الرئيسية / الكتب / كتاب البلاغة

كتاب البلاغة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وأشهد ألا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وبعد:

 

فهذه رسالة لطيفة، في بعض المباحث الضرورية في علم البلاغة، ميسرة ممهدة لرفع حاجز هذا العلم عن صدور الطلبة، فإن منهم من يستثقل علوم اللغة، خصوصاً الصرف والنحو، وأسأل الله عزوجل تسهيل العلوم للطلبة لينفعوا أمة المسلمين.

 

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

سمير مراد

8 / 1 / 1432

14 / 12 / 2010

من يوم الثلاثاء

تحميل الكتاب

 

علم البلاغة

علم البلاغة

البلاغة والفصاحة، أسلوب لغوي، هدفه إظهار وبيان قدرة المتحدث على صياغة الكلام، وأساليب العرب في كلامهم متنوعة، فمنها السهل البسيط، ومنها الغامض الغريب، وخيْرها ما كان قريباً من أفهام الناس، مع قوة التركيب واللغة، وأفصحها مطلقاً كلام الله تعالى وكلام رسوله- صلى الله عليه وسلم- ، ثم مثل المعلقات وقصائد أكابر الشعراء كالفرزدق وغيره، فأنها تشتمل على قمة ما وصل إليه العرب من الكلام البليغ الذي تطرب الأذن لسماعه، وتلذ النفس لغزارة معانيه، وحتى نتعرف على كيفية الوصول إلى صياغة مثل هذه التراكيب، فإننا سنضع قواعد في هذا الفن مختصرة، حتى يستطيع الواحد الانطلاق إلى استيعاب هذه المواضيع والتوسع فيها، ليصير كلامنا أكثرانتظاماً، وأحسن سبكاً.

 

علم البيان

علم البيان

التشبيه:

بيان اشتراك أمر أو أمور في صفة معينة أو أكثر من صفة بأداة هي الكاف أو نحوها.

وأركانه: المشبه، المشبه به، الأداة، ووجه الشبه.

مثل: أنت كالشمس في ظهورها.

المشبه: أنت.

المشبه به: الشمس.

الأداة: الكاف.

وجه الشبه: الظهور.

– والتشبيه إن ذكرت فيه الأداة سمي مرسلاً:

العلم للناس كالهواء للحياة. تشبيه مرسل لذكرالأداة وهي الكاف.

– وإن حذفت الأداة سمي مؤكداً: القرآن غذاء للروح، حذفت الأداة والصورة: كأنه.

– والمجمل ما حذف منه وجه الشبه: رأيتها وكأنها قمر، حذف وجه الشبه الذي يمكن أن يكون: في نورها.

– والتشبيه المفصل: ما ذكر فيه وجه الشبه: زرنا حديقة كأنها جنان الدنيا في الجمال.

– وما حذفت منه الأداة ووجه الشبه سمي بليغاً: وكل الذي فوق التراب تراب . حذفت الأداة ووجه الشبه وتمامها : كأنه تراب في فنائه.

 

وهو ثلاثة أقسام:

  • التشبيه الضمني: وهو التشبيه الذي يفهم من ضمن الكلام، ولا يكون فيه مشبه ولا مشبه به، مثل:

قد يشيب الفتى وليس عجيباً                  أن يرى النَوْر في القضيب الرطب

فهو هنا يشبه شيب الشاب بنَوْر الشجر أول خروجه، لكنه لمح لمحاً دون النص على ذكره.

 

  • التشبيه المقلوب: وهو جعل المشبه مشبهاً به لقوته وبلاغته وكماله. مثل:

وبدا الصباح كأن غرته              وجه الخليفة حين يمتدح

فهو هنا شبه الصباح- مع أنه في الأصل مشبه به – بوجه الخليفة – وهو أصلاً مشبه – لكن قلبه لقوته وكماله.

 

  • التشبيه التمثيلي: وهو ما كان وجه الشبه صورة مأخوذة من عدة صور، مثل:

كأن القلب ليلة قيل يغدى                     بليلى العامرية أو يراح

قطاة غرها شَرَك فباتت                      تعالجه وقد علق الجناح

فهنا وجه الشبه أخذ من صورة القطاة في الشرك، ومن صورة جناحها وقد علق بهذا الشرك.

 

الحقيقة والمجاز

الحقيقة والمجاز

فالحقيقةهي: كل لفظ استعمل فيما وضع له من معنى، كاستعمال لفظ دابة في كل شيء يدب على الأرض من انسان وحيوان وجماد.

والمجاز: هو كل لفظ استعمل أو قُصر استعماله على شيء معين، لم يطلق عليه من قبل أو كان يشاركه غيره في الإطلاق، وذلك لعلاقة وقرينة تمنع المعنى الحقيقي.

مثل: لفظ: دابة: فهي تطلق الآن في استعمال الناس على ذوات الأربع – الدواب – فقط.

 

أمثلة:

قامت  تظلني من الشمس               نفس أحب إلي من نفسي

قامت تظللني ومن عجب               شمس تظللني من الشمس

ففي الشطر الأخير استعملت كلمة شمس مرتين، الأولى مجاز، والثانية حقيقة، حيث كانت الأولى في إنسان وضاء الوجه، والثانية في الشمس الحقيقية، والمانع من المعنى الحقيقي أن الشمس أصلاً لا تظلل بل تحرق.

والاستعارة من المجاز، وهي: تشبيه حذف أحد طرفيه ( المشبه، أو المشبه به ).

 

وهي قسمان:

  • استعارة تصريحية: وهي ما صرح فيها بذكر المشبه به نحو: رأيت أسداً في العنف، أي: رأيت رجلاً كأنه أسد في العنف، فأسد: هو المشبه به.

 

  • مكْنية: وهي ما حذف منها المشبه به نحو:(واشتعل الرأس شيباً). فحذف المشبه به وهو البياض في اللون.

وهي أيضاً:

 

  • استعارة أصلية: وهي ما تكون في اسم الجنس نحو: أسد، بحر، شجر، وهكذامثل: الرجل كأنه، أسد، بحر، شجر عنب!.
  • استعارة تبعية: وتكون في الأفعال والمشتقات نحو: والندى يمسح أجفان الورود، أي: الدمع عند نزوله كأنه ندى أو كأنه يمسح أجفان الورود.

والاستعارة التمثيلية: تركيب أو مركب استعمل في غير موضعه لعلاقة نحو: أراك تقدم رجلاً وتؤخر أخرى: وهو الشخص الذي يريد عملاً ما، فيحاول فعله مرة ويتراجع مرة، فكان حاله كحال من قدم رجلاً وأخر أخرى.

 

 

المجاز المرسل:

المجاز المرسل:

كلمة استعملت في غير معناها الأصلي لعلاقة غير المشابهة، والعلاقات هي:-

  • السببية: رعينا الغيث، أي: المواطن التي نزل عليها الغيث لأنه سبب العشب الذي هو سبب الرعي.
  • المسببية: وينزل لكم من السماء رزقاً، فسبب الرزق هو المطر، والرزق مسبب عن المطر.

 

فائدة :

هذه النقطة والتي سبقتها يذكرها الأشاعرة لنفي الأسباب الحقيقية، بدعوى أن الأشياء لا تشتمل على أوصاف ذاتية تجلب لها الحكم، وهذا باطل لأن مقتضى حكمة الله تعليل الأحكام ، والله أعلم .

 

  • الكلية: ( يجعلون أصابعهم في آذانهم ) أي: أطلق الكل والمراد جزء أصابعهم.
  • الجزئية:  كم بعثنا الجــيش جرا              راً وأرسلـنـــا العيونا

العيون الجواسيس، لأن العين جزء من الجاسوس.

  • اعتبار ما كان:( وآتوا اليتامى أموالهم ) والمقصود البالغين الذي كانوا أيتاماً.
  • اعتبار ما يكون:( إني أراني أعصر خمراً ) أي: عنباً سيكون خمراً.
  • المحلية:( فليدع ناديه ) أي: أهل النادي لكونه محلاً لوجودهم.
  • الحالية:( إن الأبرار لفي نعيم ) أي: حالهم أنهم منعمون، فأطلق الحال مع إرادة المحل، فالعلاقة حالية.

الكناية:

الكناية:

وهي لفظ يطلق ويراد به لازم معناه، مع جواز إرادة المعنى الأصلي.

مثل: كثير الرماد، أي: كريم، لأن من لوازم كثرة الرماد، كثرة إشعال النار، وكثرة إشعال النار، يلزم منه كثرة الإطعام والسقي للإنضاج بسببها.

والكناية تكون باعتبار المكنيّ عنه:

 

  • إما عن صفة، مثل: فلانة بعيدة مهوى القِرط، كناية عن طول رقبتها، والعرب تتمدح بهذه الصفة.
  • عن موصوف:

الضاربين بكل أبيض مخذم           والطاعنين مجامع الأضغان

فمجامع الأضغان هو القلب الموصوف بأنه مجتمع الحقد والبغض وغيرها.

 

  • عن نسبة:

المجد بين ثوبيك، والكرم ملء برديك

فهنا نسبنا المجد والكرم إلى من نريد مدحه، لكن عدلنا عن النسبة إليه مباشرة، ونسبناها إلى ما له به اتصال مباشرة وهما: الثوبان والبُردان.

هذا وقد أجمع البلغاء على أن الكناية أبلغ من الاستعارة، والاستعارة أبلغ من التشبيه.

 

علم المعاني:

علم المعاني:

الكلام إما خبر وإما إنشاء.

  • فالخبر: ما يصح أن يوصف قائله بالصدق أو الكذب، أو بالصواب أو الخطأ، مثل: جاء سعيد، أقبل الليل.
  • والإنشاء: ما لا يوصف قائله لا بصدق ولا بكذب مثل: كلم أباك، لا تفعل الشر فتندم.

أضرُب الخبر:

للمخاطب ثلاث حالات تنشأ عنها أضرب الخبر:

فالأول: أن يكون خالي الذهن من الحكم، وفي هذه الحال يخاطب بدون أدوات التوكيد، لأنه أصلاً غير متردد فيه ولا منكر له، ويسمى هذا النوع من الخبر:( ابتدائياً )، مثل: الأدب زينة، الصوم جُنة.

والثاني: أن يكون المخاطب متردداً في الحكم، فيلقى إليه الخبرمع مؤكد ليقبله استحساناً وهذا النوع يسمى:( طلبياً ) مثل: إن الأدب متعة، إن الصوم جنة.

والثالث: أن يكون المخاطب منكِراً، فيؤكد له الخبر وجوباً حتى يصل إلى تيقن صدقه،وهذا النوع يسمى 🙁 إنكارياً )، مثل: لعمري إن الحق ظاهر، لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون.

 

الإنشاء

الإنشاء

وهو نوعان:

  • طلبي: وهو ما يستدعي مطلوباً غير حاصل وقت الطلب،وأنواعه هي: الأمر، النهي، الاستفهام، التمني، النداء.
  • غير طلبي: وهو ما لا يستدعي مطلوباً أصلاً، وله صيغ كثيرة منها:التعجب، المدح، الذم، الرجاء، القسم، صيغ العقود.

 

الإنشاء الطلبي:

  • الأمر: وهو طلب الفعل على وجه الاستعلاء، وله صيغ أربع:
  • فعل الأمر: صلِّ بالليل والناس نيام.
  • المضارع المقرون بلام الأمر: ولْيعفوا ولْيصفحوا.
  • اسم فعل الأمر: حيَّ على الصلاة.
  • المصدر النائب عن فعل الأمر: فضرْب الرقاب.

والأصل في الأمر أن يفيد الوجوب، لكن قد يخرج عن ذلك إلى معانٍ أخرى تستفاد من السياق، كالإرشاد والدعاء والالتماس والتمني والتخيير والتسوية والتحقير وغيرها.

 

  • النهي: طلب الكف عن الفعل على وجه الاستعلاء، وله صيغة واحدة هي الفعل المضارع مع لا الناهية مثل: ولا تقل لهما أف.

هذا وقد تخرج صيغته عن معناها الأصلي إلى غيره حسب السياق مثل: الدعاء والالتماس والتهديد وغير ذلك.

 

  • الاستفهام: وهو طلب العلم بشيء غير معلوم سابقاً، وله دوات مثل: الهمزة، هل.

أأنت أستاذ؟ ، هل جاء زيد؟

 

  • التمني: وهو طلب المحبوب الذي لا يرجى حصوله، وله أدوات مثل: ليت.

قال الشاعر: ألا  ليت الشبابَ يعود يوماً، ذلك أنه لا يعود.

  • النداء: وهوطلب إقبال المخاطب بحرف النداء، وهذا الحرف ينوب عن الفعل: أدعو، ومن أدواته: الهمزة،الياء.

أسُكانَ الدار أجيبوا، يا سالمُ قم بواجبك.

 

القصر

القصر

وهو تخصيص أمر بأمر، بإحدى طرق القصر.

وركناه: مقصور ومقصور عليه.

والمشهور من طرق القصر أربعة:

  • النفي والاستثناء: ويكون فيها المقصور عليه ما بعد أداة الاستثناء:

لا يحب الله إلا الكريم ، فقصر حب الله على الكريم

ما فاز إلا المجدّ ، قصر الفوز على المجد

  • العطف بلفظ بل أو لكن أو لا: ليست جميلة المتبرجة بل المجلببة.

الارض متحركة لا ثابتة.

الشمس ثابتة لكن متحركة.

وهنا إذا كان العطف ببل أو لكن كان المقصور عليه ما بعدها، وإذا كان العطف بلا كان المقصور عليه مقابلاً لما بعدها.

  • إنما، ويكون معها المقصور عليه مؤخراً وجوباً: إنما المؤمنون إخوة.
  • تقديم ما حقه التأخير: إياك نعبد، فإياك حقه التأخير لكونه مفعولاً به، فلما قدم قصرنا العبادة على الله تعالى وحده، فيكون المقصور عليه هو المقدم.

والقصر نوعان:

  • قصر صفة على موصوف: ما نافع إلا الصديق، قصرنا النفع – وهي صفة – على الصديق – وهو موصوف -.
  • قصر موصوف على صفة: ما الصديق إلا نافع، قصرنا الموصوف – وهو الصديق – على نافع – وهي صفة – .

 

الفصل والوصل

الفصل والوصل

الوصل: عطف جملة على أخرى بالواو، والفصل ترك ذلك العطف بحذف الواو.

مواضع الوصل والفصْل:

مواضع الفصل ويجب في ثلاثة مواضع:

1- أن يكون بين الجملتين اتحاد تام، ككون الجملة الثانية تأكيداً للأولى، أو بياناً لها، أو بدلاً منها، أمثلة:

كونها مؤكدة للأولى: تمسك بالدين، تمسك بالدين، فهو عصمتك.

كونه بدلاً:فلان دائرة معارف،  له دراية بعلم الفلك.

كونها بياناً: أخذت من أخي موثقاً ،لا يصغي إلى الواشين بي.

وهناك صور أخرى للفصل تنظر في مواطنها.

مواضع الوصل: يجب الوصل بين الجملتين في ثلاثة مواضع:

  • إذا قصد إشراكها في الحكم الإعرابي:

أكره الغنيَّ: يسرف في اللهو( جملة حالية) وينسى بؤس الفقراء ( معطوفة على سابقتها).

  • إذا اتفقتا خبراً أو إنشاءاً وكانت بينهما مناسبة تامة تقتضي عدم الفصل:

( وما أبرئ نفسي، إن النفس لأمارة بالسوء ).

  • إذا اختلفا خبراً وإنشاءاً: تعلم أخي النحو، هل بلغتك ذلك؟.

وانظر باقي الأنواع من الإيجاز والإطناب وغيرها الكتب المتخصصة.

 

البديع

البديع

البديع صنعة لغوية ، تقوم على التفنن بالألفاظ ، وتنميقها وزخرفتها ، وصوغها في قوالب تزيدها بهاءاً وجمالاً ، وهذه المحسنات تنقسم إلى قسمين :

1- لفظية.                       2- معنوية.

 

المحسنات اللفظية :

الجِناس : هو تشابه في اللفظ حالة النطق ، لكن يختلفان في المعنى ، وهو نوعان:

 

تام : وهو أن يتفق اللفظان في : نوع الحروف ، وشكلها ، وعددها ، وترتيبها.

مثل :      إذا ملكٌ لم يكن ذاهبـــــــة                    فدعه فدولته ذاهبــــة .

إن لم تقرّح أدمعي أجفاني                    من بعدكم فما أجفاني .

 

ناقص : وهو ما اختلف فيه اللفظان في واحد من الأمور السابقة من نوع الحروف وشكلها وغير ذلك .

مثل :     إن البكــــاء هو الشفا                          ء من الجوى بين الجوانح .

 

الاقتباس

الاقتباس

هو أن يوجد في النثر أو الشعر شيء من القرآن الكريم أو الحديث الشريف .

مثل : لا تغرنك من الظلمة كثرة الجيوش والأنصار ، إنما نؤخرهم ليوم تشخص فيه القلوب والأبصار.

رحلوا فلست مسائلاً عن دارهم                   أنا باخع نفسي على آثارهم .

 

السجع

السجع

وهو توافق الفاصلتين في الحرف الأخير، وهو في النثر كالقافية في الشعر.

مثل: قوله – صلى الله عليه وسلم – :”رحم الله اْمرأً قال فغنم أو سكت فسلم”.

وقال أعرابي أخذ السيل ولده:اللهم إن كنت قد أبليت، فإنك طالما قد عافيت.

وقيل: ليس المجد أغنية تغنى، ولا قينة تتثنى، وإنما هو كفاح ونضال، وجهاد وقتال.

 

المحسنات المعنوية

المحسنات المعنوية

  • الطباق: وهو وجود كلمتين متضادتين في المعنى.

مثل: قوله تعالى:( وأنه هو أضحك وأبكى) و ( وتحسبهم أيقاظاً وهو رقود ).

 

  • المقابلة: وهي أن يؤتى بمعنيين أو أكثر، ثم يؤتى بما يقابل ذلك على الترتيب، أي هي: أكثر من طباق واحد.

مثل:( وأنه هو أضحك وأبكى، وأنه هو أمات وأحيا ).

ومثل:  ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعتا           وأقبح الكفر والإفلاس بالرجل

 

  • التورية: هو أن يذكر المتحدث أو الكاتب لفظاً له معنيان، قريب وبعيد، لكنه يقصد المعنى البعيد.

مثل: رفقاً بخلٍّ ناصـح                     أبليته صــداً وهجــــراً

وافاك سائلُ دمعه                     فرددته في الحال نهراً

فنهراً: يراد منها الجاري ظاهراً، مع أن المقصود الحقيقي الزجر والطرد.

ومن ذلك قول ابن الوردي:

قالت إذا كنت ترجـــو                     وصلي وتخشى نفوري

صف ورد خدي وإلا                      أجــور ناديــت جـوري

فجوري: يراد منها الظلم، لكن المعنى المقصود هنا هو الورد.

 

  • حسن التعليل: وهو أن ينكر الأديب علة الشيء المعروفة، ويأتي بغيرها لتناسب غرضه.

مثل:   وأدهم كالغراب سواد لون                يطير مع الرياح ولا جناح

كساه الليل شمــلته وولـــى                فقبّل بين عيــنيه الصــباح

 

  • اسلوب الحكيم: وهو تلقي المخاطَب بكلام غير الذي توقعه.

مثل:( يسألونك عن الأهلة، قل هي مواقيت للناس والحج).

وقال الحجاج للقعبثري: لأحملنك على الأدهم

فأجابه: مثل الأمير يحمل على الأدهم والأشهب.

فقال الحجاج: إنما أردت الحديد

فقال: لأن يكون حديداً خير من أن يكون بليداً.

وتنظر باقي الأبواب في مظانها.

 

والله أعلم

شاهد أيضاً

كتاب درج الوصول لورثة الرسول صلى الله عليه وسلم

تحميل الكتاب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *