الرئيسية / المقالات / ويل للعرب من شرٍقد اقترب

ويل للعرب من شرٍقد اقترب

بسم الله الرحمن الرحيم

” ويل للعرب من شرٍقد اقترب”
الحمد لله تعالى وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد: فيقول الله تعالى:( لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود) وقال  كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فساداً ) وقال:( إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون) .

ليس من المستغرب قط تكرر العدوان الصهيوني على الأبرياء ، من المسلمين والعرب وغيرهم، فهم لا يزالون أهل فساد، وهذا العدوان الأخير على قافلة “الحرية”!! ليس مستغرباً قط،بل هو أمر من إفسادات اليهود التي لا تنتهي ، بل أنا أزعم أن هذا الحدث كان فرصة ثمينة لا يمكن للصهاينة تفويته ، لرفع شيء من الضغط الأمريكي والعربي والفلسطيني الدافع إلى متابعة أحداث السلام ، فكانت فرصة لرفع ذلك الضغط بل ولتحويله ضد الشعب الفلسطيني .
هذا أمر ، وآخر أنها فرصة لإفساد سعاية الفلسطينيين إلى إصلاح ذات بينهم ، مع أن الحدث ذاته، كان ينبغي أن يكون فرصة ثمينة لتعجيل الإصلاح ولكن ؟!!!
أمر آخر وهو جد خطير ، أن توقيت هذه القافلة ـ مع كونها عمل عبثي في نظري ، لعدم إمكان اختراق الحصار اليهودي على غزة ـ جاء في ظروف غير مواتية لأي إصلاح في اليهود الصهاينة، بل هو ـ أعني هذا العمل ـ كان بمثابة إعلان التمرد اليهودي على العالم ، مع قدرة اليهود على إظهار أنهم هم الشعب المسكين الذي يستحق الشفقة ، وسيكون وسوف نرى جميعاً ذلك ، وسوف نرى مدى خطأ وخطورة هذا العمل العفوي .
أمر آخر لعله أخطر ما يمكن أن يكون ، ألا وهو : الموقف التركي ، الذي خرج علينا فجأة ، وبقوة غير مسبوقة ، مع أنني أزعم أن هوية الموقف التركي لم تتبلور بعد ولم تتضح ، وهل هي موقف جدي ، أم أنه موقف اعتباري ، يريد الترك من خلاله إلغاء المواقف العربية الحكيمة المعتدلة ، مع أن شرعنا بين لنا أننا لا بد من أن نبقى على حذر من الترك ، ولذا قال عليه الصلاة والسلام : ” ذروا الترك ما تركوكم ” ، أي أننا يجب أن نظل على حذر من الترك ، وأن نمسك العصا من وسطها لتظل المواقف معتدلة ونافعة غير ضارة .
مع إشارة الشرع إلى أن دولة الإسلام ونصرة الإسلام في آخر الزمان لا تخرج عن الشام وأهل الشام كما في الحديث الصحيح :” لا يزال أهل الغرب ظاهرين حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك ” قال الإمام أحمد: هم أهل الشام ، والكل يرى أين عمود الشام في هذه الأيام ، وأين سيمتد فيما بعد: إنه في الأردن ثم سيشمل كل بلاد الشام فيما بعد ، فما شأن تركيا وغيرها ؟!!!
ثم إن على الحكام العرب استثمار الحدث بلملمة الأمور وإصلاح ذات البين، خصوصاً في الداخل، من غير نظر إلى مكاسب جزئية، لأن المستقبل القريب، إن لم تكن القوى العربية خصوصاً في الداخل، غير مؤتلفة فسيتسع الخرق، وسيهلكون، وسيهلكون جميعاً.
وأخشى ما أخشاه ـ إن لم تتم المصالحة الفلسطينية ـ أن تعود بعض الفصائل في الداخل ، إلى سابق عهدها من الإفساد والتخريب ، بل أخشى أن يكون الاستفزاز اليهودي ، من مقاصده الأساسية إحياء هذه الشعرة في أولئك القوم ، فعلى العقلاء من جميع الأطراف تدارك الأمور قبل أن تضيع الكرة .

والله أعلم وصلى الله

على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين.

د.سمير مراد

الأربعاء 19/6/1431

2/6/2010

شاهد أيضاً

حكم الصور (الفوتوغرافية) وتعليقها على الجدران

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *