الرئيسية / المقالات / داعش وفقه الواقع

داعش وفقه الواقع

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله تعالى وبعد:

فمتابعة مني لمسير الفكر الثوري الخارجي التكفيري التطرفي، أرصد حركة هذه التنظيمات، مترسما الخطى الشرعية والكونية في الرصد، مبينا خارطة الطريق وشيئا من وسائلها وأهدافها، سائلا ربي عز وجل التوفيق والعدل والسداد.

منذ البداية، سعى تنظيم الخوارج داعش، لبسط نفوذه الفكري أولا، ثم العسكري فالجغرافي، ومن خلال حركته الدؤوب، سعى حثيثا لاستقطاب الرأي الجماهيري العام، لتكوين أرضية تحمل فكره لتمارسه عملا، وقد أقام التنظيم فكرته هذه على رسم خارطة طريق حتى النهاية ومن خلال:

١. استنهاض العاطفة الدينية، من خلال تعلق الناس بالحكم والإمامة والخلافة الشرعية، على أساس:

ربط الناس في الحكم بما يتصف بالشرعية الكاملة لأهلية الحاكم الشخصية والدينية فهو:

* شريف النسب قرشي، والخلافة في قريش

* أهلية في العمل، فهو لا يحكم إلا بما أنزل الله تعالى

وهذه الدعوى بشقيها يمكن من خلالها إقامة ظهور الناس مطايا لهم.

٢. اثبات وسهولة تحصيل البيعة من خلال شرف النسب والحكم، والتي من لوازمها:

أ. عدم مخالفتهم في أوامرهم

ب. نزع يد الطاعة من غيرهم لعدم استحقاقهم، إما لخلوهم من الشرفين، أو على الأقل من شرف الحكم بما أنزل الله تعالى

وهذه هي أول خارطة طريق، من خلالها يمكن بسط النفوذ الفكري، ومن خلاله يمكن الانطلاق لرسم خطوط عريضة لخارطة الطريق الجغرافي، ما جعلهم يتخذون لذلك أ مورا منها:

١. السعي للتواجد ضمن أرضية يملؤها الصراع الطائفي، وأحيانا قليلة الديني، مما يوفر لهم بيئة عيش

٢. اختيار أرضية مليئة بالجهل الديني والعسكري، أعني العسكري الخالي من الأدبيات الإنسانية

وهذه الطريق، هي المؤدية بهم إلى تحقيق كمال مجمل خارطتهم، فبعد أن سعوا في الأرض فسادا، في الوطن العربي خصوصا والإسلامي عموما، ثم تقهقروا، أرادوا الانطلاق من جديد، بخارطة جديدة من خلال رسم هندسي بمتابعة وتقفي الخطوط الأولى:

القرشية

الحكم بما أنزل الله تعالى

الخلافة

جلب الرأي الجماهيري العام

عليه فقراءتي لمستقبل خارطتهم هو التالي:

١. استهداف أفريقيا أو أجزاءا منها محددة، خصوصا أن لهم تجربة سابقة من خلال بوكو حرام في نيجيريا، وتلك الأرض خصبة لفكرهم، لفشو الجهل والفقر، أو قل، لغياب الأمن الغذائي والعلمي.

٢. في القريب العاجل، سنشهد لهم جهودا واضحة المعالم في بلاد الشيشان، لأنها في اعتبارهم بلد قتال، من خلالها يمكن مناهضة القاعدة وطالبان.

٣. التحضير للنمو والترعرع في أثيوبيا، بلد ذي السويقتين الذي سيهدم الكعبة.

٤. وكل ذلك، لإمكان قيام حلف مع غيرهم من الثوريين الإسلاميين والملحدين واليهود، للالتفاف على

بلاد الشام وتحديدا الأردن

ومصر

والحجاز تحديدا السعودية

من أجل كسر شوكة أهل السنة فيها، بدأ باغتيال واستهداف الحكام المعتدلين، والعلماء والدعاة والمفكرين والخبراء الذين يقفون خلف هذه الدول وهؤلاء الحكام، وهناك وبعد الالتفاف البشع ستكون النهاية، على أيديهم ومع الدجال وقومه.

والله تعالى أعلم

الجمعة : ١٤٤٣/٩/١٣ من شهر رمضان المبارك الموافق ٢٠٢٢/٤/١٥

بقلم / فضيلة الشيخ الدكتور سمير مراد

شاهد أيضاً

حكم الصور (الفوتوغرافية) وتعليقها على الجدران

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *