الرئيسية / المقالات / عمّان – بيان ختامي وتوصيات في المحاضرة الافتراضية “تعاون الخلق في إقامة الملك” 5/7/2022

عمّان – بيان ختامي وتوصيات في المحاضرة الافتراضية “تعاون الخلق في إقامة الملك” 5/7/2022

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وبعد:

 فلما أن جعل الله عز وجل عناصر التعاون بين الخلق، من أجل عمارة الكون دينا ودنيا، عملا بقوله سبحانه وتعالى: (وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا)، وذلك بتعاونهم على إقامة العمران، بتحقيق مقاصد الشرع؛ من حفظ الدين والنفس والعقل والمال والنسل أو العرض، تلك الأمور التي اتفق الخلق على اعتبارها ورعايتها، ولما أن كان ذلك لا يمكن أن يقوم إلا بالتعاون المنظم والمقنن، وذلك لا يكون إلا بالملك والحكم، أوجب هذا الأمر الانتباه للدور الذي يجب علينا القيام به جميعا، لتحقيق عمران الدنيا القائم على تحقيق المقاصد، ولما كان ذلك لا يمكن تحقيقه من فئة دون أخرى، دلنا على وجوب التعاضد والتعاون البشري، للوصول للمراد، ولما كان بعض الأفراد من الباطنيين والخوارج ومن شاكلهم يحرصون على أخذ الأمور لصالحهم، عملا باستقراء التاريخ، على هدم كل معلم حضاري بدعوى خدمة الدين ودفع الفساد، في حين أنهم أهل الفساد على الحقيقة، ما أدى إلى دمار الأوطان والبلدان والأديان، كما قال تعالى: (ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم)، وقال: (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض)، من هنا قام موقع الشيخ الدكتور سمير مراد بالإعداد لهذه المحاضرة، والتي كانت بعنوان:

تعاون الخلق في إقامة الملك

 

 والتي نتج عنها التوصيات التالية:

 ١. عمارة الأرض تدور بين السنة الكونية والشرعية، ما لا يمنع أهلها من التعاون في عمارتها.

 ٢. التكوين البشري لا ينفك عن الارتباط الوثيق بين مكونات الخلق البشري، “كلكم لآدم”، (وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا)، المفضي إلى قبول الأطراف، لتحقيق الصلاح.

 ٣.  النظر لصلاح الآخرة لا يمنع النظر لصلاح الدنيا، بل هو مكمل له، الأمر الذي يوجب علينا فتح أبواب التعاون الإيجابي.

 ٤.  الإصلاح باب يطل على تحقيق المقاصد التي قال بها عامة الخلق، مما يأذن بالتعاون البشري لتحقيقها، ولم يتخلف عن ذلك سوى الملاحدة منكرو الإله والخوارج.

 ٥. مقاصد الشريعة سياج لحماية البشرية من التطرف، لأنها مانعة منه إذا طبقت تطبيقا صحيحا، فإن الإسلام بنصه القطعي على حفظها واعتبارها، دليل على حمايتها جملة وتفصيلا، دون تفويت حق بناء على ضياع حق آخر منها.

 ٦.  الخوارج والباطنية المتطرفون سبب خراب البلدان الذي هو سبب خراب الأديان، كما قال تعالى: (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا)، الأمر الذي يوجب علينا تكوين حماية وحصانة لكل مقاصد الشريعة، مطبقة على الواقع بدفع شر هؤلاء وأذاهم، فكرا وعلما وعملا.

 ٧.  البلدان والأوطان عامل أساس في وجود العمران، إذ بغيرها يفقد الناس عضويتهم الوطنية، ما يلزمنا بالمحافظة على الأوطان، إذ هي سياج أمني بالضوابط الشرعية والكونية، لحماية الأديان والإنسان.

 ٨. نظرة الخوارج والتكفيريين قائمة على النظرة الانفصالية عن المجتمع، بصرف الولاء لغير أهله، الأمر الذي يحملنا على التحذير منهم وحماية الأمة من شرورهم، إذ هم بذلك يأتون على كل مقومات الدين والدولة بالهلاك والضياع.

 ٩. ضرورة التعاون بين جميع طبقات المجتمع، لرعاية الأوطان والإنسان من شر فكر وأعمال الخوارج والتكفيريين.

 ١٠.  المبادرة بعد المقاومة بما يصلح الحال، باستنكار كل جرائم الخوارج والتكفيريين وأمثالهم، لخلطهم أوراق الدين وخلطها بأفكار ومفاهيم بعيدة عن مراد الشرع والعلماء والحكماء والخبراء، دون فرق من حيث الضرر والفكر بين خوارج العصر الماضي والحاضر، تحت أي مسمى كان.

١١.  الإصرار والتأكيد على تأهيل المجتمع كله، خصوصا للمراحل العمرية الأولى، بفرض مواد دراسية للمرحلة الإلزامية تحديدا، تحمي المجتمع من فكر الخوارج والتكفيريين، مع التركيز على العاطفة الدينية، لأنها التربة الخصبة لزرع كل فكر، وذلك بتكثيف مادة السيرة النبوية ومادة الثقافة الوطنية.

 ١٢.  والأخير من التوصيات

 الحرص على عدم إقصاء كل من له قدرة على صد الخوارج والتكفيريين والمتطرفين؛ وحماية المجتمع من فكرهم تحت أي ذريعة

 والله أعلم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

 

نرجو تعبئة الاستبيان بالضغط هنا

شاهد أيضاً

حكم الصور (الفوتوغرافية) وتعليقها على الجدران

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *