الرئيسية / المقالات / ابن جبرين – رحمه الله

ابن جبرين – رحمه الله

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله الذي أقام الدين ، وحفظه بالعلماء الربانيين ،  وصلى الله على رسوله الأمين وبعد ،

فقد بلغني أن فضيلة العلامة الشيخ عبد الله بن جبرين ـ حفظه الله ورعاه ـ قال : أن أسامة بن لادن مجتهد  .

أقول :

1ـ أنا في شك من صدور مثل هذه المقولة من مثل هذا الشيخ الكبير ، الذي يعرف أصول العلم التي يكون بها العبد مجتهدا .

2ـ وعلى فرض صحتها ـ إذ ليس من معصوم بعد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فهذا من الخطأ الجائز وقوعه من مثل فضيلة الشيخ.

ثم أقول : ذكر العلماء – إجماعا – أن الإجماع المعتبر يكون من علماء العصر، والعالم هو الذي لديه القدرة العلمية والملكة الفقهية على استنباط الحكم من النصوص مباشرة من غير واسطة ، وهذا يوجب على العالم أن يكون عالما بعدة علوم مجتمعة ، مثل اللغة ، والأصول ، والقرآن ، والفقه ، ومواطن الإجماع حتى لا يخالفه ، فأما من لم يكن كذلك فلا يكون مجتهدا – وإن كان له اليد الطولى في النفقة أو العمل الخيري أو الجهاد أو غيرها – أبدا .

ومن أعجب ما قرأت في فتاوى شيخ الإسلام – رحمه الله تعالى – أنه سئل : مَن من أصحاب الكتب السنة مجتهد ؟ – وقد يعجب الكثير من جوابالشيخ – فقال – رحمه الله تعالى – : ليس منهم مجتهد إلا اثنان : أبو داوود والبخاري .

أما مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه ـ وأين هؤلاء منهم علما ودينا وجهادا ـ فهؤلاء ليسوا مجتهدين .

وقد تصدّر في هذا الزمان من تأثر بفكر الخوارج أو كان من زمرتهم ، زاعما أن الاجتهاد حق لكل من قرأ النصوص ، فهم أم لم يفهم ، لديه المقدرة على ذلك أم لا.

فصرنا نرى ابن لادن مفتيا ، وفي ماذا ؟!، في أخطر الأمور ؛ الدماء والتكفير.

والظواهري أيضا صرنا نراه مفتيا ، مع أنهما ليسا من أهل العلم فضلا عن كونهما مفتيين ، مع احترامي للجميع اعترافا بحق الإسلام لهم ، لكن الحق أحق أن يتبع .

ثم إني أوجه كلمة أخيرة لكل من يحب الإسلام فأقول :

لا تزال الأمة بخير ما أطاعت أئمتها وعلماءها ، ومشت على دربهم ونورهم، فان انحرفت فبقدر انحرافها ينالها الضياع والتشرد والخسران المتتابع ، ونحن نرى كم وكم هوت الأمة وابتعدت من جراء اتباع غير العلماء ، نسألالله السلامة .

 

كتبه / الشيخ سمير مراد

 

المشرف التعليمي في مسجد السنة

عمان ـ الأردن

29 / 5 / 2007

شاهد أيضاً

إداركات الروح – هل تتلاقى الأرواح في المنام؟ وهل أرواح الأحياء تتلاقى؟ حقائق مثيرة عن تلاقي الأرواح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.