الرئيسية / المقالات / إلى رحمة الله يا شيخ سيد طنطاوي

إلى رحمة الله يا شيخ سيد طنطاوي

بسم الله الرحمن الرحيم

 

بعد سنين طويلة ،من طلب العلم والدعوة إلى الله تعالى ،سنة الله في خلقه،توفي فضيلة الشيخ سيد طنطاوي رحمة الله عليه ،وهو ليس من علماء مصر فحسب ،بل من علماء الأمة الإسلامية ،وهو رجل له باع طويل في الدعوة ونشر العلم ،حتى لقي الله تعالى وهو على ذلك، سائلين المولى عز وجل أن يتقبل منه آمين.

فضيلة الشيخ شغل مناصب عدة،بوأته منزلة حسنة في مجتمع المسلمين خصوصاً،والمجتمع العام عموماً.

والشيخ رحمة الله عليه ،كغيره من أهل العلم كما له حسنات وإصابات في اجتهاداته ،له أخطاء فيها ،لكن لا ينبغي أن يعامل كما يعامل سائر الناس ،لأن خطأه مغفور ،قال عليه الصلاة والسلام ،إذا اجتهد الحاكم فأصاب كان له أجران ،وان اجتهد فاخطأ كان له اجر واحدً.

والعالم كالشيخ طنطاوي ،لا يجوز أن ُيتعدى مقامه ،أو أن يتطاول عليه بعض الناس،بحجة انه أخطا في مسالة أو عشر أو أكثر من ذلك ،ما لم يكن عن هوى ،فينتقد في تلك الجزئية فقط ،أما أن يشهر به حتى يسقط فلا يجوز،لان الله تعالى رفعه بالعلم،قال تعالى (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ)وقال تعالى (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ) وقال صلى الله عليه وسلم “فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب ” ولا يزال أهل العلم هم حماة الدين ،ورعاة الناس، أقول :إذا كان عامة المسلمين إذا انتقلوا إلى الله تعالى ،أن يترحم عليهم فنذكر حسناتهم :فمن باب أولى أهل العلم ،وان كان لهم أخطاء ،لان العصمة ليست إلا للأنبياء فقط.

والعجب من شان الناس حين يترحمون بل يصفون بعض الناس بالشهادة في سبيل الله ،لا لشيء إلا لكونه قام بما يوافق أهواء الناس ،في حين كون الشيخ الطنطاوي رحمة الله عليه خير من ملء الأرض منهم ، وديننا لا إفراط فيه ولا تفريط ،وليست السيئة تأكل الحسنة ما لم تكن شركا ،على خلاف قانون الناس :أن سيئةً مغفورة من الله ،عندهم تأكل حسنات الشخص الذي لا يحبونه ،أفبهذا أمركم الله تعالى ؟! .

فرحمة الله على الشيخ الطنطاوي ،وعلى كل العلماء ومسلمي الأمة ،أقول :لعل من كرامات الشيخ موته في البلاد الطيبة ،ودفنه في مقبرة الصحابة _في البقيع _فإلى رحمة الله يا شيخ طنطاوي.

السبت :27 \3 \1431

13\3\2010

كتبه:سمير مراد

عدنان الصوص

19-03-10

ليعلم الناس ممن أخذتهم العواطف الهوجاء أن ذم عالم من علماء المسلمين هو ثلمة كبيرة في صرح الإسلام، وأن القدح فيه هو ديدن أعداء الملة من اليهود والاشتراكيين والليبراليين الذين قد تمسحوا بالدين، وهو ديدن أهل البدع والأهواء المنتسبين لهذا الدين. وليعلموا أن نصح العلماء لا يكون من الأغرار والصغار، بل لا يكون إلا من عالم آخر مثله وبالطرق الشرعية المبنية على الحكمة في الأمر والنهي.

رحم الله علماء الإسلام جميعا،،،فلما ماتت كوكبة منهم خلال عشر سنين مضت،،،بدأ عقد الاسلام الأخير بالانفراط،، وازداد تكالب الأمم على صرح الإسلام وعلى المسلمين…

19/03/2010

شاهد أيضاً

حكم الصور (الفوتوغرافية) وتعليقها على الجدران

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *