الحمد لله تعالى الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد:
فلا يزال التكفير والتكفيريون منذ فجر الإسلام وإلى أن تقوم الساعة، يخرجون فوجا من بعد فوج، وكلما كسروا وقطعوا في ميدان أو طريق، خرجت فئة هي أكثر سوءا من سابقتها، تحمل من أفكار التطرف والعدوان والتكفير ما تفسد به دنيا الناس ودينهم، مرتكزين على أدلة صاغت فهومها عقولهم القاصرة عن الإدراك، متغولين على الناس، طامسين معالم الإسلام السمحة، لاغين هوية الإسلام عمن لم يرق لهم أو لهواهم، بتمرد على النص والواقع، ليصلوا إلى السلطة المتسلطة على رقاب الناس، مع خلطهم بين العلوم والمصطلحات، ما أدى بهم إلى سفك الدم الحرام وأكل المال الحرام واستحلال الفروج الحرام، بل وإلغاء كل إبداع ديني أو دنيوي ارتقي بالحضارة، ليعيشوا ويعيش الناس معهم على بقايا من حضارة متخيلة بائدة مزيفة، وكل ذلك باسم الإسلام والمسلمين، من هنا سعى موقع الشيخ الدكتور سمير مراد لعقد محاضرة تحت عنوان:
“الخوارج – المتطرفون – التكفيريّون.. فكراً وعملاً.. نظرة على التغيير” في هذا اليوم الجمعة الموافق 24/2/2022
بين فيها تاريخ هؤلاء المتطرفين وصفاتهم وغير ذلك، ما يكون مادة تكشف عوارهم.
في نهايتها خلص المحاضر إلى النتائج والتوصيات التالية:-
١. التكفير حاضر قديم ظهر وتجذر ليتسلط على الناس بالقتل.
٢. التكفيريون أناس قصرت هممهم واسودت نواياهم عمدوا إلى عجزهم فاتخذوا منه سلما لسفك الدم الحرام.
٣. التكفير هيمنة وإسقاط للأحكام على غير محلها.
٤. التكفير في حقيقته نزاع على السلطة يراد منه الاستبداد والاستحواذ على مقدرات الأمة.
٥. التكفير إسقاط والغاء للهوية الدينية والوطنية ينتج عنه إسقاط كل الحقوق والامتيازات اللازمة للفرد والجماعة.
٦. ظهور موجات تكفيرية جديدة أكثر غلوا حتى من داعش تحتاج فهما أعمق يرتكز على الفهم الصحيح للنص والواقع.
٧. ضرورة تعليم الدعاة والخطباء والوعاظ التفريق بين الإسلام السياسي وسياسة الإسلام (السياسة الشرعية) لأن الخلط بينهما أفسد حياة الناس.
٨. ضرورة توضيح الفرق بين المرحلة التاريخية القائمة على التأويل للنص الذي أدى من بالعض إلى سفك الدم وبين العقيدة القائمة على إثبات الحق الديني لكل موحد.
٩. التحذير من أن تكفير الحاكم أساسه القيام على المنافسة في السلطة ما أدى بالتكفيريين لوضع قواعد وأسس لأجل سحب البساط من تحت أرجل الحكام.
١٠. تحقيق العدل والاهتمام بتفاصيل المجتمع حتى الصغيرة مؤد إلى الاستقرار النفسي والإخاء والرخاء المجتمعي.
١١. ضرورة توفير الحماية الاجتماعية بكل الوسائل والأدوات لكل فرد لسعي التكفيريين إلى إسقاطها عن كل من عداهم.
١٢. أهمية إيجاد دراسات حول التكفير الجغرافي ووضع تصورات أولية لذلك وفرض صور مع طرح العلاج للوقاية من خطر التكفيريين.
١٣. ضرورة مراقبة النص الأدبي في مناهج التدريس اللغوية إذ قد يحتوي أحيانا على بعض نصوص ثورية تكفيرية على أنه نص أدبي بليغ ولذا نجد بعض المصطلحات قد نمت وترعرعت من خلال ذلك.
هذا والله أعلم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
نرجو تعبئة الاستبيان فضلا وليس أمرا بالضغط هنــــــــــا

