بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أقام الدين ، وحفظه بالعلماء الربانيين ، وصلى الله على رسوله الأمين وبعد ،
فقد بلغني أن فضيلة العلامة الشيخ عبد الله بن جبرين ـ حفظه الله ورعاه ـ قال : أن أسامة بن لادن مجتهد .
أقول :
1ـ أنا في شك من صدور مثل هذه المقولة من مثل هذا الشيخ الكبير ، الذي يعرف أصول العلم التي يكون بها العبد مجتهدا .
2ـ وعلى فرض صحتها ـ إذ ليس من معصوم بعد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فهذا من الخطأ الجائز وقوعه من مثل فضيلة الشيخ.
ثم أقول : ذكر العلماء – إجماعا – أن الإجماع المعتبر يكون من علماء العصر، والعالم هو الذي لديه القدرة العلمية والملكة الفقهية على استنباط الحكم من النصوص مباشرة من غير واسطة ، وهذا يوجب على العالم أن يكون عالما بعدة علوم مجتمعة ، مثل اللغة ، والأصول ، والقرآن ، والفقه ، ومواطن الإجماع حتى لا يخالفه ، فأما من لم يكن كذلك فلا يكون مجتهدا – وإن كان له اليد الطولى في النفقة أو العمل الخيري أو الجهاد أو غيرها – أبدا .
ومن أعجب ما قرأت في فتاوى شيخ الإسلام – رحمه الله تعالى – أنه سئل : مَن من أصحاب الكتب السنة مجتهد ؟ – وقد يعجب الكثير من جوابالشيخ – فقال – رحمه الله تعالى – : ليس منهم مجتهد إلا اثنان : أبو داوود والبخاري .
أما مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه ـ وأين هؤلاء منهم علما ودينا وجهادا ـ فهؤلاء ليسوا مجتهدين .
وقد تصدّر في هذا الزمان من تأثر بفكر الخوارج أو كان من زمرتهم ، زاعما أن الاجتهاد حق لكل من قرأ النصوص ، فهم أم لم يفهم ، لديه المقدرة على ذلك أم لا.
فصرنا نرى ابن لادن مفتيا ، وفي ماذا ؟!، في أخطر الأمور ؛ الدماء والتكفير.
والظواهري أيضا صرنا نراه مفتيا ، مع أنهما ليسا من أهل العلم فضلا عن كونهما مفتيين ، مع احترامي للجميع اعترافا بحق الإسلام لهم ، لكن الحق أحق أن يتبع .
ثم إني أوجه كلمة أخيرة لكل من يحب الإسلام فأقول :
لا تزال الأمة بخير ما أطاعت أئمتها وعلماءها ، ومشت على دربهم ونورهم، فان انحرفت فبقدر انحرافها ينالها الضياع والتشرد والخسران المتتابع ، ونحن نرى كم وكم هوت الأمة وابتعدت من جراء اتباع غير العلماء ، نسألالله السلامة .
كتبه / الشيخ سمير مراد
المشرف التعليمي في مسجد السنة
عمان ـ الأردن
29 / 5 / 2007