الرئيسية / Uncategorized / الرد على الدكتور أحمد نوفل في حديث فرض الصلوات

الرد على الدكتور أحمد نوفل في حديث فرض الصلوات

بسم الله الرحمن الرحيم

الرد على الدكتور أحمد نوفل في حديث فرض الصلوات

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وبعد:

فقد وردني سؤال حول ما فاه به د. نوفل حول فرض الصلوات، ما اضطرني لسماع حديثه، مع أني لا أحب السماع لغير أهل الكمال في العلم، وليس هذا الرجل منهم، لا تنقصا له، لكن هذا الواقع، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.

وكان مما قال:

  • لا يكلف الله نفسا إلا وسعها والتكليف بخمسين صلاة شاق لأن معها خمسين وضوءا:

قلت: الدكتور يبني تصوراته على غير واقع، فالله عزوجل ما فرض إلا خمس صلوات، وأجرها كان بخمسين، لأن الحسنة بعشر أمثالها، وهذا -أعني مضاعفة الأجر- متقرر عند عامة الناس، فضلا عن طلبة العلم، وكذلك كونها خمس صلوات من حيث العمل، عوام الأمة يدركون ذلك.

  • ذكر مرور رسول الله صلى الله عليه وسلم على موسى عليه الصلاة والسلام:

قلت: الدكتور يستعظم ذلك، لأن المسافة بعيدة وهذا -عنده- غير معقول.
وهذا دليل على أن الرجل ليس واقعيا، وليس من أهل العلم الكامل، فكونه غير واقعي، أننا لو طلبنا منه أن يتسابق مع سلحفاة مرة، ومع المركبة الفضائية مرة أخرى، ومع إشعاع الضوء مرة ثالثة، فعلى مبدئه، أن هذا مرفوض لأنه غير معقول، وعلى مبدئنا أننا نراه معقولا، وندرك أنه:
سيسبق فقط السلحفاة، أما المركبة الفضائية والضوء فغير عاقل أصلا من يقارن بينهما.
وهذا في مبتكرات ووقائع الدنيا، فكيف بصاحب الخلق جل وعلا، الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.
وقياس الشاهد على الغائب مع عدم اعتبار الفاعل نقص في الدين والعقل عياذا بالله تعالى.

  • زعم أن الحديث يخرج متنه عن الدين والعقل:

قلت: إن قصد الرجل دين المعتزلة والرافضة وأمثالهم، فنعم، وإن قصد دين المسلمين عامة فكذب، بل كلامه هو الخارج عن الدين والعقل، فهذا إنكار منه لمعلوم من الدين بالضرورة، لأن الحديث متواتر لا ريب فيه ومن يتذرع هنا، بأن أمثال الدار قطني وابن حجر والألباني، قد انتقدوا أحاديث في الصحيحين، فأقول:
هؤلاء أئمة مهديون في هذا العلم، ونقدهم كان بعلم لا بعقل وهوى، وهم أصحاب صنعة حديثية، لا كحال من لا يدري كوعه من بوعه من كرسوعه في هذا الفن الجليل، وللأسف فالعقول التي لا تفرق بين الشاهد والغائب، باتت تنظر في دين الله بما يهدمه لا بما يبنيه، ودون التفريق بين ما ورد تقريره شرعا وكونا وغير ذلك، فالذي خلق العقل بعث رسله بالشرع بما يوافق العقول لا بما يخالفها، -أعني العقول السليمة المسلّمة، لا العقول الشاذة النادة عن الشرع والكون-.

  • قلت: وأما تحديه أن يكون المتن صحيحا، فمع احترامي له، فبعد ما نقلناه وما سننقله، لا اعتبار بقوله، فهو ليس مؤهلا لا علما ولا عقلا.
  • دعواه أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يستوعب ما استوعبه موسى عليه الصلاة والسلام، وأنه اعتبر رجوع رسول الله صلى الله عليه وسلم مفاصلة!!! في تخفيف الصلاة.

قلت: هذه قلة حياء وقلة أدب، بل ورقة دين، حيث تطاول بهذا الكلام على الله تعالى ورسله عليهم الصلاة والسلام، حيث جعل طلب الرحمة، مساومة ومفاصلة على سلعة تجارية بين البائع والمشتري، وتكفي مقولة هذا الكلام في رده.

وأخيرا أقول:
هذه مصيبة من تكلم بما لا يعلم، وأنا أنصح الدكتور بأن يقبع في بيته ولا يتدخل في العلم إذ ليس هو من أهله، وقى الله الأمة ضلاله وضلال أمثاله، والله أعلم ونسبة العلم إليه أسلم.

د. سمير مراد

من يوم الأحد
١٤٤١/٤/٥-٢٠٢٠/٣/٢٩

شاهد أيضاً

حكم الصور (الفوتوغرافية) وتعليقها على الجدران

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *