بسم الله الرحمن الرحيم
من القصص التي مرت بسمعي ، قصة رجل – ليس من المهم معرفة جنسه ، لكنه كافر – خضعت دولته للاحتلال من أخرى ، وتقادم الزمن وصار الناس في ضنك شديد ، وكان هذا الرجل مختفياً لأنه مطلوب ليسجن ، وقد يقتل ، حتى وصل الأذى إلى الناس في أبدانهم وأشغالهم ، حيث إن لم يدل عليه ضربوهم وأتلفوا أموالهم ، فلما بلغه الخبر أبى أن يكون سبباً في هلاك قومه ، وهو في سلامة ونجاة ، فهانت عليه نفسه دون قومه ، فسلم نفسه للعدو ، طلباً لسلامة قومه ، فنجا ونجوا ، قارن هذا مع قصة خوارزم شاه ، حين قتل بعض رجاله بعض تجار أو أعوان التتر ، فطالبه جنكيز خان بتسليم القتلة ليقتص منهم ، فرفض خوارزم شاه رغم نصيحة ولده جلال الدين ، في قصة تطول ، الأمر الذي أدى إلى حرب ذهب ضحيتها في العراق وحدها مليوني قتيل مسلم ، فأي فقه هذا القائم على التضحية بالآلاف مقابل بضعة نفر .
ثم يخرج علينا حزب التحرير بتضليله الفكري والسياسي ، ليلغي قاعدة شرعية قام عليها الدين كله ( ألا وهي قاعدة المصالح والمفاسد ) ، وكيف تسرب هذا الفكر بطريق أو أخرى إلى طالبان في أفغانستان ، حين رفضوا تسليم ابن لادن ، الأمر الذي أدى إلى إسقاط دولة طالبان السنية ، فعجباً لهؤلاء القوم : يطلبون الشهادة ثم يفرون منها ، وكأن الدين لا يحيى إلا بحياتهم . على رأي القائل :
أوردها سعد وسعد مشتمل ……. ما هكذا تورد يا سعد الإبل
ولذلك نقول على الأمة أن تنتبه لأمثال هذه الأفكار الهدامة ، ولا تغتر بحال أصحابها ، حتى لا تغرق السفينة ، ولذلك وحتى لا تغرق السفينة ضحى قوم يونس بنبي الله يونس ، فمن أكرم على الله : نبي أو ….؟! .
سمير مراد
19\1\1431 هـ
الموافق : 5\1\2010