الرئيسية / المقالات / بيان أن تنظيم داعش خوارج ومن لسانهم…ندينهم

بيان أن تنظيم داعش خوارج ومن لسانهم…ندينهم

بسم الله الرحمن الرحيم

بيان أن تنظيم داعش خوارج
ومن لسانهم…ندينهم

الحمد لله رب العالمين وبعد:
ربنا اجعل لساننا من وراء قلبنا، واجعل مرضاتك مقصدنا ومبتغانا.

بيان منهج تنظيم داعش:
1- قال أبو عمر البغدادي في بيان منهج هذا التنظيم:
التحاكم إلى الطاغوت من نواقض الإسلام، واستدل بقوله تعالى: (( ومن لم يحكم بما أنزل الله فألئك هم الكفرون)).

قلت: وهذا التعميم ليس مذهب أهل الحق من المسلمين عموماً، بل هو مذهب الخوارج والمعتزلة وحزب التحرير ومن وافقهم، وقد فصلت القول فيه في رسالتي “نقض أصول التكفير”، وخلاصتها أنه لا يكفر إلا المستحل أو من يفضل حكم البشر على حكم الله صراحة.

2- قال: العلمانية مطلقاً كفر بواح، وكل من اشترك في العملية السياسية -كالمطلق والهاشمي وغيرهم- كفار مرتدون، لأنها تبديل لشرع الله.

قلت: وهذا من الضلال الذي لم يقله عالم، إذ ليس التبديل كفراً، وإن كان معصية ما لم يكن عن جحود أو استخفاف، هذا مذهب أهل السنة، وقوله هذا، هو جرأة ما بعدها جرأة، إذ فرقٌ بين الكفر وبين من يفعله من المسلمين، وفرقٌ بين العلمانية والديمقراطية، ومن قواعد أهل السنة، أنه ليس كل قائل أو فاعل كفر بكافر، وقد ناقض نفسه بهذا القول حين كفّر أعيان الناس كالمطلق والهاشمي، ولا يقول هذا إلا الخوارج ومن نحا نحوهم.

3- قال: منهج الحزب الإسلامي منهج كفر وردة، كحزب الجعفري وعلاوي، وعليه فقياداتهم مرتدون، لا فرق بين مسئول في الحكومة أو مدير فرع.

قلت: وهذا من التعميم الذي لا يقوله أهل السنة، والخطورة أنه يأتي على قواعد عامة في الدين، يهدمها بكلمتين من حضرته، وكأنه كتاب منزل ؟!! ثم يطبق قواعده على أشخاص معينين، مع أنه ذكر أن تكفير المعين لا بد فيه من ثبوت شروط وانتفاء موانع.

قلت: وهو -أي التكفير- حكم قضائي لا مجرد فتوى، ولا يفعل هذا إلا الخوارج ومن قال بقولهم.

4- قال: ونقول بكفر وردة من أعان المحتل وأعوانه بأي نوع من أنواع المعونة، من لباس أو طعام أو علاج ونحوه، ومن فعل ذلك فهو مستباح الدم، قلت: “مستباح الدم تعني مرتد”.

قلت: لا أعرف عالماً قال بذلك، وإنما اختلف الفقهاء في الجاسوس، هل يقتل أم لا, ولم يتكلموا في كفره وردته، وسترى أخي في ما يأتي من الصفحات تفصيلاً في ذلك، ولا أعرف من حكم بردة مَن هذه حاله سوى هؤلاء القوم الذين هم على منهج الخوارج، بل غلاتهم.

5- قال: الجهاد فرض عين منذ سقوط الأندلس….!

قلت: جنونٌ ما بعده جنون، وكفى بسقوط القول ذكره.

هذا ولي رسالة بالمشاركة، فصلنا فيها أحكام الجهاد، وهي موجودة على الشبكة العنكبوتية باسم: مسائل في الجهاد، فارجعوا أليها.

6- قال: وبما أن الأحكام التي تعلو جميع ديار الإسلام اليوم هي أحكام الطاغوت وشريعته، فإننا نرى كفر وردة جميع حكام تلك الدول وجيوشها، وقتالهم أولى من الصليبيين.

قلت: تناقض تلو تناقض، يسميها ديار الإسلام، وهي عنده ديار كفر وردة!! مما يدل على أنه فقط يريد أن يكفر الدنيا إلا هو وجماعته، فلا يعبأ أن يدري ما يقول.

وهذا القول من أدل الأقوال على أنهم خوارج، إذ لا يوجد في مذاهب المسلمين من يكفر بالجملة إلا فرقتين: الرافضة والخوارج.

7- قال: نرى وجوب قتال شرطة وجيش دولة الطاغوت والردة، وما انبثق عنها من مسميات.

قلت: أي: أن الحكام والجيش والأمن والمخابرات والاستخبارات والوزارات والبرلمان والأعيان و….. الخ كفار، فلا أدري من بقي، ولا أدري ما أبقوْا للخوارج الأوائل.

8- قال: طوائف أهل الكتاب وغيرهم من الصابئة، أهل حرب لا ذمة لهم.

قلت: قال ذلك بحجة فساد عقدهم، مع أن عقدهم لم يكن مع هذا التنظيم الفاجر، فلا أدري كيف ينتقض عهوداً لا علاقة له بها، مع أن احداً لا يعترف لهم لا بحكم ولا سيادة.

9- قال: واجب العصر الاجتماع تحت راية واحدة.

قلت: يقصد راية داعش، ولا أدري ما نقول لتنظيم القاعدة وغيرها وهي تزعم نفس الزعم هذا، فلم يبق فرق بين هذه الجماعات في دعواها، وبين الدول الإسلامية مع أنها لا تدعي ما يدعون، فأي وحدة نرتجي من أمثال هؤلاء ، مع أن واجب العصر وكل عصر الدعوة إلى الإسلام الصافي، بالتوحيد والعمل الصالح.

قلت: وقد مارس هذا التنظيم هذه الأمور عملياً، ومن ذلك دعوى العدناني الشامي :- الذي يعتبرونه فقيه التنظيم!!! حين زعم كذباً وبهتاناً، أن الرئيس المصري السابق محمد مرسي، كافر مرتد، لأنه قاتل حفنة من المجرمين في سيناء.

ولا أدري متى كانت مقاتلة المسلم ردة ما لم يكن مستحلاً لذلك، وإنما هو لدفع الأذى، فيؤجر على هذا الفعل لا ان يكفر.

قلت: ثم بعد هذا ألا تريدون أن نسميكم خوارج، بل أنتم غلاة الخوارج، باعتراف كل الفرق التي هي من جنسكم وعلى شاكلتكم كتنظيم القاعدة والنصرة.

والله أعلم.

كتبه: الدكتور سمير مراد
من يوم الأربعاء
1436/3/2هـ
2014/12/24م

شاهد أيضاً

حكم الصور (الفوتوغرافية) وتعليقها على الجدران

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *