الرئيسية / المقالات / لك الله يا غزة…. وهدى الله (حماس)

لك الله يا غزة…. وهدى الله (حماس)

بسم الله الرحمن الرحيم

لك الله يا غزة…. وهدى الله (حماس)

بسمك اللهم نبدأ وبك نستعين، لا إله إلا أنت، لك الحمد حتى ترضى، وصلى الله على رسوله وعلى آله وصحبه والتابعين.

عندما تكثر العثرات، يصبح البحث عن السبب، جدياً ومتواصلاً، في حين كان يُبحث عن العلاج، مع أنني أقول لا فائدة لا من هذا ولا من هذا في خضم ما نرى، لأن الباحث عن السبب والمعالج ليس هو صاحب الشأن! ولذا فعمله هذا عبثي محض.

في غزة، في سوريا، في ليبيا، في العراق، في اليمن،………!!!

تدور الرحى لتطحن البشر، فحب النوى ما عاد يجدى، فصار الحب جماجم الأبرياء وعظامهم، بحيث صرنا أنى نظرنا، نجد الدمار؛ دمار النفوس، البيوت، الثروات، نعم ينزل على غزة وأهلها مطر، لكنه مطر يهلك الحرث والنسل، لا نبات له ولا استقامة.

غزة: هي فرس الرهان، ضُمرت وأدخلت السباق، وحسب حظها، إما أن تموت أول الطريق، وإما أن تموت آخره، دع عنك الفوز، فهذا مثال بعيد، والواقي رب العباد.

أنظر في تركيا، إيران، روسيا: أجد الخضرة، والعمارة، والأمان، بل أنظر في تل أبيب، ديمونا، كذلك!!!!

لكن أنظر إلى غزة: فأجد الخضرة والعمارة والأمان كذلك، ولكنها من نوع مختلف: فأجد خضرة الأجساد النضرة البريئة، مجندلة في مصرعها، وأجدها عامرة -حال موتها- بالأمل والحزن معاً، وآمنة لا تخاف بعد ذلك ((((عدداً…..!))))

فلك الله يا غزة، ولك الله يا شعبها، هكذا حظكم، ضحية صدام، قرابين للنصر؟!، قوم رخصَت دماؤهم وأرواحهم، فافتدى بهم أقوامهم، لأن النصر له ثمن، نعم؛ له ثمن، (وفاتورة) دم الشعب الأعزل، فاعجب ما شئت، حين تصل البطولة والتضحية إلى حد تقديم الأطفال والشيوخ والنساء، أمام مدافع العدو، أجل: لا بد من تضحية وصمود وعدم تراجع، فأما دفن الجميع وإما سحقهم، لا طريق سوى ذلك.

يقول ربنا عزوجل: “ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواً بغير علم”، وقال عليه الصلاة والسلام: “يسب الرجل أبا الرجل فيسب أباه”.

أحياناً الهوس والنشوة بالباطل، تأخذ صاحبها إلى استشعار ما ليس بحقيقة ولا واقع، فيستشعر النصر وهو في قمة الهزيمة، ويستشعر الاستبسال وهو خاوي الركبتين، وهكذا، أقصد من هذا أن محاكاة الخيال الباطني، جريمة نكراء، لأن مجرد الاستشعار بالقوة والنصر، لا يعني وجودهما واقعاً، وعليه؛ فمن كابر ومثل ذلك، فهو باحث عن مكاسب شخصية، يريد بها أن ينأى عن واقعه المغلوط، كأن يبحث عن مكسب سياسي ليخفي به إخفاقه وأخطاءه، وقد يبحث عن مكسب مالي يغطي به عجزه ونفقاته، لكن أن يصل الشعور بالنشوة إلى إسقاط القضية، وتقديم الأبرياء ثمناً لها، فهذا ضلال.

وإن تحدث متحدث بأن الواقع يستحق اسماً مقدساً؛ (جهاد)، فهذا أيضاً لا مبرر له، وهو من المكاسب المقصودة لهؤلاء، أن يراهم الناس: عرين الأمة، وماحية ذلها وعارها، وهي في الحقيقة من جلبت الذل والعار.

وأما أولئك الناعقون، الذين يسبون غزة وأهلها، فحري بهم أن يصمتوا، لأن توسيع الجرح جريمة كإحداثه.

والله أعلم وصلى الله على سيدنا محمد,,,,

كتبه/ د.سمير مراد

الخميس/ 19-9-1435هـ // 17-7-2014م

شاهد أيضاً

حكم الصور (الفوتوغرافية) وتعليقها على الجدران

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *