الرئيسية / المقالات / أدركوها قبل أن تغرق

أدركوها قبل أن تغرق

بسم الله الرحمن الرحيم

 

لا يزال أهل الضلال يعيثون في الأرض فسادا, لا يرقبون رحمة في عباد الله تعالى, يجرون الويلات إلى مجتمعات المسلمين, بحجة الجهاد في سبيل الله تعالى, وهم يعلمون أنهم بمثل هذه المقولة, يستقطبون غوغاء الناس, لأن عواطف الناس مع كل الألقاب الشرعية, ولو وضعت في غير مواضعها, كالجهاد مثلا, فأنه صار مطية من لا يحسن سوى التخريب, إذ عامة هؤلاء, أصحاب سوابق من القتل أو السرقة أو غيرها, حتى إذا صاروا أصحاب لحىً, نقلوا هذا الفساد {إلى الإسلام} وأسموه جهادا, ليجدوا سوقا لهم في الناس.

ونحن نعلم أن الخوارج – والذين من أفراخهم حزب التحرير والتكفيريون وأمثالهم- قد حذر منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم, مع أنه أعطاهم من الأوصاف أعلاها, حيث قال: “يخرج من ضِئضِيء هذا من تحقرون صلاتكم مع صلاتهم, وصيامكم مع صيامهم, وقراءتكم مع قراءتهم, يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية, لئن أدركتهم لأقتلنهم”.

لكن في نفس الوقت, دلل رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم يتصرفون بلا وعي ولا إدراك ولا علم, ولا تبصُّر, فقال عليه الصلاة والسلام: “حدثاء الأسنان, سفهاء الأحلام”.

و إن أخطر ما أثر به هؤلاء على المجتمع, تخيل الناس أن هؤلاء هم أهل الحق, ومن دونهم أهل الباطل, مع أنهم أهل باطل وافتراء, لكن غروروا وا غتر الناس بهم ،فأسعفهم ذلك بالوصول إلى ملك عقول الناس الجوفاء.

فمرة تفجير هنا, ومرة تفجير هناك, عبث يؤدي إلى عبث وفوضى وأضرار كبيرة تلحق المسلمين, بحجة الجهاد في سبيل الله, وما كنت أعلم أن سبيل الله يصب في مصلحة مثلث الشر ورأس الشر, من اليهودية وفروعها من الشيوعية والبعثية والرافضة!!!

فقبل أيام قليلة, قامت ثلة لا يدرى من هي, أو لست أدري من هي, مع أنني واثق أن ممن ينتسب إلى الإسلام سيحمل جرمها, تلك الحادثة التفجيرية, لموكب يهودي في أغوار الأردن, الأمر الذي لا يؤدي إلا إلى الفساد والضرر, ومحاولة جر الأردن إلى ما لا يصب إلا في مصلحة اليهود ونحوهم, وليس فيه أدنى مصلحة لا للإسلام ولا للمسلمين, ولا للأردن ولا لفلسطين, لكن في كل مرة يمكن أن يكون فيها بصيص أمل لمتابعة مسيرة السلام, التي لا يريدها اليهود أصلا, يقوم جهلةٌ أغمارٌ بأعمال صبيانية, يظنونها جهادا, تؤدي إلى مفاسد في المجتمع كله, فلا بوركت تلك الأيدي, ووقى الله البلاد والعباد شرها.

ثم اعجب ما شئت من عجب, لتلك الفئة اليمنية التي هددت اليمن بأنه إن استعان بالدول الأجنبية فسيعلنون الجهاد, سبحان الله تعالى: سيعلنون الجهاد؟! وهل الجهاد إن حصلت أسبابه الحقيقية يحتاج إلى إعلان, ثم يعلنونه على من؟! على القوات اليمنية أم الغربية أم على كليهما؟!.

ثم هم في هذه الحالة لو وقعت, فعمن يدافعون, ألا يرى هؤلاء أن الأولى بهم إعلان الجهاد الآن, على أحفاد ابن سبأ اليهودي, وعلى من يشايعهم ويناصرهم من خوارج القاعدة, فأن خوارج القاعدة يدافعون عن أحفاد اليهود والرافضة, أم هؤلاء لا يعلن عليهم الجهاد لانتسابهم إلى الإسلام والمسلمين, مع علم المجتمع أن انتسابهم زور وبهتان ،اعني الرفضة.

ثم من يمد هؤلاء بالمدد, أليست إيران ومن يدعمها من الدول الشيوعية؟!!!

أين حكمة اليمن, وأين إيمانه, وأين علمه, أم على قلوب أقفالها, أين صحوات العراق من اليمن, وكلنا قد رأى أن أهل العراق ظلوا مع القاعدة زمنا, حتى ظهر لهم ما نحن نحذر منه أهل اليمن الآن, فأعلنوا الجهاد عليهم لا معهم, وهو الحق, لأن الخوارج لا يعرف خطرهم إلا من ذاقه.

و كلنا بعلم أن من خطط حزب التحرير والقاعدة والرافضة, كلهم يريدون فتح جبهة في اليمن, لا من أجل تخريب اليمن فحسب, بل من أجل التوصل إلى إحداث جبهات على حدود السعودية من أجل إسقاط حكمها, وإلا فما شأن الجنوبيين – من اليمن- أن يثوروا إلا لتوسعة رقعة المقاومة على الجيش اليمني, الأمر الذي يعجزه عن صد الهجمات.

لذا فأني أقول لأولئك الذين هددوا بإعلان الجهاد, أن يعلنوه من الآن ضد القاعدة والحوثيين, وأن يؤسسوا صحوات يمنية لنصرة الحق وأهله, حتى لا يتسع الخرق وتفشل دولة اليمن لا قدر الله,وكيلا يسود أهل الشر والفساد من شيوعية يهودية ورافضة يهودية, وقاعدة خارجية.

وسبحان الله تعالى, كم صار الواحد يعجب من مدى سريان التضليل في مجتمعات المسلمين, فما إن تذكر أمريكا حتى يتكتل الجميع ضدها, غاضين الطرف عن الخطر الأكبر والأعظم, خطر اليهود المتمثل في الشيوعية والرافضة والخوارج.

وحتى لا تعجب من ربطي بين الثلاثة, أذكر لك حديثا صحيحا ذكره ابن كثير في النهاية في الفتن والملاحم وفيه ” لا يزال الخوارج يخرجون فيكم حتى يقاتل آخرهم مع الدجال” والدجال يهودي إيراني!!! وإلا فلماذا تحتضن إيران أفرادا من القاعدة؟!

ثم يهدد أفراد من قاعدة الصومال, بأنها ستبعث جنودا يقاتلون جنبا إلى جنب!!! جنب الحوثيين, وضد الجيش السني اليمني, عجبا لهذا, فمن الآن يقاتل الخوارج مع جيش الدجال, فكيف إذا خرج؟!

وبعدها نرى قاعدة موريتانيا, وهم في السجون يعلنون, أنهم سيقاتلون المحتل في كل بلد إسلامي, حتى إذا خرجوا قاتلوا أهل دينهم وبلدهم, فهل هم المحتل عندكم أم أنهم كفار مرتدون, ولماذا كفروا وارتدوا, لأنهم حكموا بغير ما أنزل الله, ولأنهم والَوا غير دين الله والمؤمنين, حتى إذا جاؤوا أوجبوا الجهاد ضد هؤلاء, في حين هم يقاتلون مع غيرهم كالرافضة, وهذا حكم بغير ما أنزل الله, ويدافعون عنهم بكل قوة وهذا ولاء لغير الله, فلماذا حكامنا كفروا بهذا, ولم تكفروا أنتم, أفتؤمنون ببعض الكتاب, أم أنها طريقة اليهود في الأحكام تسري في أعمالكم!!!!

والمصيبة الكبرى, أن كل هؤلاء ينتسبون إلى السلفية, وبعضهم قد خرج من رحمها, لعدم اعتصامهم بشرع الله تعالى وبالضوابط الشرعية التي تعصمهم من مثل هذه الضلالات, وكم حذر علماؤنا من أمثال هؤلاء, حتى لا يفسدوا المجتمعات, لكن مجتمعاتنا, غثاء سيل مزبد لا خير فيه, ولا تنس آخر المقال قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يخرجون من الدين” و لكن لا نكفرهم كما يكفروننا, والحمد لله على كل حال.

 

سمير مراد

يوم / الثلاثاء

3/2/1431ه

الموافق 19/1/2010م

شاهد أيضاً

حكم الصور (الفوتوغرافية) وتعليقها على الجدران

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *