الرئيسية / المقالات / حماية الدم والضرر يزال

حماية الدم والضرر يزال

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي علّمنا وبصّرنا، وأودع فينا خصالاً تحملنا على الخير، وعظّم في خواطرنا صيانة الحياة والإنسان ومقومات ذلك كله، والصلاة والسلام على من طبّق ذلك خير تطبيق، وبعد:
فيقول الله تعالى: (ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطئوهم فتصيبكم منهم معرّة بغير علم * لو تزيلوا لعذّبنا الذين كفروا منهم عذاباً أليماً)، ويقول عليه الصلاة والسلام: في قصة الأعرابي الذي بال في المسجد: “لا تزرموه بوله، وأهريقوا على بوله ذنوباً من ماء”.
في الآية الكريمة والحديث الشريف، قاعدة ينبني عليها فقه سديد، لو راعاه الدعاة وأمثالهم لاهتدوا لصيانة المجتمع بداعي الرحمة والترابط، ومن ذلك:
١. أن اختلاط حلال الدم بحرامه، مدعاة لصيانة الحلال دمه، لوجود من حُرم سفك دمه، وذلك من باب: حماية النفس البريئة التي لا تمكن إلا بالامتناع عن قتل من يجوز قتله.
٢. أن كرامة المسلم على الله تعالى عظيمة، على مبدأ “هم القوم لا يشقى جليسهم”.
٣. القذر في الحيّز المكرم، إذا ترتب على منعه مشقة أو شعور بالنفرة ممن حوله، سقط حكمه، فبول في المسجد، مع تأذي فاعله يسقط، حماية لمنفعة لنفس واحدة، فما بالنا بالنفس ذاتها، فما بالنا بالمجتمع بأكمله.
يقودنا ذلك إلى:
٤. ما وقع في صلح الحديبية، من ردّ الكافر الذي أسلم إلى الكفار وليس العكس، ففيه:
“احتمل لدفع مفاسد أعظم منه، وهي قتل المؤمنين والمؤمنات الذين كانوا خاملين بمكة ولا يعرفهم أكثر الصحابة، وفي قتلهم معرّة عظيمة على المؤمنين”.
٥. في ذلك إشارة إلى رعاية الأولويات، الأعلى ثم التي تليها، بمعرفة أهل الحكمة والخبرة.
٦. عمق نظر رئيس الدولة في فعل الأصلح ولو رآه بعض الكبراء خطأ ودنية، ما يوجب على الباقين إحسان الظن في تصرف رؤساء الأقوام.
٧. النظر المجرد للظاهر دون اعتبار الباطن، يهلك الأمة، خصوصاً إن كان ذلك من نفعيين لا وطنية لديهم.
والله تعالى أعلم.

د. سمير مراد

من يوم الأربعاء
١٤٤٣/٣/١٤-٢٠٢١/١٠/٢٠

شاهد أيضاً

حكم الصور (الفوتوغرافية) وتعليقها على الجدران

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *