الرئيسية / المقالات / أرباب الدنيا

أرباب الدنيا

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله تعالى وبعد:

فأن مما يجب انتظامه لأن به انتظام الحياة، انتظام قواعد التعامل مع أرباب الدنيا، ووضع المعايير المانعة من خلط الأمور، حتى لا تضيع علينا مسلكيات صحيحة، فيحل محلها غيرها من الغلط المودي بنا جميعاً، خصوصاً مع اختلاط أنماط التعامل ذي القواعد غير الرفيعة أو غير السليمة بل قد تكون مشبوهة.

ولا شك أن أرباب وأسياد الدنيا ثلاثة إجمالاً:

الحاكم، العالم، التاجر ومنه الطبيب.

يقول تعالى: (أما أحدكما فيسقي ربه خمراً).

وفي الحديث “أن تلد الأَمَة ربتها -ربها”، وانطلاقاً من قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) وحديث “التاجر الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين” أقول:

١. لا يمكن انتظام حياة الناس في أديانهم وأبدانهم وعلومهم وذرياتهم وأعراضهم إلا بمن يوفر لهم الحماية لذلك، وهذا متقرر لدى جميع العقلاء.

٢. ولا يمكن عيش الناس بغير من يرشدهم إلى مصالحهم في الدارين.

٣. ولا يصح وجود ذلك بغير قوة تعينهم عليه.

وعليه:

فالحاكم حامي الضرورات، والعالم، المرشد إلى كل ذلك، والتاجر والطبيب يحمون دفعاً أو إيجاداً أو رفعاً قوى من يحيون على البسيطة.

ولذا: فأنا أرى أن أولى المقامات هو مقام الحاكم، وهو ولي الأمر في الآية قبل العالم، وذلك لأمرين اثنين:-

١- أنه من يمكن أن يُخرج عليه، ولذا ففي فقهنا: “ولا نرى الخروج على ولاة أمورنا وإن جاروا” ولا يعرف هذا في حق العالم.

٢- أن الأحكام المصلحية في الدولة، من يسنها مجاراة لتحقيق العدل في الواقع هو الحاكم لا العالم، وإنما العالم مرشد، وللفائدة: فالعدل عدلان:

* مسطور قد لا يمكن تحقيقه كاملاً.

* متحقق واقع منظور، يقع بقدر الحاجة والوسع والإمكان، إذ قد يكون بحصول مفسدة فيها دفع أكبر منها.

ومن هنا فأرى النظر حسب هذه المفاهيم، جلباً للمصالح، ودفعاً للمفاسد، والله تعالى غالب على أمره.

د. سمير مراد

السبت

١٤٤٣/٣/١٧-٢٠٢١/١٠/٢٣

شاهد أيضاً

حكم قراءة القرآن أو مسه للحائض والنفساء؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *