٌ منهما للوصف , لكن النعت يكون معرفة , مثل :

  • جاء زيدٌ راكباً : راكباً : حال وهي نكرة .
  • رأيت المدرسة الجميلة : الجميلة : نعت وهي معرفة .

والأكثر في الحال أن يأتي مؤخراً , مثل :

  • جاء زيدٌ مسرعاً: مسرعاً: حال وهي متأخرة عن صاحبها .
  • رأيت خالداً ضاحكاً : ضاحكاً : حال وهي متأخرة عن صاحبها .

وقد تتقدم الحال إذا كانت من ألفاظ الصدارة مثلاً , مثل كيف.

  • كيف جاء زيد ؟ : كيف : حال متقدمة على صاحبها لأن لها الصدارة في الكلام .

وكذلك الحال قد يأتي جامداً لكنه مُتَأول , مثل :

  • فانفروا ثباتٍ : ثباتٍ : حال جامدة , أي :حال كونكم متفرقين .

إذن : فالحال يأتي نكرة مشتقاً ومتأخراً غالباً .

وأما صاحب الحال فلا يكون إلا معرفة , قد ينكر أحياناً , مثل :

  • جاء عمرُ راكباً : عمرُ : صاحب الحال وهو معرفة .
  • رأيت خليلاً ماشياً : خليلاً : صاحب الحال وهو معرفة .

وأما مجيء صاحب الحال نكرة , فمثل :

  • لميةَ َ موحشاً طللُ : طللُ : صاحب الحال وهي هنا نكرة .
  • وصلى خلفه رجالٌ قياماً : رجالٌ : صاحب الحال وهي هنا نكرة .
  • ولما جاءَهم كتابٌ من عند الله مصدقاً : كتابٌ : صاحب الحال وهي هنا نكرة .

* فائدة : الحال يمكن معرفته إذا صحَّ أن يكون جواباً لـ ( كيف ) .

بَابُ التَّمْيِيزِ
لِنِسْبَةٍ أَوْ ذَاتِ جِنْسٍ قَدَّرَا تَعْرِيفُهُ اسْمٌ ذُو انْتِصَابٍ فَسَّرَا
قَدْراً وَلَكِنْ أَنْتَ أَعْلَى مَنْزِلاَ كَانْصَبَّ زَيْدٌ عَرَقاً وَقَدْ عَلاَ
أَو اشْتَرَيْتُ أَلْفَ رِطْلٍ سَاجَا وَكَاشْتَرَيْتُ أَرْبَعاً نِعَاجَا
أَوْ قَدْرَ بَاعٍ أَوْ ذَرَاعٍ خَزًّا أَوْ بِعْتُهُ مَكِيلَةً أَرُزًّا
وَأَنْ يَكونَ مُطْلَقاً مُؤَخَّرَا وَوَاجِبُ التَّمْيِيزِ أَنْ يُنْكَّرَا

خامسها:

التمييز : اسم نكرة يوضح ما أبهم من الأسماء أو الجمل .

تمييز الأسماء وهو أنواع منها :

  • تمييز العدد , أمثلة :
    • رأيت أحد عشر كوكباً : كوكباً : تمييز منصوب .
    • وواعدنا موسى ثلاثين ليلةًً : ليلةًً : تمييز منصوب .
  • تمييز المقدار:

كونه مساحة , أمثلة :

  • اشتريت ذراعاً أرضاً : أرضاً : تمييز منصوب .
  • قطعت خمسين متراً صحراءَ : صحراءَ تمييز منصوب .

كونه كيلاً أو وزناً , أمثلة :

  • اشتريت إِردباً قمحاً : قمحاً : تمييز منصوب .
  • بعت كيلوين زيتاً : زيتاً : تمييز منصوب .
  • ما يشبه المقدار , أمثلة :
    • اشتريت ملء الإناء عسلاً : عسلاً : تمييز منصوب .
    • فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره : خيراً : تمييز منصوب .
    • ولو جئنا بمثله مدداً : مدداً : تمييز منصوب .

تمييز الجمل

  • كونه من باب نسبة الفعل للفاعل .

مثل :

  • اشتعل الرأس شيباً : شيباً : تمييز منصوب .                             ومعنى نسبة الفعل للفاعل أي أن أصل الجملة : اشتغل شيبُ الرأس , فأصل التمييز: فاعل .
  • ازداد زيدٌ علماً : علماً : تمييز منصوب .                                 أصله : ازداد علمُ زيد : فأصل التمييز : فاعل .
  • طابت المدينة هواءً : هواءً : تمييز منصوب .                            أصلها : طاب هواء المدينة.
  • ومنها انصب زيد ٌ عرقاً : أي عرق زيد .
  • كونه من باب نسبة الفعل إلى المفعول , أمثلة :
  • وفجرنا الأرض عيوناً : عيوناً : تمييز منصوب .                       أصله : وفجرنا عيون الأرض , فهو مفعول به .
  • قطفنا الشجر ثمراً : ثمراً : تمييز منصوب .                               أصله : قطفنا ثمر الشجر , فأصله مفعول به .

هذا وشرط التمييز أن يكون نكرة ومؤخراً عن صاحبه .

فائدة : التمييز يصلح لمعرفته السؤال عنه بـ ( ماذا ) .

بَابُ الاِسْتِثْنَاءِ
مِنْ حُكْمِهِ وَكَانَ فِي اللَّفْظِ انْدَرَجْ     أَخْرِجْ بِهِ مِنَ الْكَلاَمِ مَا خَرَجْ

الاستثناء : هو إخراج من الحكم لبعض أفراد المحكوم عليه , والمستثنى يعتبر من باب المفعول به لأن ( إلا ) بمعنى :أستثني , مثل :

  • جاء القوم إلا زيداً : زيداً : مستثنى منصوب , وقد أخرج من حكم ما قبله وهو المجيء .
إِلاَّ وَغَيْراً وَسِوَى سُوىً سَوَا وَلَفْظُ الاِِسْتِثْنَا الَّذِي قَدْ احْتَوى
مَا أَخْرَجَتْ مِنْ ذِي تَمَامٍ مُوجَبِ خَلاَ عَدَا حَاشَا فَمَعْ إِلاَّ انْصِبِ
وَقَدْ رأَيْتُ الْقَوْمَ إِلاَّ خَالِدَا كقَامَ كُلُّ الْقَوْمِ إِلاَّ وَاحِدَا

أدوات الاستثناء على أربعة أقسام :

  • ما لا يكون إلا حرفاً وهي ( إلا ) .
  • ما لا يكون إلا اسماً وهما ( غير , سوى ) .
  • ما يكون فعلاً وهو ( ليس ) .
  • ما هو متردد بين الفعلية والحرفية مثل ( خلا , عدا , حاشا ) .

والمستثنى منصوب مع إلا إذا كانت موجبة أي مثبتة ,وذكر المستثنى منه في الجملة , مثل :

  • جاء القوم إلا زيداً : زيداً : مستثنى منصوب .
  • صلى زيدٌ الصلوات إلا الظهرَ : الظهرَ : مستثنى منصوب .

وكلا الجملتين ذكر فيها المستثنى منه , وهما مثبتان غير منفيين .

فَأَبْدِلَنْ وَالنَّصْبُ فِيهِ ضُعِّفَا وَإِنْ يَكُنْ مِنْ ذِي تَمَامٍ انْتَفَى
وَمَا سِوَاهُ حُكْمُهُ بِعَكْسِهِ هَذَا إِذَا اسْتَثْنَيْتَهُ مِنْ جِنْسِهِ
وَالنَّصْبُ فِي إِلاَّ بَعِيراً أَكْثَرُ كَلَنْ يَقُومَ القَوْمُ إِلاَّ جَعْفَرُ

أما إذا جاء الاستثناء وسبق بالنفي , مع ذكر المستثنى منه في الجملة , ففيه وجهان :

  • الأول : النصب على الاستثناء وهو ضعيف .
  • الثاني : البدل وهو الصحيح .

هذا إذا كان الاستثناء متصلاً , أي أن يكون المستثنى من جنس المستثنى منه .

مثال :

  • لن يقوم القوم إلا جعفرٌ : جعفرٌ : بدل مرفوع من القوم . هذا الصحيح .
  • لن يقوم القوم إلا جعفراً : جعفراً : مستثنى منصوب , لكن هذا الوجه ضعيف .
  • ما رأيت الرجال إلا محمداً : محمداً : بدل منصوب من الرجال , هذا صحيح .
  • ما رأيت الرجال إلا محمداً : محمداً : مستثنى منصوب وهو ضعيف.

وأما إذا كانت الجملة من الاستثناء المنقطع , وكان المستثنى من غير جنس المستثنى منه , ففيه وجهان أيضاً لكن الأرجح النصب على الاستثناء , وليس البدلية .

مثل :

  • جاء القوم إلا حماراً : حماراً : مستثنى منصوب .
  • جاء القوم إلا حمارٌ : حمارٌ : بدل من القوم مرفوع .
  • ما جاء القوم إلا حماراً ( حمارٌ ) : حماراً ( حمارٌ ) : فعلى النصب وهو الأرجح يكون مستثنى , وعلى الرفع وهو ضعيف يكون بدلاً .
قَدْ أُلْغِيَتْ وَالْعَامِلُ اسْتَقَلاَّ          وَإِنْ يَكُنْ مِنْ ناقِصٍ فَإِلاَّ
وَلاَ أَرَى إِلاَّ أَخَاكَ مٌقْبِلاَ            كَلَمْ يَقُمْ إِلاَّ أَبوكَ أَوَّلاَ

المستثنى منه إما أن يوجد كما مضى , وإما أن يحذف , أي:تفرغ منه الجملة فلا يذكر فيها , وهذا يكون عادة في الجملة المنفية , ففي مثل هذا الحال , يعرب حسب موقعه من الجملة, مثل :

  • لم يقم إلا أبوك : أبوك : فاعل مرفوع بالواو .
  • لا أرى إلا أخاك : أخاك : مفعول به منصوب بالألف .
  • ما مررت إلا بزيدٍ : بزيدٍ : اسم مجرور بحرف الجر .

ففي هذه الحالة يلغى عمل إلا وكأنها غير موجودة .

   يَجُوزُ بَعْدَ السَّبْعَةِ الْبَوَاقِي   وَخَفْضُ مُسْتَثْنىً عَلَى الإِطْلاَقِ
   بِمَا خَلاَ ومَا عَدَا وَمَا حَشَا     وَالنَّصْبُ أّيْضاً جَائِزٌ لِمَنْ يَشَا

أدوات الاستثناء غير ” إلا ” , أمثلة :

  • حضر الطلاب غيرَ زيدٍ : غيرَ : مستثنى منصوب وهو مضاف وزيدٍ مضاف إليه .
  • حضر الطلاب سوى زيدٍ: سوى: مستثنى منصوب وهو مضاف وزيدٍ مضاف إليه.

وهذا في الجملة المثبتة , فأما إن كانت منفية فعلى التفصيل السابق , مثل :

  • ما حضر الطلاب غيرُ َ زيد : غيرُ َ : بالرفع على البدلية , وبالنصب على الاستثناء
  • ما حضر غيرُ زيد : غيرُ: فاعل مرفوع لعدم وجود المستثنى منه .

أما الثلاثة الباقية ( خلا , عدا , حاشا ) , فهي إما أن تكون أفعالاً , فينصب ما بعدها على أنه مفعول به , وإما أن تكون حروفاً فيجر ما

بعدها, أمثلة :

  • حضر الطلاب ما عدا زيداً : زيداً : مفعول به منصوب .
  • حضر الطلاب عدا زيداً أو زيدٍ : زيداً مفعول به منصوب .                           زيدٍ : اسم مجرور بعدا .

إذن ( فعدا , خلا , حاشا ) مع ” ما ” المصدرية لا تكون إلا أفعالاً , وأما مع عدم ” ما ” المصدرية , ففيها إعرابان , أنها أفعال , أو حروف. أمثلة :

  • ما قام القوم: ما حاشا بكراً : بكراً : مفعول به .

حاشا بكراً : بكراً :مفعول به .                                     حاشا بكرٍ : بكرٍ : اسم مجرور بحاشا .

  • زارنا أهل الحي:                                                                                ما خلا خليلاً : خليلاً : مفعول به .                                                           خلا خليلاً : خليلاً : مفعول به .                                                                خلا خليلٍ : خليلٍ : اسم مجرور بخلا .

وأما ” ليس ” وإن لم يذكرها المصنف ومثلها ” ما يكون ” فهذه ترجع إلى النواسخ وقد مضت قبل .

 

بَابُ لاَ الْعَامِلَةِ عَمَلَ إِنَّ
   فَانْصِبْ بِهَا مُنَكَّراً بِهَا اتَّصَلْ        وَحُكْمُ لاَ كَحُكْمِ إِنَّ فِي الْعَمَلْ

” لا ” تعمل عمل إنَّ , فتنصب الاسم , وترفع الخبر , ويكون اسمها نكرة, مثل :

  • لا غلامَ حاضرٌ : غلامَ :اسم لا مبني على الفتح لأنه مفرد أي ليس مضافاً ولا شبيهاً بالمضاف . حاضرٌ : خبر لا مرفوع .
  • لا إلهَ إلا اللهُ : إلهَ : اسم لا مبني على الفتح لأنه مفرد أي ليس مضافاً ولا شبيهاً بالمضاف . وخبرها محذوف تقديره ” حقٌ ” .
  • لا بائعَ صحفٍ موجودٌ: بائعَ: اسم لا منصوب وعلامة نصبه الفتحة لأنه مضاف.
  • لا كريماً خلقُهُ مكروهٌ: كريماً: اسم لا منصوب بالفتحة, وهو شبيه بالمضاف.

وهذه التي تعرف بلا النافية للجنس .

بَابُ النِّدَاءِ
    وَمُفْرَدٌ منَكَّرٌ قَصْداً يُؤَمّ     خَمْسٌ تنَادَى وَهْيَ مَفْرَدٌ عَلَمْ
    كَذَا المُضَافُ وَالَّذِي ضَاهَاهُ              وَمُفْرَدٌ مُنَكَّرٌ سِوَاهُ
    عَلَى الَّذِي فِي رَفْعِ كُلّ ٍقَدْ عُلِمْ        فَالأَوَّلاَنِ فِيهِمَا الْبِنَا لَزِمْ
    وَالنَّصْبُ فِي الثَّلاَثَةِ الْبَوَاقِي     مِنْ غِيرِ تَنْوِينٍ عَلَى الإِطْلاَقِ
    يَا غَافِلاً عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ أَفِقْ     كَيَا عَلِيُّ يَا غلاَمِي بِي انْطَلِقْ
    وَيَا لَطِيفاً بِالْعبَادِ الْطُفْ بِنَا     يَا كَاشِفَ الْبَلْوَى وَيَا أَهْلَ الثَّنَا

النداء هو طلب الإقبال بالياء أو إحدى أخواتها , والمنادى ينقسم إلى مبني ومعرب.

* فالمبني :

  • العلم المفرد : وليس المقصود المفرد المعروف , لكن أي: غير المضاف ولا الشبيه بالمضاف , فيشمل : المفرد والمثنى والجمع. أمثلة :
    • يا عليُّ أقبل : عليُّ : منادى مبني على الضم لأنه علم مفرد, وهو في محل نصب .
    • يا فاطمةُ صلي : فاطمةُ : منادى مبني على الضم لأنه علم مفرد , وهو في محل نصب .
    • يا ( عليان – عليون ) أقبلا – أقبلوا :عليان–عليون:منادى مبنى على الألف والواو , في محل نصب .
  • النكرة المقصودة , أمثلة :
  • يا رجلُ أقبل : رجلُ : منادى مبني على الضم لأنه نكرة مقصودة , في محل نصب .
  • يا مجدّون أبشروا : مجدّون : منادى مبني في محل نصب .

* والمعرب :

  • النكرة غير المقصودة , أمثلة :
    • يا رجلاً خذ بيدي : رجلاً : منادى منصوب , وهو نكرة غير مقصودة .
    • يا معلماً فهمني : معلماً : منادى منصوب , وهو نكرة غير مقصودة .
  • المضاف , أمثلة :
  • يا معلمَ إبراهيم علمني : معلمَ : منادى منصوب , وهو مضاف .
  • يا مفهمَ سليمان فهمني : مفهمَ : منادى منصوب , وهو مضاف.
  • الشبيه بالمضاف , أمثلة :
  • يا كريماً خلقه أبشر : كريماً : منادى منصوب , وهو شبيه بالمضاف .
  • يا طالعاً جبلاً تمهل : طالعاً : منادى منصوب , وهو شبيه بالمضاف .

* فائدة : النكرة المقصودة:هي أن تقصد شخصا بعينه لكن بلفظ منكّر.

والنكرة غير المقصودة:هي أن لا تقصد أحداً بعينه وبلفظ منكّر.

بَابُ المَفْعُولِ لأَِجْلِهِ
لِعِلَّةِ الْفِعْلِ الَّذِي قَدْ كَانَا وِالمَصدَرَ انْصِبْ إِنْ أَتَى بَيَانَا
فيما لَهُ مِنْ وَقْتِهِ وَفَاعِلِهْ وَشَرْطُهُ اتِّحَادُهُ مَعْ عَامِلِهْ
وَاقْصِدْ عَلِيَّاً ابْتِغَاءَ بِرِّهِ كَقُمْ لِزَيْدٍ اتِّقَاءَ شَرِّهِ

المفعول لأجله : مصدر يأتي لبيان سبب الحدث العامل فيه , وله شرطان:

  • اتحاده ومشاركته للعامل في الزمان , أي يحدث الفعل ومقابله في نفس الزمن .
  • اتحاده ومشاركته للعامل في الفاعل , أي يكون الفاعل للفعل ومقابله واحداً.

مثل :

  • قمت إجلالاً لك : إجلالاً : مصدرمفعول لأجله ,وهو يبين سبب وعلة الحدث, وهو القيام , والإجلال والقيام حدثا في نفس الوقت والزمان , والقيام والإجلال من فاعل واحد كذلك , فانطبقت الشروط .
  • سميرٌ مجتهدٌ طلباً للتفوق : طلباً : مفعول لأجله منصوب .
  • ياسرٌعابدٌ ابتغاءَ مرضاة الله : ابتغاءَ : مفعول لأجله منصوب.
بَابُ المَفْعُولِ مَعَهُ
مَنْ كَانَ مَعْهُ فِعْلُ غَيْرِهِ جَرَى تَعْرِيفُهُ اسْمٌ بَعْدَ وَاوٍ فَسَّرَا
أَوْ شِبْهِ فِعْلٍ كَاسْتَوَى المَا وَالخَشَبْ فَانْصِبْهُ بِالْفِعْلِ الَّذِي بِهِ اصْطَحَبْ
وَنَحْوُ سِرْتُ وَالأَمِيرَ لِلْقُرَى وَكَالأَمِيرُ قَادِمٌ وَالْعَسْكَرَا

المفعول معه : اسم منصوب تكون قبله واو تدل على المصاحبة , وتكون بمعنى مع .

وينصب مع الفعل وشبهه , وشبيه الفعل مثل : اسم الفاعل .

أمثلة :

  • استوى الماءُ والخشبَ : الخشبَ : مفعول معه منصوب , والناصب : استوى وهو فعل .
  • سرت والشاطئَ : الشاطئَ : مفعول معه منصوب , والناصب : سرت وهو فعل .
  • الأمير قادم والعسكرَ : العسكرَ : مفعول معه منصوب , والناصب : قادم وهو شبه فعل اسم فاعل .
  • زيد مكرَّمٌ وخليلاً : خليلاً : مفعول معه منصوب , والناصب : مكرم وهو شبه فعل اسم مفعول .
  • خوفك والإخلاصََ مفيد : الإخلاصَ : مفعول معه منصوب , والناصب : خوفك وهو شبه جملة مصدر . … الخ

* فائدة : الواو في كل الأمثلة تسمى واو المعية .

بَابُ مَخْفوضَاتِ الأَسْمَاءِ
الحَرْفُ وَالمُضَافُ وَالإِتْبَاعُ خَافِضُهَا ثَلاَثَةٌ أَنْوَاعُ
بَاءٌ وَكَافٌ فِي وَلاَمٌ عَنْ عَلَى أَمَّا الحُرُوفُ هَهُنَا فَمِنْ إِلَى
مُذْ مُنْذُ رُبَّ وَاوُ رُبَّ المُنْحَذِفْ كَذَاكَ وَاوٌ بَا وَتَاءٌ فِي الحَلِفْ
وَجِئْتُ لِلْمَحْبُوبِ بِاشْتِيَاقِ كَسِرْتُ مَنْ مِصْرَ إِلَى الْعِرَاقِ

الجر إما يكون بحرف جر بالحروف الجارة , مثل : من , إلى ,والباء , والتاء ,والواو في القسم … وهكذا .

وإما أن، يكون بالإضافة , وسيأتي بعد .

وإما أن يكون بالتبعية أو بما يعرف بالمجاورة , مثل :

  • ما محمد قائماً ولا قاعدِ : قاعدِ : اسم مجرور بتقدير حرف الباء , أي ولا بقاعد ِ .
  • هذا جحرُ ضبٍ خربٍ : خربٍ : عند من قرأها بالجر , مجرورة بالمجاورة , أي لأنها وقعت بجوار مجرور فأخذت حركته .                                       لكن أكثر الناس على رفعه وهو الصحيح .

أمثلة على بعض حروف الجر :

  • مشيت من عمان َ إلى القدسِ : عمانَ – القدسِ : اسمان مجروران بحرف الجر .
  • باللهِ أو بك يارب لأطيعنك : اللهِ – ك : مجروران بحرف الجر .
  • واللهِ وذاتِ الله إِِني أحبك : اللهِ – ذاتِ : مجروران بحرف الجر .
  • تاللهِ لأصومنَّ : اللهِ : اسم مجرور بحرف الجر.

* فائدة : حروف القسم الثلاثة : الباء , التاء , الواو :

الباء : تدخل على الاسم الظاهر وعلى الضمير ( بالله – بك ) .

التاء : لا تدخل إلا على الاسم الظاهر الذي هو لفظ الجلالة ( تالله ) .

الواو : لا تدخل على الضمير, لكن على الأسماء الظاهرة. ( والله – والشمس وضحاها ).

  • وربَّ أخٍ لك لم تلدْه أمك : أخٍ : اسم مجرور بربَّ .
  • وبيتٍ خلق خيرٌ من قصر : بيتٍ : اسم مجرور بواو ربَّ , أي ربَّ بيتٍ.وهكذا …
بَابُ الإِضَافَةِ
أَوْ نُونَهُ كَأَهْلُكُمْ أَهْلُونَا مِنَ المضَاف أَسْقِطِ التَّنْوِينَا
كَقَاتِلاَ غُلاَمَ زَيْدٍ قُتِلاَ وِاخْفِضْ بِهِ الأِسْمَ الَّذِي لَهُ تَلاَ
أَوْ مِنْ كَمَكْرِ اللَّيْلِ أَو غلاَمِي وَهْوَ عَلَى تَقْدِيرِ في أَوْ لاَمِ
أَوْ ثَوْبِ خَزٍّ أََوكَبَابِ سَاجِ أَوْ عَبْدِ زَيْدٍ أَوْ إِنَا زُجَاجِ
مَبْسُوطَةً فِي الأَرْبَعِ التَّوَابِعِ وَقَدْ مَضَتْ أَحْكَامُ كُلِّ تَابِعِ

بسبب الإضافة يحذف من الاسم الأول قبلها التنوين , ونون المثنى أو جمع المذكر السالم .

مثل :

  • دارُ الخلافةِ : أصلها : دارٌ : فحذف التنوين للإضافة .
  • تبت يدا أبي لهب وتب : أصلها يدان :حذفت النون للإضافة… وهكذا.

والعامل في جر المضاف إليه قيل: هو المضاف , وقيل: ذات الإضافة , وقيل: حرف الجر المحذوف .

والحروف المحذوفة تقدر بحرف ( في ) أو ( اللام ) أو ( مِنْ ) .

أمثلة :

  • بل مكرُ الليلِ : الليلِ : مضاف إليه مجرور , والحرف المقدرهو(في)               أي : مكرٌ في الليلِ .
  • جاء عبدُ زيدٍ : زيدٍ : مضاف إليه مجرور , والحرف المقدرهو(اللام) أي : عبدٌ لزيدٍ .
  • ثوبُ حريرٍ: حريرٍ: مضاف إليه مجرور , والحرف المقدرهو(مِنْ)                    أي : من حرير .

وأما التوابع فقد سبق إعرابها في التوابع من العطف والبدل وغيره .

الخاتمة

سُبْلَ الرَّشَادِ وَالْهُدَى فَنَرْتَفِعْ فَيَا إِلَهِي الْطُفْ بِنَا فَنَتَّبِعْ
بَعْدَ انْتِهَا تِسْعٍ مِنَ المِئِينَا وَفِي جُمَادَى سَادِسِ السَّبْعِينَا
فِي رُبْعِ أَلْفٍ كَافِيَا مَنْ أَحْكَمَهْ قَدْ تَمَّ نَظْمُ هَذِهِ (المُقدَّمَهْ)
ذِي الْعَجْزِ وَالتَّقْصِيرِ وَالتَّفْرِيطِ نَظْمُ الْفَقِيرِالشَّرَفِ الْعِمْرِيطِي
عَلَى جَزِيلِ الْفَضْلِ وَالإِنْعَامِ (وَالْحَمْدُ لِلَّهِ) مَدَى الدَّوَامِ
عَلَى النَّبِيِّ المُصْطَفَى الْكَرِيمِ وَأَفْضَلُ الصَّلاَةِ وَالتَّسْلِيمِ
أَهْلِ التُّقَى وَالْعِلْمِ وَالْكَمَالِ (مُحَمَّدٍ) وَصَحْبِهِ وَالآلِ

بعد أن انتهى المؤلف رحمه الله تعالى من شرحها في عام ( 976 ) في جمادى منه , حامداً مصلياً داعياً .

قلت:وقد انتهيت من وضع شرحي عليها في الرابع من ذي الحجة من عام ثمانية وعشرين وأربعمائة وألف للهجرة,4/12/1428الموافق13/12/2007 من يوم الخميس مساءً قبل الغروب بقليل .

والحمد لله وصلى الله على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .

 

القويسمة / عمان – الأردن .

سمير مراد

 

مقدمة الشارح…………………………………………………..1

المقدمة…………………………………………………………2

باب الكلام……………………………………………………..4

باب الإعراب…………………………………………………..8

باب علامات الإعراب…………………………………………..14

باب علامات النصب……………………………………………22

باب علامات الخفض……………………………………………24

باب علامات الجزم…………………………………………….29

فصل…………………………………………………………33

باب المعرفة والنكرة……………………………………………34

باب الأفعال…………………………………………………..38

باب إعراب الفعل………………………………………………..40

باب مرفوعات الأسماء…………………………………………47

باب نائب الفاعل………………………………………………49

باب المبتدأ والخبر……………………………………………..51

كان وأخواتها………………………………………………….55

إنّ وأخواتها…………………………………………………..56

ظنّ وأخواتها………………………………………………….57

باب النعت……………………………………………………58

باب العطف…………………………………………………..59

باب التوكيد…………………………………………………..60

باب البدل……………………………………………………61

باب منصوبات الأسماء…………………………………………63

باب المصدر ،باب الظرف……………………………………….65

باب الحال……………………………………………………66

باب التمييز…………………………………………………..68

باب الاستثناء…………………………………………………69

باب لا العاملة عمل إنّ…………………………………………72

باب النداء……………………………………………………73

باب المفعول لأجله…………………………………………….74

باب المفعول معه ،باب مخفوضات الأسماء………………………..76

باب الإضافة…………………………………………………77

 

شاهد أيضاً

كتاب درج الوصول لورثة الرسول صلى الله عليه وسلم

تحميل الكتاب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *